معالي وزير التربية .. وفن الممكن في زمن المستحيل | كتب: د. محسن العارضي
لكل منا مجاله المهني الذي يتقنه ويتقن التعامل مع أبعاده. الحياة مليئة بالتجارب وتزداد الخبرات بزيادة التجارب وخوض مجالات مهنية مختلفة، ونحن كأكاديميين وباحثين في جامعة الكويت والتطبيقي ومعهد الأبحاث لكل منا تجاربه الخاصة، وأيضاً رصيد تراكمي من الخبرات المتنوعة اكتسبها من خلال مشواره المهني، ولكن العمل في الشؤون الأكاديمية له وضع خاص، فمجالس الأقسام العلمية في الكليات والجامعات أمرها قائم على الشورى والتوافق على القرارات، حيث أن قراراتها تحسم بعد التشاور والتوافق والوصول إلى الرأي الأمثل الذي ينفع الوطن وأبناءه، فالمجلس العلمي للأقسام العلمية سيد قراراته كما هو الحال في مجلس الأمة، فأغلب القرارات العلمية ومنها التعيين في الوظائف الأكاديمية بوابتها الأولى هي الأقسام العلمية وليس المدير العام للمؤسسة الأكاديمية.
نحن كأكاديميين وباحثين في مرافق الدولة الثلاث: الجامعة والتطبيقي ومعهد الأبحاث، نعتز بأن وزير التربية من الوسط الأكاديمي ولكن الوزير ترك محافل التدريس والبحث والذي يعتمد على فهم الواقع لانطلاق للمستقبل إلى محافل السياسة والتي أساسها فن الممكن.
إن تعامل الوزير مع فن الممكن في التعليم وهو الوزير المسؤول عن التعليم والتطوير في المجتمع والسماح للسياسيين باستخدام أساليب الضغط السياسي على مدراء التطبيقي ومعهد الأبحاث أصابنا نحن زملاء المهنة مع معالي الوزير بالإحباط والشعور بالغضب الشديد، لقد ذكر الوزير في وقت سابق أنه تم عرض منصب رئيس الجامعة على ستة من القياديين الجامعيين ولكنهم رفضوا بسبب ما وصفه العيسى بالضغوط التي تصاحب مثل هذا المنصب الحساس.
لقد استخدم مجلس الأمة الكويتي أساليب ضغط لم نعهدها نحن أبناء الكويت، ففي التطبيقي الذي أفخر بانتمائي إليه استخدمت لجنة الميزانيات والحساب الختامي أسلوب الحرمان كأسلوب رقابي، فقد تم حرمان الهيئة من مبلغ عشرة ملايين دينار مرصودة لتعليم طلبة الكويت وتم إغلاق عشرات الشعب الدراسية بعد أن تم تدريس الطلبة ثلاث أسابيع، وذلك بحجة أن الهيئة لم تستغل عدد من الدرجات الوظيفية مرصوده لها، عجيب يا مجلس الأمة؛ نعم الشعب انتخبكم من أجل الرقابة والتشريع ولكن لم ينتخبكم من أجل حرمان أبناءه، ولم ينتخبكم من أجل ممارسة الضغط على مدراء التطبيقي والأبحاث، إن هذه المؤسسات لها هيكلة خاصة يجب احترامها.
ونحن في هذا الشهر الفضيل ورغم هذه الضغوط من لجنة الميزانيات والحساب الختامي في مجلس الأمة، نقول أن بيت التطبيقي الذي أفخر بالإنتماء إليه متماسك من الداخل رغم الضغوط ونعتز بتقرير ديوان المحاسبة الذي أشاد بالهيئة وإدارتها في معالجة المخالفات الإدارية السابقة.
وفي الختام، نوجه كلمة لصاحب المقولة الشهيرة (إياك واليأس من وطنك)، رئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم، ونقول إن تدخلك أصبح ضرورة لوقف الضغوط على أهل التعليم والبحث العلمي في الكويت ونقول إننا لم نيأس وبدأنا مشوارنا الطموح في تحقيق الممكن في زمن المستحيل.
نحلم بجامعة جابر كما كانت في فكرتها الأولى، ونطمح لتحويل كلية الدراسات التكنولوجية إلى كلية صباح للهندسة والعلوم، كيف لا وفيها في حدود الخمسمائة عضو هيئة تدريس وتدريب! نملك العلم والمعرفة ونملك الخبرات المتنوعة؛ فهل يابو علي سوف تشاركنا الحلم والعمل مع أبناء الوطن من أجل الوطن؟
محسن صاطي العارضي
عضو هيئة إدارية رابطة أعضاء هيئة التدريس بالكليات التطبيقية