الهواية التناغم الممتع للروح مع الحياة رغماً عن الضغوطات والمسؤوليات
يعد الأشخاص الذين يمارسون الهوايات أقل عرضة للإصابة بالمشاكل النفسية، مثل التوتر والاكتئاب، حيث تساعد الهوايات على الاسترخاء والابتعاد عن التفكير بالأمور اليومية المقلقة، كالعمل ومشاغل الحياة.
كذلك فإن الهوايات تنمي من المهارات الشخصية والاجتماعية، وتحفز الإبداع والخيال لدى الكبار والأطفال على حد سواء.
•الهوايات تخفف من القلق والضغط النفسي
القلق هو مشكلة شائعة وسط نمط الحياة العصري المتسارع، لذا فمن المفيد أخذ وقت مستقطع لممارسة هواية أو نشاط ترويحي.
تساعد الهوايات المختلفة على الاسترخاء والتحكم بمستويات القلق والتوتر، فعلى سبيل المثال تساهم الموسيقى في تحسين المزاج، وتخفيف التوتر، والتعامل مع القلق والاكتئاب، إذ استخدمت الموسيقى في إحدى الدراسات على المرضى قبل إجراء جراحة، ووجد أنها تقلل من التوتر وتخفض من مستويات هرمون القلق النفسي الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) أكثر من الأدوية الموصوفة.
كذلك، فقد بينت دراسة أجريت على مرضى السرطان أن ممارسة الكتابة حول تجاربهم مع المرض أدت على زيادة التأقلم وتحمل الضغط، مما يعطي أثراً إيجابياً على مجريات العلاج.
تساعد الكتابة كذلك على الاسترخاء وتنشيط الذاكرة، وتحسن من جودة النوم.للمزيد: أطعمة مناسبة لتخفيف القلق والضغط النفسي
•الهوايات تنمي المهارات والتواصل:
تحسن الهوايات التي تمارس مع أشخاص آخرين، مثل الرقص، والرياضة، والتدوين لجمهور، من مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين.
كذلك فإن هذه الهوايات تبني الثقة بالنفس وتعزز من الروابط الاجتماعية للفرد، كما تساهم ممارسة هواية ضمن جماعة أيضاً في التعافي من الاضطرابات النفسية.
عند ممارسة هواية ضمن أهداف محددة، مثل تعلم العزف على الجيتار باحتراف، فإن تحقيق هذه الأهداف يرفع من مستويات السعادة ويعزز الثقة بالنفس، وتساعد بعض الهوايات مثل الصيد على تعليم الصبر ورفع مستويات التركيز.
•الهوايات تحارب أعراض الشيخوخة:
بحسب دراسة أجريت على كبار السن في أستراليا، فإن ممارسة البستنة (الاعتناء بحديقة المنزل) بشكل يومي قد تقلل فرصة الإصابة بالتدهور العقلي أو الخرف.
•الهوايات تحسن المزاج العام:
يساهم قضاء وقت ممتع في ممارسة الهوايات، مثل الرقص والرسم والموسيقى، في تحسين المزاج العام والصحة النفسية، ويساعد على التمتع بحياة أكثر إيجابية. كذلك فإن بعض الهوايات تساهم في رفع مستويات هرمونات السعادة، مثل الدوبامين.
•الهوايات تعزز الصحة الجسدية:
إلى جانب الأثر الكبير للهوايات على تحسين المزاج والصحة النفسية، تعزز بعض الهوايات كذلك من الصحة الجسدية، كما هو موضح فيما يأتي:
على سبيل المثال، وجد أن الرقص يحسن من توازن الجسم لدى كبار السن، مما يقلل من حوادث السقوط والكسور والمضاعفات الناتجة عنها.
كذلك فإن الرقص من التمارين الهوائية التي تحسن من صحة القلب والعضلات، ويضاف إليها في ذلك هواية البستنة والاعتناء بالحدائق، والتي وجد أنها قد تقلل خطر الإصابة بالسكتة القلبية والدماغية.
تساعد البستنة على تقوية العضلات وتحسين مرونة الجسم لما تتضمنه من تعشيب، وقص للنباتات، وتقليب التربة باستخدام المغرفة والفأس.
من المثير للاهتمام أيضاً أن البستنة والهوايات التي تمارس خارج المنزل قد تقلل من احتمالية إصابة كبار السن بنقص فيتامين دال.
تساعد الهوايات الحركية، مثل تسلق الجبال، والتخييم، وممارسة اليوغا على خسارة الوزن، وتقوية العظام والعضلات، ومد الجسم بالطاقة.
يعد الصيد من الهوايات التي تجمع بين الفوائد النفسية والجسدية، حيث يتضمن التنزه أو التجديف لمكان الصيد، ويساعد على الاسترخاء والتخفيف من التوتر أثناء مراقبة البحر.
للهوايات أيضاً أثر على جهاز المناعة، حيث تعزز الموسيقى من مناعة جسم الإنسان.
تساهم هوايات أخرى مثل ممارسة اليوغا في إرخاء العضلات، بالإضافة للاسترخاء والتقليل من التوتر والاكتئاب.
•الهوايات وتنمية الطفل:
تساهم ممارسة الهوايات المشتركة بين الطفل ووالديه، كالغناء أو اليوغا، بتعزيز ثقة الطفل بنفسه، حيث تصل للطفل رسالة مفادها أن صحبته مسلية وممتعة ومرغوبة من الآخرين.
كذلك فإن ممارسة هواية مع الطفل تعمق من ارتباطه وثقته بأبويه، وتشجعه على مشاركة أفكاره ومشاكله معهما.
يتعلم الطفل خلال ممارسة هواية جديدة مثل العزف أن الأخطاء واردة ومقبولة وأن المحاولة والإصرار تساعد على بلوغ الأهداف.
•دور المدرسة في تنمية الهوايات:
بالإضافة للأهل، فإن للمدرسة والمخيمات الصيفية كذلك دور في تنمية المواهب لدى الطفل من خلال حصص الرسم والموسيقى، بالإضافة لمسابقات القراءة والكتابة ورحل التخييم.
تنعكس هذه الهوايات بالإيجاب على تنمية المهارات الضرورية للتفوق الدراسي والشخصي، فمن فوائدها:
تعزيز مهارة التفكير النقدي.
رفع مستوى الثقة في النفس.
تعلم الصبر والانضباط.
تطوير المهارات الحركية والتناسق الحركي.
تنمية الإبداع ووضع الأهداف.
تعلم مهارات العمل الجماعي، وخاصة عن ممارسة الرياضات المدرسية.
تنمية مهارات الملاحظة والتنظيم عبر هواية جمع الأحجار المميزة والعملات.
تطوير المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل مع الآخرين.
تخفيف الضغط والتوتر وتمرين الجسم عند ممارسة المشي وتسلق الجبال، والصيد، والتخييم.
بالختام :الهواية هي التناغم الممتع للروح مع الحياة رغماً عن الضغوطات والمسؤوليات فلا تبخل على نفسك بهذا التناغم الرائع الذي ينعكس على صحتك النفسية والجسدية.