استاذة جامعة حائل: ترتيب جامعة الكويت في التصنيفات العربية والعالمية مؤسف
أكاديميا | الشاهد
انتقدت استاذ التخطيط التربوي بكلية التربية في جامعة حائل بالمملكة العربية السعودية فاتن عزازي سوء مستوى الجامعات العربية وتأخر ترتيبها في التصنيفات العالمية المعتمدة أكاديميا بالرغم من الإمكانيات المادية الهائلة التي تتوافر للعديد من تلك الجامعات.
وأضافت عزازي في لقاء خاص مع «الشاهد» إن جامعة الكويت لم تدخل حتى الأن تصنيفي شنغهاي والتايمز العالميين فضلا عن ترتيبها المتأخر في تصنيفي «الكيواس والويب ماتركس» ، معبرة عن اسفها الشديد لاحتلال جامعة الكويت المركز الـ 50 على مستوى جامعات الوطن العربي رغم قلة عدد الجامعات العربية.
واكدت الخبيرة التربوية التي شاركت اخيرا في المؤتمر الدولي لكلية التربية بجامعة الكويت ببحث تحت عنوان «التصنيف العالمي الأكاديمي للجامعات: رؤية نقدية» انه من الضروري العمل على تدويل الأبحاث العلمية العربية ونشرها على صفحات متخصصة بشبكة الإنترنت ليتعرف عليها العالم ويستفيد منها منتقدو غياب المجلات العلمية العربية المصنفة وفي ما يلي تفاصيل الحوار.
في البداية حدثينا عن أسس التصنيف العاملي؟
تختلف اسس التصنيف من تصنيف الى اخر حيث يتكون البحث من 4 تصنيفات عالمية للجامعات وهي: تصنيف شنغهاي، وتصنيف ويب ماتركس، وتصنيف ستارز كيواس، وتصنيف التاميز، واهمهم التصنيف الصيني «شنغهاي» وهو من اشهر التصنيفات ويقوم على 4 محاور، جودة التعليم، ونوعية اعضاء هيئة التدريس، الإنتاج العلمي والأبحاث الأكاديمية بشكل عام.
. اما تصنيف ستارز كيواس فيقوم على اكثر من محور واهمها: البحث، والتطوير، والمرافق والإنترنت، والمشاركة، والابتكار، والثقافة والوصول.
اما تصنيف التايمز هو تصنيف انكليزي قائم على البحث، ودخل الصناعة والابتكار للنظرة الدولية للجامعة.
اما التصنيف الأخير ويب ما تركس فهو تصنيف اسباني قائم على حجم ثقافات الإنترنت الموجودة بالجامعة، والوضوح، الذي يقوم عليه اعضاء هيئة التدريس داخل الجامعة.
ما الرؤية النقدية لأسس التي تقوم عليها التصنيفات؟
أرى ان هذه الأسس ركزت على البحث العلمي بالشكل الأكبر في حين ان وظيفة الجامعة لاتقتصر على البحث العلمي في الجامعة لان وظيفة الجامعة خدمة المجتمع وتخريج عدد كبير من الطالب قادرين على الالتحاق بسوق العمل والتوظيف، خاصة ان هذه التصنيفات اغفلت الجوانب بشكل كبير منها على سبيل المثال التأثير الاجتماعي بسبب التركيز على اللغات الاجنبية وتجاهل جميع اللغات الاخرى، بالإضافة الى انها اعطت أولوية للبحوث العلمية على حساب البحوث في المجالات الانسانية وعلى سبيل المثال «تصنيف شنغهاي»اعطى الأولوية لأبحاث المنشورة في مجلتي السينز، والنتشر مع العلم بأنهما يختصان بالأبحاث العلمية مثل العلوم والرياضيات فقط.
اما الأبحاث في العلوم الإنسانية فأغفلتها تماما وهذا ليس صحيحا علميا بالإضافة الى ان توظيف الطالب أهملته وهذا معيار مهم جدا للقياس على الجامعات هل هي ناجحة ام لا.
حدثينا عن موقع الجامعات العربية من التصنيفات؟
اول جامعة دخلت التصنيفات كانت جامعة القاهرة والتي دخلت تصنيف»شنغهاي» وهو يعتبر من اقوى التصنيفات واشهرها على الإطلاق، ثم بعد ذلك تنافست 3 جامعات سعودية وهي: جامعة الملك سعود، والملك عبدالعزيز ،والملك فهد للبترول في التصنيفات الثالثة وتفوقت على جامعة القاهرة في الترتيب إذ حصلت على مراكز نوعا ما متقدمة ضمن أفضل 500 جامعة ففي حين كان ترتيب جامعة القاهرة في السنوات الماضية بالنسبة لتصنيف شنغهاي محصورا بني الـ 400 وحتى الـ 500 جامعة الأولى في السنوات الماضية كانت جامعة الملك سعود تتراوح بني المراكز الـ 151 إلى 200 في نفس التصنيف ونفس الشيء بالنسبة لجامعه الملك عبدالعزيز فيما تراوح تصنيف جامعة الملك فهد بني المراكز من الـ400 إلى الـ 500 أما في تصنيف »الكيواس«فإن جامعة القاهرة تراوحت بين 551 الى 600 وجامعة الملك سعود 253 وجامعة الملك عبدالعزيز كان ترتيبها 360 وجامعة الملك فهد 216.
اما تصنيف «الويب ماتركس» فكان ترتيب جامعة القاهرة 474 والملك سعود 244 وجامعة الملك عبدالعزيز 780 وجامعة الملك فهد 1054 أما تصنيف «التاميز» الى الأن لم تدخله أي جامعة عربية وهذا لا يعني ان الجامعات العربية ضعيفة ولكنها لا تجيد الأليات التي تدخلها في سباق التصنيفات العالمية بشكل جيد بمعنى انه يوجد لدينا بحث علمي ممتاز لكن لا يوجد خبرة التسويق لتلك الأبحاث.
ما توصيات البحث الأساسية؟
من اهم ما خرج به البحث ضرورة العمل على تدويل الأبحاث العلمية العربية ولك أن تتخيل أنه لا يوجد لدينا أي مجلة عربية مصنفة »اندكسيد» فلابد ان يكون لأعضاء هيئات التدريس العربية صفحات على »غوغل اسكولر» لنشر ابحاثهم عليها ليتعرف الناس على هذه الأبحاث لكن لا أحد يقوم بذلك على الجانب الآخر فإن أغلب المجلات العربية الحكمة لا توجد لها مواقع على شبكة الإنترنت فكيف سيعرفها الناس ، نحن نقوم بكم أبحاث هائل جدا وعلى مستوى عال من الجودة لكن دون عائد ودون أن يشعر به أحد فكيف سيتم تصنيف الجامعات العربية أو أعضاء هيئة التدريس العاملين بها وهو ما يحتم ضرورة تدويل تلك الأبحاث ونشرها وكذلك تشجيع البحث العلمي ألنه ال يوجد لدينا تشجيع البحث فبعض الجامعات دون غيرها تدرك أهمية البحث وهي تلك الجامعات التي تشارك في التصنيفات فيما بعض الجامعات تعرقل الجهود العلمية لأعضاء هيئة التدريس ولا تشجعهم علي المشاركة في المحافل العلمية المختلفة وهو ما يعكس غياب الوعي بدور البحث العلمي في الارتقاء بتصنيف تلك الجامعات عالميا.