أخبار منوعة

د.أحمد تقي : تحول «جدري القرود» لوباء عالمي.. مُستبعد د. خلود البارون

 

أعلنت منظمة الصحة، أخيراً، عن انتشار جدري القرود (إمبوكس) في افريقيا ووصوله إلى مرحلة الطوارئ الصحية «تمثل قلقاً».

وحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أخيراً، فقد تزايدت أعداد الحالات المصابة في عدد من البلدان في أفريقيا، ولكن – بالرغم من ذلك – فهو لا يزال مرضاً مسيطراً عليه ضمن حدود القارة الأفريقية. وقد نفى بعض الخبراء الاشاعات التي تشير إلى اعتباره مرضاً سريع التفشي أو سيؤدي الى جائحة عالمية.

وحول ذلك، يرى الدكتور أحمد تقي، عضو في كلية الصيدلة – جامعة الكويت، أن الهدف من إعلان منظمة الصحة العالمية لحالة الطوارئ هو حث الدول والوكالات الصحية الداعمة على تسريع الوصول إلى الاختبارات واللقاحات والأدوية ومساندة المناطق المتضررة بكل الطرق المتاحة، وبدء حملات التوعية للحد من الوصمة المحيطة بالفيروس، وليس للتنبيه إلى حدوث جائحة مشابهة بـ«كورونا».

وقال د.تقي إن «الفيروس انتشر منذ سنة، وفي ذلك الوقت أصدرت منظمة الصحة تحذيرات عالمية وبسببها تمت السيطرة على انتشاره سريعاً. ولكن، أخيراً، حدثت طفرة في معدل انتشار النوع الجديد (سلالة) من جدري القرود، ما أدى إلى إطلاق سلسلة من التحذيرات، وذلك للسيطرة على المرض وزيادة الدعم الطبي للدول المتضررة»، مشيراً إلى أن الاهتمام بالتحذيرات الصحية أمر جيد، وهدفه زيادة التوعية، ولكن يجب عدم تضخيم الأمر أو التخمين بأنها تتنبأ بحدوث جائحة قريبة.

• 3 أنواع لأمراض الجدري

أوضح تقي بأن اللغة العربية تستخدم مصطلح «الجدري» للدلالة على أنواع مختلفة من أمراض الجدري، إلاّ أن أهم ثلاثة أنواع رئيسية منها هي:

1 – جدري الدجاج chicken pox:

هو الجدري الكلاسيكي الذي يسمى محلياً بعدة أسماء مثل بوشنيتر أو العنقز أو العقنقز أو جدري الماء. وسببه عدوى بفيروس «الحماق النطاقي»، وهو أكثر انتشاراً بين الأطفال، ولكنه قد يصيب المراهقين والبالغين أيضاً. ويسبب طفحا جلديا مثيرا للحكة مع بثور صغيرة مملوءة بسائل. وينتقل جدري الماء بسهولة شديدة إلى الذين لم يصابوا بالمرض من قبل أو لم يتلقوا لقاح جدري الماء. لينتقل عبر لمس الطفح الجلدي مباشرةً أو عند استنشاق الرذاذ المحمل بالعدوى الخارج مع سعال المصاب بجدري الماء أو عُطاسه.

2 – جدري smallpox:

يسمى أيضاً الجدري الكبير. وهو مرض معدٍ وفتاك سببه فيروس «الفاريولا». وقد انتشر بشكل كبير في القرون السابقة وتسبب في وفاة كثير من البشر الى أن ساهمت حملات التطعيم العالمية بـ«اللقاح المضاد للفيروس» في القضاء على هذا المرض وتخلصت البشرية منه، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 1980 انتهاءه، وفي عام 1986 تم الإعلان عن توقف إعطاء اللقاح.

3 – جدري القرود monkey pox:

يسمى «إمبوكس» وسببه عدوى بفيروس حيواني يوجد في القرود يسمى MPXV. وبالرغم من كونه فيروسا منتشرا بين الحيوانات، فإنه قد ينتقل إلى البشر الذين يختلطون بالحيوانات المصابة، ومن ثم انتقاله من مصاب الى آخر. وقد ظهرت أول اصابة بشرية في عام 1970 في افريقيا، وأعلن انتشاره في السنتين السابقتين في عدد من البلدان الأفريقية.

