براءة الماضي
تعتبر الألعاب الشعبية جزءًا هامًا من تاريخ التراث الشعبي الكويتي، التي تستوجب المحافظة عليها، ونقلها إلى الأجيال القادمة، فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه فقط، إنما هي معززةللتفاعل والترابط الاجتماعي ما بين الأفراد؛ حيث تنوعت ما بين الألعاب الرياضية والألعاب التقليدية، وقد تميزت ببساطتها، وطريقة صنعها اليدوية، التي تعتمد على النشاط البدني والذهني لدى الأطفال والشباب، وتتطلب القدرة على الملاحظة، والذكاء، والتفكير السريع، وكذلك الجاهزية البدنية، والجدير بذكره أن كثيراً من تلك الألعاب كان يمارسها العرب قديما، ولكن اختلفت مسمياتها مع مرور الوقت. ولعله من المفيد أن نذكر أشهر تلك الألعاب، وكذلك تسليط الضوء على أهميتها من الناحية الذهنية والبدنية والنفسية لدى الأطفال، بالإضافة إلى تبيان مدى اختلاف هذه الألعاب عن ألعاب الوقت الحاضر، وكيف أثرت على صحة المشاركين فيهاوشخصياتهم، كما نحاول أن نوصي بكيفية المحافظة على استمراريتها في المجتمع.
وفي مستهل الحديث عن الألعاب الشعبية في الكويت، التي تنوعتوتعددت، فكان بعض منها من ابتكارات الفتيات أو الفتيان، وصنع أيديهم، التي كانت تعتمد على ما تبقى من المواد أو أغراض الأشياء المنزلية لديهم، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كانوا يؤدون أثناء لعبهم العديد من الأهازيج الشعبية، ومن أشهر ألعاب الفتيات: لعبة إلعاب، إحديه بديه، كركطه، اللقصه، البَرُّوي، ألعاب الطين، الحيله، خكنه خكوه، أم أحمد، الذيب والغنم، الصميمكه، الشروكه، هيبله وهيبله، الخبصه، يا بزيزونه، أما ألعاب الفتيان فهي: جب لو كتب، خروف مسلسل، الدغة، صيده ما صيده، طاق طاق طاقية، إعظيم ساري، عماكور، المقصي، الدرابيح، حراميه، إطوير الهندي، التيل، الغميضة، الصبه.
والواقع أن للألعاب الشعبية أهمية عدة من ناحية صحة الأطفال، لأنها تتسم بالحركة والنشاط البدني والذهني، مما يسهم في تعزيز لياقتهم البدنية، وتطوير مهاراتهم، وكذلك تنمية القوة البدنية لدى الأطفال خاصة من ناحية التوازن والتنسيق، بالإضافة إلى تنشيط حواسهم الحركية والبصرية والسمعية، فتصح أبدانهم وتقوى، بطريقة غير مباشرة.
أما من الناحية الاجتماعية، فتعتبر الألعاب الشعبية في الكويت فرصة للتفاعل الاجتماعي، والاندماج المجتمعي، وبناء علاقات شخصية، وصداقات مع الآخرين، نتيجة شيوع أجواء المرح،والتنافس مع الآخرين، وكل هذا يصب في بناء الشخصية السوية القادرة على الأخذ والعطاء في عمر صغير، وعلاوة على ذلك، فإنلها تأثير إيجابي على الصحة النفسية أيضاً، فاللعب جزء من شخصية الطفل يحتاجه، كالطعام والشراب.
وللأسف في وقتنا الحالي، فقد اندثرت تلك الألعاب الشعبية بفعل التكنولوجيا، وشتان ما بين الألعاب السابقة والألعاب الإلكترونية، مما انعكس على شخصية الأطفال، وصحتهم، فيمكن للأطفال الاستمتاع بالألعاب الإلكترونية دون الحاجة لبذل جهد في صنعها، فهي متوفرة دائما، وتستقطب الأطفال طوال النهار والليل، إلا أنها تجعل الطفل ساكناً طول وقت لعبه.
ويمكن وصف تأثير الألعاب الإلكترونية على شخصية الطفلكالآتي:
1. المهارات والصحة: نظرًا لأن الألعاب الإلكترونية لا تتطلب دائمًا مجهودًا بدنيًا كبيرًا، قد يؤدي ذلك إلى قلة النشاط البدني، وتراجع المهارات الحركية للأطفال، والتأثير على صحة الطفل، وخاصة بصره.
2. الناحية الاجتماعية: قد يؤدي اللعب المكثف في الألعاب الإلكترونية إلى انعزال الأطفال عن التفاعل الاجتماعي الحقيقي، مما يؤثر على تطوير مهارات التواصل والتعاون مع الآخرين.
3. الناحية النفسية: قد تؤثر الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للأطفال من زيادة مستويات القلق والاكتئاب، وتأثيرها علىالنوم والتركيز.
ونافلة القول، أن الألعاب الشعبية في الكويت تلعب دورًا حيويًا في ترسيخ التراث الكويتي، وتعتبر هذه الألعاب فرصة للتفاعل الاجتماعي، وبناء العلاقات الشخصية، وتساهم في تنمية الصحة البدنية، والمهارات الحركية لدى الأطفال، ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين من تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال، حيث يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتهم البدنية والنفسية، وتقلل من التفاعل الاجتماعي، وتعزز الانعزالية. وبناءً على ذلك، فإننا نوصي بتشجيع الأطفال على المشاركة في الألعاب الشعبية التقليدية، وتعليم الأطفال قيمتها الثقافية والاجتماعية، كما ينبغي تنظيم وقت استخدام الألعاب الإلكترونية، وتحديد حدود واضحة لذلك. ولابد من التأكيد على أهمية أدوار مؤسسات المجتمع في الدولة، التي تلعب دورًا هامًا في تعزيز الألعاب الشعبية عن طريق توفير المساحات والمرافق المناسبة لها، مثل تنظيم الفعاليات والمسابقات، والتعاون مع المدارس والجهات التعليمية، بالإضافة إلى التوعية والتثقيفبأهميتها في المجتمع من خلال وسائل الإعلام، والمدارس.
إعداد الطالبات: آلاء العلي، حور الظفيري، وجدان الظفيري، انفال المسباح، مها الفضلي، بيبي الشواف
إشراف: د. مبارك عشوي العنزي، كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا