قسم السلايدشو

لماذا يلجأون الطلبة لشراء التقارير والبحوث؟! 

  
أكاديميا| (خاص) كتبت: سلطانه الشمري

عمل البحث هي عملية تتطلب جهد شخصي من الطالب، حيث تتطلب قراءة واطلاع وبحث واستنتاج وكتابة وفي النهاية تسليم هذا البحث للدكتور ومناقشته ثم نيل الدرجة المستحقة. هذه العملية لها فوائد عديدة وأهمها اطلاع الطالب على مواضيع مختلفة وزيادة معرفته ومعرفة أسس وخطوات البحث الأساسي وتطوير مستوى الكتابة لما يترتب على ذلك فوائد عديدة في تطوير الأجيال وصقل مهارات الطلبة وإلا لما طلب الاستاذ من الطلبة ذلك. عمل البحث ليست عملية صعبة أو تعجيزية ولا تتطلب تكريس كل الوقت والعمل ليلاً ونهاراً لإتمامه؛ إنما تتطلب وقت قليل مع تركيز للإنجاز ثم الانتهاء من هذه المهمة. لكن نتساءل هنا ماسبب عدم أمانة وإخلاص الطلبة في عملية البحث والبحث عن حلول بديلة؟
ينجذب الكثير من الطلبة لحلول أخرى تفك أزمة عمل هذا البحث؛ حيث يلجؤون ويتكلون على أشخاص آخرين لعمل هذا الشيء بدلاً منهم؛ وفرحتهم بوجود شخص لعمل البحث بدلاً عنهم فرحة أسير تحرر من قيود الأسر. أهذا بسبب ضيق وقت الطالب أم خوف ورهبة أم عملية شاقة مهلكة أم مجرد مبالغة وتضخيم من قبل الطلبة. بعد مقابلة عدد من الطالبات كانت إجابة أحدهم بأن ضغط المواد والالتزامات يفقدها التركيز فتفضل أن شخص آخر يقوم بهذا البحث عنها. وذكرت طالبة أخرى بأن دفع مال مقابل شيء مضمون أفضل من شيء لاتحترف فيه وأنها لاتثق بقدرتها على القيام بالبحث فتفضل أن تجد شخص آخر حتى تضمن درجة عالية! وقالت إحداهن أن شروط الأستاذ الكثيرة ودقته بالأمور ترغمني على ذلك ولا أمانع بدفع مبلغ مالي بسيط من أجل درجات مضمونة تعينني في تحسين المعدل ورفعه! وأخرى تقول: “إن توفر لي حل بسيط فلماذا أرهق نفسي في العمل؟!”.
تظن أغلب الطالبات أنها نجحت في خداع الاستاذ وستنال درجة عالية لكن هذا الأمر لا يخفى على أعضاء هيئة التدريس، حيث يعلمون بكل هذه الأمور والظواهر المنتشرة؛ كما أن أحد الأساتذة تلقى نفس البحث بنفس الكلمات والترتيب من طالبتين بنفس الشعبة وهذا مايكشف جريمة الطالبتين، وبحث آخر مكتوب عليه اسم طالبتين وليس اسم واحد؛ حتى أن الطالبة لم تركز على الاسم المكتوب وهذا دليل الإهمال والاعتماد الكلي على هذه الإعلانات. كما أن الشخص المتكل عليه في البحث هو من خدع الطالبات، أولاً في كسب المال، وثانياً في تكرار البحث على أكثر من طالبة مما يؤدي لخسارة بعض الطالبات للمال والدرجات والإحراج أمام الاستاذ. عجباً! وصلنا لمرحلة أن نجد إعلاناتهم في وسط الحرم الجامعي دون قوانين تردعهم!
أرى أن هذه الظاهرة سلبية أشبه بعملية سرقة علمية وعدم الالتزام بالأمانة والإخلاص من قبل الطلبة وتعزيز قيمة الإتكال على الآخرين والكسل. مالفائدة من هذه البحوث والتقارير إن كان من يقوم بها أشخاص غير الطلبة؟ من المستفيد غير الذي يقبض الأموال ويستغل الطلبة؟ يجب علينا محاربة هذه الظاهرة وتوعية الشباب واستغلال طاقتهم في الشيء المفيد، كما يجب وضع قوانين تردع وتوقف من يقوم بخداع الطلبة وترك بصمة سلبية في الوسط الأكاديمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock