تربويون : محاور إصلاح «التربية» تعالج الخلل في المنظومة التعليمية وفق رؤية شاملة
أشادوا بشمولها المحور الإداري والمالي والمعايير الدولية للمناهج وتطوير التعليم وإصدار رخصة المعلم وإنشاء مكتب الفائقين والتحول إلى المدارس الذكية
- حمد الهولي: المحاور منطقية ومهمة جداً وهي مشاريع جاهزة للتطبيق
- عبدالعزيز السويط: الخطة تهدف إلى إنقاذ التعليم ومواكبة التطور العالمي
- مناير الحمادي: التعليم مهنة فنية تحتاج إلى مهارات شخصية وتدريبية
- صلاح الصانع: الاستعانة بمن صمموا برنامج التحسين المدرسي
- جعفر القلاف: محاورها جاءت ملبية لتطلعات أهل الميدان
أكد عدد من التربويين أن محاور خطة الإصلاح التي طرحها وزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي تمثل رؤية شاملة ومتكاملة لتطوير التعليم في الكويت وتظهر إدراك الوزارة لأهمية التعليم في بناء أجيال قادرة على المنافسة عالمياً مشيرين إلى ان المحاور – التي تضمنت المحور الإداري والمالي والمحور المتعلق بالمعايير الدولية للمناهج والمحور المتعلق بتطوير التعليم وإصدار رخصة المعلم وإنشاء مكتب الفائقين والمحور الهندسي وميكنة الوزارة، إضافة إلى المبادرات بهدف التحول إلى المدارس الذكية-.
منطقية ومهمة جداً وهي مشاريع جاهزة للتطبيق مع ضرورة تحديد الأولوية والأهمية حسب الأوضاع الراهنة. وقالوا لـ «الأنباء» ان فكرة الاستعانة بتجارب الدول المتقدمة جيدة وبما يلائم الوضع، كما ان انشاء مكتب للفائقين خطوة موفقة ومهمة جدا، مشيرين إلى ان مشروع رخصة المعلم خطوة ستسهم بشكل كبير في إصلاح الخلل، فالتعليم مهنة فنية تحتاج الى مهارات شخصية وتدريبية يتمكن منها كل معلم قبل النزول للميدان التربوي، وأيضا التطوير والتحسين من المهارات أثناء المهنة، فالتدريب المستمر والتطوير المهني عبر توفير برامج موجهة لتحديث المهارات كفيل بتعزيز سمعة المؤسسات التعليمية. وأوضحوا ان الخطة تعتبر أولى خطوات العلاج، وينبغي تشكيل فريق من خبراء وأهل الميدان لصياغة بنوده، مؤكدين انها ستنهض بالمنظومة التربوية، لاسيما ان محاورها جاءت ملبية لتطلعات أهل الميدان ومطالباته التي نادى بها منذ زمن طويل خاصة فيما يتعلق بتطوير المناهج التعليمية وتطبيق رخصة المعلم، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين حمد الهولي ان المحاور الستة لخطة اصلاح التعليم تمثل جزءا من تصور توصيات المؤتمر التربوي الخامس والأربعين لجمعية المعلمين الكويتية. وأضاف ان المحاور منطقية ومهمة جدا وهي مشاريع جاهزة للتطبيق، مؤكدا ضرورة تحديد الأولوية والأهمية حسب الأوضاع الراهنة.
وأشاد الهولي بفكرة الاستعانة بتجارب الدول المتقدمة بما يلائم الوضع، كما ان انشاء مكتب للفائقين خطوة جيدة ومهمة جدا، اضافة إلى أن محور ميكنة الوزارة كان من ضمن المقترحات التي قدمتها الجمعية للخدمات الالكترونية، لافتا إلى ان ذلك يدل على وجود مبدأ الشراكة والتكامل بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية لأن تكامل اعمالها من الأشياء الواضحة والبارزة، لاسيما انها تحقق غايات التنمية المستدامة.
وأوضح ان التعليم من أهم القضايا الموجودة وخلال فترة وجيزة استطاع الوزير الطبطبائي ان يشخص الواقع ويضع الحلول المناسبة.
دور محوري في رفع كفاءة العملية التعليمية
من جانبه، أشاد الاستاذ التربوي ورئيس مجلس إدارة جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية د.عبدالعزيز السويط بمحاور خطة الإصلاح التعليمي، مؤكدا أن هذه المحاور تمثل رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى إنقاذ التعليم في الكويت ومواكبة التطور العالمي.
وبين أنها شملت الجوانب الإدارية والمالية، والمعايير الدولية للمناهج، وتطوير التعليم، والمحور الهندسي، وميكنة الوزارة، والمبادرات تمثل خطوات ضرورية لإحداث تحول جذري في قطاع التعليم، مشددا على أهمية إصدار رخصة المعلم لما لها من دور محوري في رفع كفاءة العملية التعليمية وضمان جودة الأداء للمعلمين.
كما دعا د.السويط إلى إشراك جمعيات النفع العام ذات الاختصاص مثل جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية وغيرها في بعض المحاور المهمة، لاسيما المتعلقة بتطوير المناهج والمدارس الذكية. وأكد أن هذا التعاون سيسهم في تعزيز جودة التنفيذ والاستفادة من خبرات المجتمع المدني لدعم العملية التعليمية.