• الفرق بين جدري القرود و«الكلاسيكي»

لفت د.تقي الى وجود فرق بين جدري القرود والجدري الكلاسيكي أو «العنقز»، إذ إن الثاني لا يسبب عادة صداعا ولا تضخما في الغدد الليمفاوية. كما أن إصابة الشخص بالجدري الكلاسيكي لا تمنع إصابته بانواع الجدري الأخرى.

• كيف تبدأ الأعراض؟

أوضح د.تقي أن عدوى «فيروس القرود» تتبع دخول المصاب بفترة «الحضانة» التي تستغرق من 10 – 14 يوماً، حيث يكون المصاب حاملاً للفيروس دون ظهور أي أعراض، وبعد ذلك تبدأ الأعراض المبدئية بالظهور، التي تشمل:

• ارتفاع درجة الحراة

• صداع

• آلام العضلات والظهر

• تورم الغدد الليمفاوية

• القشعريرة

• التعب

• بعد عدة أيام (2 – 4 أيام) يبدأ ظهور الطفح الجلدي (يسبب أحياناً الحكة) ويكثر عادة في الرأس وينتشر إلى الوجه واليدين والقدمين.

وغالبا ما تستمر الأعراض ما بين 7 و21 يوماً ثم تضمحل وتختفي.

ونبه د.تقي إلى أن عددا كبيرا من المصابين لا تظهر عليهم الأعراض المبدئية، بل تكتشف إصابتهم عبر ظهور البثور مباشرة.

• كيف ينتشر؟

أشار د.تقي إلى أن طرق انتقال فيروس جدري القرود محدودة وتتم عبر التالي:

• الاتصال الجسدي ولمس المنطقة المصابة (البثور).

• مشاركة الفراش.

• مشاركة الأغطية والمناشف التي يستعملها المصاب.

• مشاركة الأدوات والأسطح التي لمسها المصاب (بسبب تلوث يد المصاب بالفيروس بعد لمسها للبثور).

• لا يسبب مضاعفات خطرة

بيّن د.تقي أن مرض جدري القرود غالباً لا يسبب مشاكل صحية خطرة، ويتطلب علاجه الرعاية الطبية الداعمة.

وقال: من النادر أن يسبب مضاعفات خطرة أو الوفاة، ورعايته الطبية غالباً ما تتطلب المتابعة وأخذ العلاجات الداعمة التي تعالج الأعراض مثل:

• مسكنات الألم.

• مخفضات الحرارة.

• منتجات للعناية بالطفح الجلدي ورعاية صحة الجلد.

كما يتوجب على المريض تعزيز صحته عبر الراحة والنوم وشرب السوائل وتناول تغذية صحية. ولكن ذلك لا يمنع من أن هناك فئة من المرضى كالمصابين بأمراض مزمنة أو أمراض حرجة يتطلب علاجهم ورعايتهم حصولهم على رعاية طبية خاصة في المستشفى.

• 3 طرق للوقاية

1 – عزل الشخص المصاب إذا تأكدت إصابته، واستخدامه لأغراض فردية لا تتم مشاركتها أبداً مع الآخرين. كما يجب عليه أخذ إجازة من العمل والتزامه العزلة إلى حين أن تختفي الأعراض ويشفى تماماً.

2 – إذا شك الشخص في اصابته عبر ظهور الأعراض أو البثور، فيجب عليه عزل نفسه وقصد الطبيب في أسرع وقت للحصول على التشخيص.

3 – تنصح فئات الخطر، مثل تلك التي تهتم برعاية المصابين، بأخذ التلقيح المضاد لهذا الفيروس.

• معدل انتشاره بطيء

أكد د.تقي صعوبة انتقال فيروس جدري القرود الى جائحة عالمية، قائلاً: «بحسب المعطيات والسجلات الصحية الحالية، فالوضع الصحي لجدري القرود لن يتحول الى جائحة، لأن معدل انتشاره بطيء، ويعزى ذلك إلى صعوبة انتقال فيروس جدري القرود مقارنة بفيروسات الوباء التنفسية.

فعدوى هذا الفيروس تتطلب الاحتكاك المباشر مع المصاب أو الادوات التي تلوثت بفعل المصاب. ولكن ذلك لا يمنع من أن هناك فئات أكثر عرضة للاصابة، مثل الطاقم الطبي الذي يهتم برعاية المرضى، لذا ننصح هذه الفئات باستشارة الأطباء والخضوع للتلقيح الموجه لفيروس القرود».

المصدر:القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock