أهل الاختصاص: الخلل التقني يفرض إعادة تقييم البنية التحتية الرقمية العالمية
الحادثة غير المسبوقة تدق جرس إنذارٍ قوياً
ورأوا أن الحادثة يجب أن تدفع إلى إعادة النظر على نطاق واسع في مدى اعتماد المؤسسات على عدد قليل من شركات التكنولوجيا لمثل هذه المجموعة من الخدمات.
وقال الأستاذ بجامعة يورك في بريطانيا جون ماكديرميد «علينا أن ندرك أن مثل هذه البرمجيات قد تكون سبباً شائعاً لفشل أنظمة متعددة في نفس الوقت».
وأضاف أن البنية التحتية ينبغي أن تكون مصممة «لتكون قادرة على الصمود في مواجهة مثل هذه المشاكل العائدة لأسباب مشتركة».
بدوره، قال خبير الأمن السيبراني في معهد الهندسة والتكنولوجيا البريطاني جوناد علي «حجم هذا العطل غير مسبوق وسيسجله التاريخ بلا شك»، مضيفاً أن آخر حادثة قريبة من هذا الحجم كانت في 2017.
المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات رولان أبي نجم، شدد على «أنه لا ينبغي الاعتماد على شركة واحدة في إدارة المنظومة التكنولوجية للشركات والمؤسسات»، مشيراً إلى أن هذه استراتيجية أساسية في إدارة المخاطر التكنولوجية.
وأضاف أن كل البرامج التكنولوجية بالعالم تخضع لصيانة وتطوير مستمر لأنظمة الأمن والحماية، بالتالي تبقى الأخطاء واردة، ويمكن أن يقع مع أي شركة أو برنامج أو خدمة، وبالتالي الأمر الأساسي هو الاستعداد والتخطيط.
وأشار أبي نجم إلى أن المطالبات بالولايات المتحدة بعلاج مشاكل الاحتكار الحاصل بين 4 أو 5 شركات تكنولوجية وسعي هذه الأخيرة على الاستحواذ على أي شركة أخرى ناشئة، أثبتت مصداقيتها، بالتالي ينبغي التفكير من أجل فتح الباب أمام الشركات الصغيرة للمنافسة حتى يكون لكل المؤسسات والشركات خطة بديلة تلجأ إليها في حالات تعرض شركاتها لأي اختراق أو عطل معين.
في سياق متصل، لفت فيصل الجندي، الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي والاتصالات، إلى أهمية توفير المؤسسات والشركات لـ«حلول تقنية بديلة جاهزة للانتقال بطريقة أوتوماتيكية مثلا لو تعطلت مجموعة من الأجهزة تكون هناك أخرى بديلة تقوم مباشرة بالعمل (Disaster recovery) والأفضل استخدام المنصات السحابية للأجهزة البديلة مثل أمازون وغوغل».
وحذر من الإفراط في استخدام الأجهزة والبرامج الأمنية لمجرد تحقيق أقصى قدر من الأمان، مشيراً إلى أن «السعي وراء الأمان المطلق قد يأتي بنتائج عكسية».
بدوره، عزا خبير التحول الرقمي والأمن السيبراني فريد خليل الأسباب التي صعبت الأمور إلى ارتباط كل أنظمة العالم بنظام شركة واحدة.
وأضاف: «حين تتحكم شركة واحدة بهذا الموضوع يكون كل شيء تحت سيطرتها، مما يشكل خطورة على كل العالم».
وتحدثت آن نيوبيرجر، وهي مسؤولة كبيرة في مجال التكنولوجيا والأمن السيبراني بالبيت الأبيض، عن «مخاطر الدمج» في سلسلة التوريد التقنية عندما سئلت عن انقطاع تكنولوجيا المعلومات.
وقالت: «نحن بحاجة إلى التفكير حقاً في مرونتنا الرقمية ليس فقط في الأنظمة التي نديرها ولكن في أنظمة الأمان المتصلة عالمياً، ومخاطر الدمج، وكيفية تعاملنا مع هذا الدمج وكيف نضمن إمكانية احتوائه في حالة وقوع حادث».
وقال توبياس فيكين، السفير السابق للأمن السيبراني والتكنولوجيا الحيوية في وزارة الخارجية الأسترالية، إن الحادثة «توضح الضرر الخطير الذي يمكن أن يلحقه خصم خبيث إذا كان يفكر بهذه الطريقة».