كتاب أكاديميا

فهد عبدالرحمن البحر :قانون الاخلاق الرادع لتصرفات الفرد في المجتمع

قانون الأخلاق  ليس في الحقيقة من القوانين الوضعية المكتوبة بل هو حاجة ضرورية تنبت من البيئة الاجتماعية للفرد نفسة وهي تهذب الطابع الاخلاقي للفرد نفسة وتبرز الانطباع والجهه الايجابية له وتضبط تصرفاتهم  بصرف النظر عن أعراقهم وأجناسهم ودياناتهم وطبائعهم . 

وبأن لدى كل انسان في أعماقه ما يُطلق عليه حب البقاء وبأن لديه ذلك الشعور بضرورة الدفاع عن النفس وعن المصالح الشخصية الخاصة فيه ، فقد يكون لدى المرء الكثير من الميل إلى الخير  والصدق والتضحية  والتسامح والعطاء و التعاطف ، لكنه يحمل في جوفه وفي أغوار نفسه  بذات الوقت ، بعض الصفات الداخلية التي تُناقض تلك الصفات الحميدة  والتي قد لا تظهر  إلا عندما  يجد  نفسه  أمام الخيارات التي تتحدى  حبه لذاته  ودفاعه عن مصالحه  وبذلك قد تسيطر عليه وعلى توجهاته وتوجّهه تلك الصفات الداخلية والطباع السيئة  عندما تصبح مصالحه في كفة الميزان بالتساوي ، منها الميل إلى الانتقام  أو إلى الظلم أو إلى الحقد والعديد من الصفات السلبية والطبائع السيئة وقد تكثر صفة الشر في نفسه شيئاً فشيئاً وتنعكس على تصرفاته تجاه الآخرين ومن حولة .

وقد يكون الفرد ثري و على مرتبة اجتماعية أو سياسية رفيعة وقد يؤدي ذلك إلى أن يُثمّن نفسه بأكثر من الآخرين ويُصيبه الغرور فيصبح متكبراً يتصرف بتعالٍ تجاه من هم أقل مرتبة منه .

 لذا فإن قانون الأخلاق من وجهه نظري هو القانون الأكثر أهمية وانه القانون الذي يضبط تصرفات البشر ويوازن أحاسيسهم وتصرفاتهم وهو الذي ينير لهم  كل تصرف سليم حتى من الناحية القانونية بحيث يُعرض عن ارتكاب كل ما يعاقب عليه القانون الوضعي .

 والتساؤل هو كيف سيتم إلزام المرء بمثل هذا القانون غير المكتوب ويكون رادع له ولتصرفاته كالقانون الوضعي والعقوبات المنصوصه والمأخوذه منه  والإجابة التي لا جدال فيها هي بأن من المفترض أن يكون الضابط الوحيد لضمان تطبيق هذا القانون هو ضمير الإنسان الاخلاقي والوازع الديني التي تحتل بالطبع المرتبة الأولى .

 فمن صفات المؤمن الحقيقي التحلي بمكارم الأخلاق كما أن إيمان المرء لن ينبثق فيه إلا إذا كان صادقاً أميناً شريفاً كريماً سوياً في تعامله مع الآخرين وبإمكاننا أن نضع الإيمان في الصف الأول الذي يوجه الفرد الى مكارم الأخلاق 

ونظراً لأن قانون الأخلاق لم يكن كافياً لضبط تصرفات البشر فليس بالإمكان فرض السلوك السوي على جميع الأشخاص لاختلاف طباعهم والوجهه التي يتجهونها بتربيتهم كما ذكرنا بالسابق ، لذا فقد وجد البشر أنفسهم بأمس الحاجة إلى سن القوانين الردعية الأخرى بغية تحقيق العدالة الاجتماعية  وإحقاق الحقوق ومنع انتشار الفوضى في المجتمع 

 ولابد من الإشارة أيضاً إلى أن قانون الأخلاق الذي يضبط تصرفات البشر كان دوماً, بعد التعاليم الدينية ، الأساس الذي اخذت منه الكثير من القوانين الوضعية.

كما لابد من الإشارة إلى  إلى أن قانون الأخلاق يختلف عن غيره من القوانين بما قد يكون له من تأثير أعمق على شخصية وعلى نفسية من يخالف أحد القوانين الوضعية.

 على سبيل المثال قد يتمكن المجرم من الإفلات من عقوبة القانون لكنه نادراً ما قد يُفلت من الشعور من وقت لآخر بعدم الراحة النفسية بعد افلاته من العقوبة , وإن كان قد أفلت من عقوبة القانون لم يفلت من الخوف أو من عذاب الضمير .

 هناك نوع من الجرائم التي قد لا يعاقب عليه القانون لكنها  تعتبر من الناحية الأخلاقية من ابشع الجرائم وأخطرها  وهي بما بإمكاننا أن يُطلق عليه معنى السلوك الإجرام السلبي هو  الشهادة التي تبرء الشخص من جريمة ولكن امتنع الفرد القيام بها من شأنها أن تُنقذ شخص بريء من الحكم عليه بجريمة لم يرتكبها ويكون هو الشاهد الوحيد على براءته 

وختاماً على ذلك على الفرد ان يتحلى بمكارم الاخلاق لان الشخص بلا ضمير اخلاقي ووازع ديني لا يمكنه ان يردعة لا قانون وضعي ولا عقوبات ردعية ، فالفرد يمكن ان يرقى باخلاقه وبالاخلاق ترتقي المجتمعات 



فهد عبدالرحمن علي البحر

طالب سنة رابعة في كلية القانون الكويتية العالمية

دبلوم ادارة شركات من الولايات المتحدة الامريكية

شريك في مجموعة ميشماد للتجارة العامة للمقاولات 

عضو جمعية حقوق الانسان الكويتية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock