الحب يعزز الصحة النفسية والعقلية للزوجين
تؤثر نوعية الحياة الرومانسية على صحة الإنسان بحسب ما توصل إليه باحثون في جامعة بافلو بالولايات المتحدة الأميركية، حيث أكدوا أن علاقة الحب المستدامة والمنسجمة لا تضمن للشخص أن يحقق ذاته فقط، وإنما يكون لها تأثير إيجابي على مجمل صحته الجسدية والنفسية، مشيرين إلى أن هناك علاقة وطيدة بين العاطفة من جانب والصحة العقلية والجسدية من الجانب الآخر، فمن الأفضل أن يظل الإنسان وحيدا بدلا من الدخول في علاقة فاشلة ومن دون حب، حيث أنها ستجلب له الكثير من الضغوط النفسية والعصبية، التي من شأنها أن تؤثر على المدى الطويل على صحته النفسية والجسدية.
من جانبه، أشار الباحث آشلي بار، القائم على الدراسة، إلى أن هذه النتيجة جاءت بعد مراقبة سلوك العاشقين بين الشباب في الولايات المتحدة لمدة استغرقت عامين، وتحديد طبيعة العلاقات العاطفية بينهم وتأثيرها في حياتهم الاجتماعية وصحتهم بشكل عام، قائلا “أخذنا في الاعتبار أثناء الدراسة الرضا عن العلاقة، وعدائية الشريك والانتقادات، والدعم، واللطف، والمودة، والالتزام تجاه الشريك، كما تم سؤال الشباب كيف كانوا يتصرفون خارج إطار العلاقة، أو هل شاركوا في مواقف منحرفة أو غير اجتماعية؟”، فتبين أن ثلثي الشباب الأميركيين على علم نوعا ما بأن علاقات الحب خلال سنتين من الدراسة تكون غير مستقرة ومدتها قصيرة، ويصحبها فقط البعض من الرضا، وكانت تلك الحالات ترتبط بحالة صحية وانفعالية أقل من أن تكون جيدة، وظهرت البعض من أعراض الاكتئاب والمشكلات النفسية الأخرى، حيث ارتبطت العلاقات القصيرة بحالة صحية سيئة.
العلاقة الزوجية التي تقوم على الحب المتبادل بين الزوجين تعمل على التقليل من عدد زيارتهما السنوية للطبيب
ووجد باحثون في دراسة علمية أخرى أجريت في جامعة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، أن الحب يساعد في تقليل مستويات ضغط الدم المرتفع بالمقارنة مع الأشخاص غير المتزوجين أو الذين يمرون بعلاقات حب فاشلة، لأن الحياة الرومانسية بين الأزواج لها تأثير كبير على الراحة النفسية التي تعد عاملا مؤثرا في خفض ضغط الدم، بالمقارنة مع الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة في حياتهم الزوجية.
وأكدت الدراسة أن الحب يساعد على حماية الجسم من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنه يقلل من الإصابة بالاكتئاب، لأنه يقلل من مشكلات الصحة العقلية على مدى العمر، فهو يمتلك تأثيرا مهدئا للعقل والجسم، مما يؤدي إلى تحسين وظائف الذاكرة، فالحب من شأنه أن يساعد غدد الأدرينالين على إنتاج هرمون الديهيرو الذي يعمل على التقليل من مستوى التوتر والإجهاد والطاقة السلبية، وينتج شعورا بالسعادة والفرح يساعد المرء على مواجهة الضغوط.
بدوره، يقول استشاري الطب النفسي جمال فرويز، إن الجسم يفرز هرمونات أثناء الشعور بالحب من أبرزها النورادرينالين، وأيضا الأوكسيتوسين الذي يُعرف بأنه هرمون الحب والثقة لما يصاحبه من شعور قوي بالسعادة، مشيرا إلى أن هذا الهرمون يتم إفرازه عندما يبدأ الشخص في الإعجاب بشخص آخر، كما أنه يرتبط بمشاعر الثقة بين البشر، فدائما يصاحب الحبَّ الحقيقي شعورٌ قوي بالثقة المطلقة بين الطرفين.ويضيف فرويز أن “هرمون الأوكسيتوسين لا يتوقف على منح الشخص مشاعر الحب والثقة فقط، بل إنه يعتبر من أكثر الهرمونات قدرة على تغيير سلوك الإنسان ليكون أكثر تعاطفا وكرما، ويحفز جميع الخصائص الإيجابية التي تتعلق بالترابط العاطفي، لافتا إلى أنه يتم إفراز هذا الهرمون بصورة مرتفعة جدا بين الأم وأطفالها وبين أفراد الأسرة الواحدة، حيث ينتج الأوكسيتوسين من خلال الأفعال الاجتماعية الإيجابية مثل العناق أو المصافحة أو التقبيل، كما ينتج أيضا بكميات كبيرة أثناء العلاقة الحميمية”.
الحب يساعد على حماية الجسم من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فهو يمتلك تأثيرا مهدئا للعقل والجسم
هذا وأكدت دراسة أجريت في جامعة ويلكس الأميركية، أن العلاقة الزوجية التي تقوم على الحب المتبادل بين الزوجين تعمل على التقليل من عدد زيارتهما السنوية للطبيب، حيث أنه بمشاعر الحب وبرعاية واهتمام وحنان الطرف الآخر يقوم الجسم بإفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يلعب دورا مهما في تحسين صحة الجهاز المناعي، كما يساعد الحب في الشعور بالاسترخاء والاستمتاع بنوم هادئ والتخفيف من حدة التوتر وتقليل الألم.
كما أوضحت الأبحاث أن الحب بين الزوجين وما يصاحبه من مزاج جيد وراحة نفسية، تلعب كل هذه العوامل مجتمعة، دور المحرك لمشاعر السعادة المحفزة لهرمونات الجسم المسؤولة عن الصحة العقلية والنفسية، التي بدورها تخفف من احتمالات الإصابة بالأمراض الجسدية الناتجة عن التوتر والضغط والغضب وغيرها