زراعة النباتات.. من أفضل التجارب المؤثرة على شخصية الأطفال وسلوكهم ونفسياتهم
تعد الزراعة والرعاية بالنباتات من أهم الأنشطة التي تساهم في تنمية مهارات الطفل الفكرية والحسية والنفسية والجسدية والسلوكية وحتى الصحية، إضافة إلى الأهمية في تنمية الوعي البيئي والابتعاد عن الطاقة السلبية التي قد يحملها بسبب العزلة ومداومته على ممارسة الألعاب الإلكترونية.
كما أنه من الواجب على الأهل والمعلمين في المدارس غرس بعض الأمور الهامة في نفسيات الأطفال، ومنها الاعتناء بالطبيعة وممارسة الزراعة لأنها ستكون حافزا رئيسيا لهم لحب المسؤولية ومساعدة الآخرين، فالاهتمام بالزرع يساعدهم في تعلم المسؤولية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وتؤكد المرشدة التربوية ثمار عرفات للجزيرة نت أنه “يتم تعليم الطفل طرق الزراعة باستخدام أدوات بسيطة ومتوفرة، منها إحضار صندوق ووضع كمية من التراب فيه لغرس البذور أو الطريقة الأكثر شيوعا، وهي وضع قطعة من القطن في علبة بلاستيكية، ثم يتم تبليلها وغرس البذور فيها، ويعتبر هذا النشاط من أكثر النشاطات المحببة لدى الصغار، لأن الطفل يفضّل أخذها إلى المنزل للاهتمام بها وسقيها كل يوم حتى يراها وهي تنبت أمامه ويشعر بأهمية ما يقوم به، ومن بعدها يعود إلى المدرسة وهو حامل زرعته وهو بكامل السعادة والحماس”.
وتتابع شرحها عن فوائد الزراعة في المنزل والمدرسة معا لدى الأطفال، قائلة “يبدأ الطفل من عمر 4 سنوات بالاهتمام بالزرع، فسيستمتع بشكل خاص بأعمال البستنة وغرس النبتة ورؤيتها تنمو وتكبر”، وتلخّص فوائدها بما يلي:
- الاهتمام بالزرع يساعدهم في تعلم المسؤولية، لأنهم سيعتنون جيدا بالنباتات التي هي نتاج عملهم الخاص ولديهم المسؤولية للحفاظ عليها.
- ستزيد ثقتهم بأنفسهم لدى تحقيق هدفهم المنشود، وهو الحصول على تفتح الزهور أو ظهور الفاكهة أو الخضار.
- الاهتمام بالزرع يحث الطفل على الإحساس بالمسؤولية، وأن لديه دورا مهما في المجتمع وبين الأهل والمدرسة، وأنه يمكنه تحقيق الكثير من النجاحات.
- الاهتمام بالنباتات يعلّم الطفل الصبر، لأن الصغار دائما يستعجلون ويحبون تلبية طلباتهم وحاجاتهم بسرعة. هذه التجربة ستجعلهم يعتمدون على ذواتهم ويكون لديهم المزيد من الصبر لتحقيق أهداف الحياة.
- زراعة النباتات تجعل الطفل قادرا على التواصل مع الطبيعة وتقديرها. فمن خلال مراقبته لزراعة أي نبتة، سواء عن طريق زرع الحبوب بالقطن والتراب أو وردة في المنزل، وسقيها ومراقبها كل يوم حتى تكبر، سيشعر عندها الصغير بالإنجاز مع تعرفه على نمو النبتة.
- زراعة الشتلات والنباتات تجعل الطفل أكثر مهارة في التخطيط والتنظيم والتحفيز على الإبداع والقوة الإدراكية.
كما تعلم الزراعة الأطفال أمورا أخرى مهمة جدًا في حياتهم اليومية، وعلى الأهل والمدرسة تشجيع هذا النشاط لما فيه من فوائد سواء بإبعاد الطفل عن التوتر والقلق، أو الابتعاد عن شاشات التلفزة والهاتف والأجهزة الإلكترونية. ولا يمكن تجاهل الفائدة الصحية والجسدية سواء في استخدام عضلات اليد والحركة الحسّية بداية من الحفر في التراب إلى نمو النبتة، وهذه أمور تعلّم الطفل التركيز وكفاءة الذاكرة وحسن المزاج والحالة النفسية وفصله عن العصبية، وحتى تحسّن جهازه المناعي بتفاعله مع التربة، فكل الأطفال نشيطون في الهواء الطلق ويقومون بالعمل في الأرض ويمارسون النشاط البدني، وهذا أمر مهم للغاية، بحسب المرشدة التربوية عرفات.
مشاركة الطفل متعة وفرح
ويؤكد المهندس الزراعي محمد بيان أهمية مشاركة الطفل في الزرع، فهي تحمل الكثير من الإيجابية والمتعة والفرح، إذ إن الأنشطة الزراعية تمنحهم صحة عقلية ترتبط ارتباطا مباشرا بالبيئة، فيتعلمون تقدير الطبيعة، وتتطور مهاراتهم وقدراتهم، كما يؤدي نشاط زراعة وحصاد الفواكه والخضار إلى الرغبة في تناولها بسبب الاعتناء بها.
ويلفت إلى أن زراعة الفراولة، وهي أفضل ثمرة بالنسبة للطفل، تسعده كثيرا لأنه بعد أسبوع من الاعتناء بها سيأكلها وسيشعر بميزة خاصة، وسيتشجع على الاستمرار في زراعة الخضروات والفواكه، فهذه التجربة ممتعة جدا بدءا من الغرس والسقي وانتظار نتيجة النمو لتثمر الفاكهة أو الخضار مثل البندورة أو الفليفلة، والقيام بذلك لن يكون إلا بتشجيع ودعم من الوالدين، فهما أساس نجاح مسيرة طفلهما.