كيف تحمي أطفالك من سلبية وسائل التواصل الاجتماعي؟ هذا ما تنصح به خبيرة
يعتقد الآباء وأولياء أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تضر بمستوى احترام الذات لدى المراهقين. ولكن يخبرنا الأطفال في كثير من الأحيان أنّ هذه المنصات تساعدهم في العثور على أصدقاء يشبهونهم في طريقة تفكيرهم، ويعزّز ذلك من صحتهم العاطفيّة. من المحق إذًا؟
وقد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى مزيج من النتيجتين.
ويمكن للبالغين مساعدة الأطفال على اتخاذ خيارات ذكية عبر الإنترنت تحافظ على سلامتهم، ومستوى احترام الذات لديهم.
ورغم أنّ الأمر يبدو غير بديهي، إلا أنّ مراقبة تحركات الأطفال ومحادثاتهم عبر الإنترنت قد تضر أكثر ممّا تنفع، بحسب ما ذكرته ديفورا هايتنر، وهي مؤلفة كتاب جديد بعنوان “Growing Up in Public: Coming of Age in a Digital World”.
ويقدم كتابها طريقة عملية ومتعاطفة لتربية الأطفال في عالمنا المتقلب والمترابط للغاية اليوم.
وتساعد هايتنر أولياء الأمور على تعلم كيفية إرشاد أطفالهم بدلاً من مراقبتهم، وتحدثت CNN مع هايتنر للإجابة على بعض الأسئلة.
السؤال: المفارقة في وسائل التواصل الاجتماعي هي أنها قد تُشعِر الأطفال بالوحدة رُغم كونهم على تواصل بشكلٍ مفرط. كيف يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على استخدام التكنولوجيا بشكلٍ يحافظ على مستوى احترام الذات لديهم؟
هايتنر: يشعر الأطفال اليوم أنّهم بحاجة إلى قبول المزيد من المتابعين، وأن يكونوا جزءًا من المزيد من الرسائل النصية الجماعية، لأنّ هذه الأرقام علنيّة للغاية.
وتكون الصداقة الحقيقية مُتبادَلة، بينما يضغط المتابع على زرٍ فحسب.
ونحن بحاجة إلى مساعدة الأطفال في إدراك أنّ جودة العلاقة أهم من عدد “المتابعين”.
السؤال: أنتِ لا تؤمنين بوجود عمر واحد “مناسب” يكون فيه الطفل جاهزًا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ما الأسئلة التي يمكن للوالدين طرحها لقياس مدى استعداد أطفالهم لاستخدام هذه المنصات؟
هايتنر: قم بطرح أسئلة مثل: “كيف تجعلك (وسائل التواصل) تشعر؟ ما الذي يمكنك فعله بشكلٍ مختلف إذا لم تشعر بالراحة؟ ماذا يمكنك أنّ تفعل في حال نشأت مشكلة”؟
ومن الأمور المفيدة هي التأكّد من تمتّع الأطفال بقدرة جيدة على التعامل مع الرسائل النصية، بما في ذلك كيفية التعامل مع المشاكل عبر الرسائل النصية الجماعية قبل إضافة تطبيق للتواصل الاجتماعي.
السؤال: قد يجد الآباء صعوبة في فهم سبب رغبة أطفالهم في قضاء الكثير من الوقت في استخدام تطبيق مُحدّد ما قد يجعلهم يشعرون بالإهمال، أو أنّهم “دون المستوى”. ما الذي يحفز الأطفال؟
هايتنر: من الصعب ألا تكون أينما يتواجد أصدقائك، والشعور بأنك لا تعرف ما يحدث.
وإذا كان طفلك يشعر بالسوء باستمرار، فربما ترغب في جذب المزيد من الأشخاص الإيجابيين إلى خوارزميتك، أو أخذ عطلة، أو إزالة تطبيق معين من الجهاز.
ونرغب أن يوازن الأطفال وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي مع الوقت الشخصي الذي يقضونه مع الأصدقاء، والأنشطة المُجدِّدة.
ويمكن أن تكون المساعدة في أعمال المنزل والمساهمة في مجتمعك كمتطوع بمثابة ترياق جيّد لشعور التنافسية الذي يغلب عليك بشأن تمتعك بـ300 متابع، بينما يتمتّع صديق لك بألفي متابع.
السؤال: يتفاجأ الآباء أحيانًا عند يكتشفون مقدار المعلومات الشخصية التي يكشفها أطفالهم عبر الإنترنت. هل هناك فجوة بين الأجيال؟
هايتنر: هذا هو المكان الذي يمكننا أن نتعلم فيه من أطفالنا. ونود أن نتأكد من أننا لا نطغى على ما يشاركه أطفالنا بقيمنا الخاصة.
قد يكون من الصعب مشاهدة أطفالنا وهم في الخطوط الأمامية، ويشاركون هذه الأشياء، وقد يكون الأمر خطرًا في بعض المجتمعات، لكننا نريد أن نخفف من توترنا عبر التفكير بأن الأطفال يغيرون الثقافة بانفتاحهم.
السؤال: هل يجب على الآباء الانتباه إلى ما يتحدّث عنه أطفالهم عبر الإنترنت؟
هايتنر: لا نريد المبالغة في المراقبة. وهناك مستوى ضروري من الدعم والإرشاد. ولكن إذا كنت تقرأ رسائل طفلك في مرحلة الثانوية كل يوم، يُعتَبر الأمر مبالغة شديدة.
ويجب أن تدرك أنّك تريد التعرف على طفلك من خلال التحدث إليه، وليس من خلال الحصول على كل هذه البيانات عنه. وكن الشخص الذي يستطيع طفلك التحدث إليه، وليس الشخص الذي يتتبّع كل تحركاته.
السؤال: هل هناك أوقات يجب على الآباء فيه مراقبة منشورات ورسائل أطفالهم؟
هايتنر: إذا كان هناك خطر داهم لإيذاء النفس، أو الآخرين، تُصبح السلامة أكثر أهمية من الخصوصية، ولكن لا تتجسّس بدافع الفضول.
التصرّف المناسب يعتمد على عمر الطفل، ومستوى خبرته، وكيفية سير الأمور. مع طفل أصغر سنًا، يمكنك البدء بالمراقبة التعاونية، ويعرض فيها الطفل ما ينشره كل يومين، أو مرّة واحدة في الأسبوع.
ومع مرور الوقت، ربما يطلب طفلك الدعم منك عندما يكون غير متأكدًا من المنشور.
لكنك لن تتحقق بنفسك، إلا إذا كان هناك مستوى شديد من القلق على سلامة طفلك.
السؤال: يمكن أن تكون تربية الأطفال مخيفة اليوم. كيف يمكن للوالدين الحفاظ على سلامة أطفالهما من دون مراقبتهم؟
هايتنر: احرص أن تكون الشخص الذي يمكنهم التحدث إليه، حتى لو قاموا بأمرٍ يندمون عليه، ويعرفون أنّك لن توافق عليه، مثل إرسال صورة عارية.
وقاوم الرغبة في مشاركة الأخطاء التي يرتكبها المراهقون، وتحدث إلى طفلك مباشرة، لكن لا تشارك أخطائه، أو تضخّمها.