أ. منى العازمي تكتب: الفواكه المجففة قد تقلل خطر إصابتك بالسكري

يستمتع الكثيرون بمذاق الفاكهة المجففة والتي تتميز بإمكانية تخزينها لفترات طويلة، إذ بكونها تعتبر وجبة خفيفة صحية وذات قيمة غذائية عالية، إلا ان محتواها العالي من السكر الطبيعي الموجود فيها يجعل الكثير من مرضى السكري يتخوفون من تناولها.

ينشا مرض السكري من النوع الثاني نتيجة اضطرابات أيضية تسبب اضطرابا في وظائف الانسولين، إذ تعد من أشهر أنواع السكري حول العالم والذي له مضاعفات صحية كثيرة مثل الاصابة بأمراض القلب، والكلى، والأعصاب. 

يعتقد الكثيرون أن تناول مرضى السكري للفواكه المجففة قد يساعد في تنظيم مستويات السكر ويحسن صحة الجهاز الهضمي بسبب محتواها العالي من الألياف والفيتامينات والمعادن، ويعتقد أيضا أن احتواءها على السكر المركز بسهل دخوله دفعة واحدة الى مجرى الدم بعكس الفواكه الطازجة، مما يؤدي الى ارتفاع مستوى الجلوكوز بسرعة في الدم فيؤثر سلبا في اتزانه.

توصلت دراسة حديثة نشرت في شهر يوليو عام 2024م في مجلة”BMC Nutrition & Metabolism” إلى أن استهلاك الفواكه المجففة قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة كبيرة، فعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بمحتوى السكر المرتفع في هذا النوع من الفواكه، إلا أن البحث الجديد يشير إلى فوائد صحية كبيرة عند استهلاك الفواكه المجففة بكميات معتدلة.

أظهرت الدراسة أن استهلاك حبة إلى حبتين يومياً من الفواكه المجففة يمكن أن يخفض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بما يصل إلى 60% بحسب تحليل بيانات أكثر من نصف مليون شخص شارك في الدراسة.

تعتبر الفواكه المجففة، مثل البرقوق المجفف والمشمش المجفف والزبيب، وجبات خفيفة مغذية وسهلة التخزين، وتحتوي على الألياف والمواد الغذائية التي قد تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، كما تحتوي على مركبات الفلافونويد التي ترتبط بتحسين حساسية الأنسولين.

في السياق ذاته تشير الدراسة إلى أن الفواكه المجففة قد تحتوي على عناصر غذائية تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي، مما يسهل على الجسم تنظيم مستوى السكر في الدم.

يُعتبر هذا البحث خطوة مهمة نحو فهم العلاقة بين استهلاك الفواكه المجففة وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري وبين العلاقة بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

لكن يُشار إلى ضرورة تناول الفواكه المجففة بكميات محدودة كجزء من نظام غذائي متوازن، حيث إن الكميات الكبيرة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويوصي الخبراء بتناول حصص صغيرة منها تعادل ربع كوب تقريبًا يوميًا لتجنّب هذا الارتفاع.