رؤية شاملة ومتكاملة
من جانبها، قالت مستشارة الاشراف التربوي مناير الحمادي إن محاور خطة الإصلاح تمثل رؤية شاملة ومتكاملة لتطوير التعليم في الكويت، خاصة ان التركيز على المحور الإداري والمالي يعكس التوجه نحو تحسين الكفاءة المالية وضمان توجيه الموارد لدعم العملية التعليمية بشكل مباشر، وهو أمر أساسي للارتقاء بالمنظومة، مشيرة إلى أن تعزيز المناهج التعليمية لتتوافق مع المعايير الدولية، لا يعني التخلي عن القيم الثقافية المحلية، بل يمكن الجمع بين الاثنين بطريقة تعزز الهوية الوطنية وتدعم التواصل مع العالم ومواكبة التطـور التكنولوجــــي المتسارع مع الاستفادة من التجارب الرائدة مثل فنلندا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وخبرتهم في تطبيق طرق تعليمية حديثة لتحسين جودة التدريس ورفع كفـــاءة المعلمين.
وأضافت ان هذا يؤدي إلى بيئة تعليمية أكثر تطورا، ووجود هذا المحور ضمن محاور الإصلاح التربوي يظهر إدراك الوزارة لأهمية التعليم النوعي في بناء أجيال قادرة على المنافسة عالميا، مشيرة إلى ان مشروع رخصة المعلم خطوة ستسهم بشكل كبير في إصلاح الخلل، فالتعليم مهنة فنية تحتاج لمهارات شخصية وتدريبية تمكن منها كل معلم قبل النزول للميدان التربوي وأيضا التطوير والتحسين من المهارات أثناء المهنة، فالتدريب المستمر والتطوير المهني عبر توفير برامج موجهة لتحديث المهارات كفيل بتعزيز سمعة المؤسسات التعليمية من خلال الاعتماد على كوادر مدربة ومؤهلة وضمان توظيف معلمين ومعلمات ذوي كفاءة عالية، وهذا بدوره يسهم في تحسين العملية التعليمية وتحقيق معايير عاليــــة في التعليــــم.
وتابعت الحمادي: أما المحور الهندسي المتعلـــق بتطوير البنية التحتية فهو خطوة مهمة لضمان توفير بيئة تعليمية محفزة وآمنة، خاصة مع السعي لبناء فصول ذكية وتأهيل المدارس القديمة، فبعض المباني المدرسية عفى عليها الزمن وتحتاج للهدم وإعادة البناء.
وأقترح دعم المدارس بأنظمة إلكترونية لدخول وخروج الطلبة مثل البصمة وكاميرات المراقبة للساحات والقاعات الدراسية لمزيد من الرقابة والأمن، مبينة ان التعليم الحكومي لا يقل دعما ماليا عن التعليم في القطاع الخاص لتوفير مثل هذه الإمكانيات داخل المبنى المدرسي وتطوير ميكنة الوزارة يظهر التزاما بتعزيز التواصل بين جميع أطراف العملية التعليمية من خلال التكنولوجيا الحديثة، مما يواكب التوجهات العالمية في التعليم الإلكتروني.
وذكرت الحمادي ان المبادرات التي تهدف إلى التحول نحو المدارس الذكية وإنشاء مكاتب لدعم الفائقين، تعكس اهتماما كبيرا بالمواهب المتميزة وتعزيز الابتكار، مؤكدة ان هذه المحاور إذا نفذت وفق جدول زمني واضح مع حلول فعالة للتحديات فستكون نقطة تحول حقيقية في مستقبل التعليم في الكويت، وكلي ثقة بجدية وزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي على الإصلاح التربوي بمحاوره الستة.
أولى خطوات العلاج
أما مدير المدرسة السابق صلاح الصانع فقد أبدى سعادته بمحاور الإصلاح، لافتا إلى انها أولى خطوات العلاج، وينبغي تشكيل فريق من خبراء واهل الميدان لصياغة بنودها، علما ان الدولة أنفقت الأموال عن طريق الاستعانة في البنك الدولي لإصلاح التعليم فدربت كوكبة من معلمين واشرافيين وقياديين تعليميين بشهادات تدريبية معتمدة حيث انتقلوا لدول للاطلاع على الوسائل والطرق.
وأضاف انهم صمموا برنامج التحسين المدرسي بما يناســب دولتنا ومجتمعنا بمؤشـــرات وادوات وطرق تتفوق على نظيراتها بالتعليم العربي وتضع تعليمنا بمصاف العالمية، مشيرا إلى انه من المناسب الاستعانة بهم وعدم إهدار الانفاق الحكومي بهم واستثمار الوطن بهم.
إنجاز الخطة سينهض بالمنظومة التربوية
من جهته، قال رئيس قسم اللغة العربية بثانوية صالح الشهاب، جعفر القلاف، انه بعد النجاح الكبير الذي حققه مشروع «المراقب الوطني» الذي كان باكورة جهود وزير التربية والتعليم العالي م.سيد جلال الطبطبائي الهادفة لإصلاح المنظومة التعليمية وتطويرها، والذي استطاع من خلاله ضبط جميع جوانب عملية التقييم، مما أدى لزيادة الثقة في الاختبارات ورفع مستوى الشفافية محققا بذلك العدالة المنشودة كاسبا رضا الميدان التربوي، فإن جهود الوزير الإصلاحية تواصلت عبر خطة إصلاحية شاملة تألفت من ستة محاور لتطوير المنظومة التعليمية، موضحا ان هذه الخطة جاءت بعد الاطلاع على تجارب الدولة المتقدمة في التعليم ومشاورة الوزير لأهل الميدان واستماعه لهمومهم ومقترحاتهم.
وأضاف القلاف ان الوزير عزز من فرص نجاح هذه الخطة بعقد اجتماعات مع مختصين تربويين من الدول الرائدة في مجال التربية والتعليم، متمنيا انجاز هذه الخطة التي ستنهض بالمنظومة التربوية، لاسيما ان محاورها جاءت ملبية لتطلعات أهل الميدان ومطالباته التي نادى بها منذ زمن طويل خاصة فيما يتعلق بتطوير المناهج التعليمية وتطبيق رخصة المعلم.