الكوفية في المباركية… نفدت
الباعة طلبوا شحنات إضافية بعد تزايد الطلب عليها
لا غرابة إذا يمّمت وجهك قبالة سوق المباركية، برمزيته الكويتية العريقة، لتبتاع كوفية فلسطينية، برمزيتها التاريخية، فتجد البائع يعتذر منك لأن «الكوفيات قد نفدت».
حالة التهافت على الشراء أو اللبس أو الإهداء أو بالحد الأدنى المشاهدة، تسعى لإظهار الموقف، ولو بأضعف الإيمان، كما أكد بعض الواقفين في انتظار أن يُصيبهم الحظ ويجدوا واحدة هنا أو هناك، قد يكون صاحب المحل نسي أن يبيعها بعدما ذهبت البضاعة بأكملها لأصحاب النصيب.
لسان حال الباحثين عن الكوفية في المباركية، «إن كانت الكوفية قد نفدت، فإن ما عندنا ينفد وما عند الله باق»، فيما وجد الكثيرون أنفسهم يطبعون قبلات تلقائية على خيوط الكوفية التي حملت صورة الحرم المقدسي والمسجد الأقصى الشريف.
الوشاح الذي حيك بخيوط بيضاء وكأنها ترمز للأمل المنتظر والحلم الذي يُداعب الجفون وأخرى سوداء بلون الظلم الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي تجاه الشعب المكلوم.
كم سعر الكوفية؟، هكذا سألنا ولم نكد نُكمل السؤال حتى أتتنا الإجابة واضحة كالشمس في رابعة النهار«وهل تُقَدّر بثمن؟». إصرار على الشراء مهما غلا ثمنها، ربما لكونها ليست فقط رمزاً وطنياً بل رمز لدماء سالت وأرواح زُهقت ونفوس قُدمت مهراً للقدس عروس العروبة.
الباعة طلبوا شحنات إضافية من الكوفية، لكنّ الكويتيين ليسوا بحاجة لشحنات إضافية تذكّرهم بمعشوقتهم فلسطين، فالعشق الكويتي لفلسطين لا يحتاج لإعادة شحن.
وما بين الكوفية في الشام والغترة في الخليج العربي أحاديث ووشائج وخيوط قد تضعف لكنها لا تنقطع، لم تكن بدايتها في رحلات قريش الصيفية إلى الأرض المباركة ولن تكون نهايتها تلك المِحَن التي طالت أرض فلسطين وإن طال زمانها، لكنها إلى زوال وفلسطين باقية.