من مريض سرطان إلى طبيب..يد تحمل كتاب وأخرى تتلقى الكيماوي
قال أبو سل -في حديثه لوحدة الرصد والتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة “سند”- إن أصعب التحديات كانت بالنسبة له هي الطريقة التي يتوجب عليه إخبار أهله بإصابته بالسرطان.
ويستذكر التفاصيل بقوله “بدأ الأمر في الشهر التحضيري لبدء دوامنا في المستشفيات، وصرت أعاني أعراض التعب والتعرق والحرارة العالية وتسارع نبضات القلب وانعدام الشهية، وسارعت حينها لإجراء فحوصات وتقديم عذر طبي للتغيب عن دوام الجراحة، لكنني صدمت بوجود كتلة كبيرة (mediastinal seminoma) حجمها 13.9سم بين الرئتين.
وعزم الشاب الطموح أمره باستكمال دراسته رغم معرفته بإصابته، وهو ما شكل التحدي الأبرز لديه قائلًا “كنت أحمل كتابي في يدي، وفي الأخرى أتلقى جرعة الكيماوي”.
وبعد شهور من الصعوبات والمقاومة، نشر فادي عبر حسابه على فيسبوك صورا له خلال الإصابة وبعدها، وعلق عليها بالقول “مرة واحدة، عاد المريض، كطبيب”.
وحول علاقته بالمرضى، أشار إلى أن إصابته وفترة مرضه صنعت علاقة خاصة معهم، لكونه أصبح قادرا على فهم آلامهم وشعورهم، مؤكدًا أنه كان يتحدث إلى المرضى بالمستشفى ويشجعهم على العلاج ويرفع من معنوياتهم.
وثمّن الطبيب غادي أبو سل دعم عائلته وتضامن أصدقائه ودعمهم له، إضافة إلى المواقف التي صنعت منه رجلًا متفهمًا وقويًا، بحسب قوله، واستذكر العبارات التي كان يرددها خلال إصابته “لا تحزن إذا أتعبتك آلام الدنيا فربما اشتاق الله لسماع صوتك وأنت تستغفره.. اطمئن.. فأنت بعين الله الحفيظ”.