يحتاج الجسم الحديد بكميات معينة حتى يستطيع أداء وظائفه الحيوية، ولكن نقص الحديد لسبب أو آخر يؤدي إلى الضعف، وفي حال تفاقم النقص يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد (بالإنجليزية: Iron Deficiency).
لكن في المقابل، الإفراط في تناول الحديد قد يؤدي إلى الإصابة بتسمم الحديد، ويعاني بعض الأشخاص مما يسمى ترسب الأصبغة الدموية وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى تراكم الحديد في الجسم.
مراحل نقص الحديد
يتم تخزين الحديد الإضافي في الجسم في الكبد، ويبدأ الجسم في استخدام هذا المخزون عندما تبدأ نسبة الحديد في الدم بالتناقص، وتتدرج مراحل نقص الحديد في الجسم إلى ثلاث مراحل كما يلي:
- مرحلة نضوب الحديد: وهي المرحلة الأولى التي يكون فيها مستوى الهيموجلوبين طبيعي في الدم، لكن كمية مخزون الحديد قليلة جداً، وهذه المرحلة لا تظهر فيها أعراض نقص الحديد على الشخص.
- مرحلة نقص الحديد: في هذه المرحلة تنخفض مستويات مخزون الحديد ومستويات الحديد في الدم، وينخفض مستوى الهيموجلوبين أيضاً، وتبدأ أعراض نقص الحديد في هذه المرحلة بالظهور.
- مرحلة فقر الدم: في هذه المرحلة تنخفض مستويات الهيموجلوبين كثيراً بحيث لا تتمكن من توصيل الأكسجين للخلايا، فتبدأ أعراض فقر الدم الناجم عن نقصه بالظهور مثل الشحوب الشديد والدوخة والإرهاق، وأعراض أخرى قد تؤثر على نمو وتطور الدماغ عند الأطفال.
اسباب نقص الحديد
توجد العديد من أسباب نقص الحديد مثل انخفاض الحديد في النظام الغذائي، أو فقدان الدم الذي يحدث نتيجة العديد من العوامل. ومن أهم أسباب نقص الحديد في الجسم ما يلي:
- عدم تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم الحمراء واللحوم الأخرى، والخضراوات الداكنة والبقول.
- زيادة الحاجة إلى الحديد إذ تحتاج بعض الفئات إلى زيادة الجرعة من الأغذية الغنية بالحديد أكثر من غيرهم، مثل الإناث خلال مرحلة المراهقة، والحوامل، والمرضعات، والنساء اللواتي يعانين من غزارة الحيض.
- الأطفال الذين يتناولون حليب البقر كبديل لحليب الأم، إذ يحتاج هؤلاء الأطفال إلى حليب الأم أو تركيبة حليب مدعمة بالحديد خاصة في السنة الأولى من العمر.
- وجود مشاكل في امتصاص الحديد بسبب بعض الظروف الصحية، مثل الاضطرابات الهضمية أو جراحة المعدة.
- فقدان الدم بسبب النزيف أو لأسباب أخرى، مثل غزارة الطمث، أو نزيف المعدة او الأمعاء، أو تناول بعض الأدوية، مثل الأسبرين ، أو وجود بعض الأورام.
- التبرع بالدم بانتظام أو فقدان الدم بسبب الجراحة أو الإصابة بالعدوى بالطفيليات، مثل الديدان الخطافية.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بنقص الحديد
تعتبر مشكلة نقص الحديد شائعة بين النساء بسبب عدة عوامل تفقد فيها المرأة الدم، وتتضمن الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بأعراض نقص الحديد ما يلي:
- النساء الحوامل أو المرضعات.
- المرأة التي تعاني من غزارة الحيض.
- الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية كبيرة.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي مثل القرحة الهضمية.
- الأشخاص الذين خضعوا لعمليات علاج السمنة، مثل قص المعدة.
- الأشخاص النباتيون الذين لا تحتوي وجباتهم الغذائية على الأطعمة الغنية بالحديد.
- الأطفال الذين يشربون الحليب البقري بمقدار 450- 680 جرام يومياً، إذ يقلل حليب البقر امتصاص الحديد ويهيج بطانة الأمعاء.
اعراض نقص الحديد
يكثر التساؤل حول ماذا يسبب نقص الحديد في الجسم، وتتفاوت أعراض نقص الحديد تبعاً لشدة هذا النقص، ومدى سرعة تطوره وعمر الشخص المصاب وحالته الصحية، وتتضمن أعراض نقص الحديد في الجسم ما يأتي:
- الشعور بالإرهاق الشديد: يعد هذا أكثر أعراض نقص الحديد شيوعاً، ويصيب أكثر من نصف الأشخاص المصابين به، ويحدث هذا الإرهاق بسبب قلة وصول الهيموجلوبين لخلايا الجسم مما يعني عدم وصول الاكسجين وفقدان الطاقة في هذه الخلايا.
- الإصابة بالشحوب: يحدث الشحوب في عدة مناطق في الجسم مثل الوجه والجفن الداخلي السفلي والأظافر ويدل ذلك على نقص الحديد المتوسط إلى الشديد، ويحدث هذا الشحوب نتيجة نقص الهيموجلوبين الذي يمنع اللون الأحمر للدم.
- الإصابة بضيق التنفس: يحدث ذلك نتيجة انخفاض الهيموجلوبين مما يعني عدم وصول الأكسجين للعضلات مما يمنعها من القيام بالأنشطة اليومية مثل المشي أو صعود الدرج.
- الشعور بالصداع والدوخة: يمكن أن يؤدي نقص وصول الأكسجين إلى الدماغ إلى تضخم الأوعية الدموية والضغط عليها مما يسبب الصداع والدوخة.
- خفقان القلب: يؤدي انخفاض الأكسجين إلى زيادة الضغط على القلب لبذل مجهود أكبر لضخ الدم وإيصال كمية أكبر من الأكسجين للخلايا مما يتسبب بعدم انتظام ضربات القلب أو أن القلب ينبض بسرعة غير طبيعية، وفي الحالات المتقدمة قد يحصل فشل القلب أو تضخم القلب.
- جفاف وتلف الجلد والشعر: تؤدي هذه الحالة إلى أن يقوم الجسم بتوجيه الحديد إلى الوظائف الهامة في الجسم مما يؤدي إلى حرمان الجلد والشعر من الأكسجين وبالتالي تصبح أكثر جفافاً، ويتساقط الشعر بشكل كثيف.
- حدوث انتفاخ وتقرح اللسان والفم: يؤدي انخفاض الهيموغلوبين إلى شحوب والتهاب اللسان، وقد يؤدي إلى انتفاخه، كما يمكن أن تشمل أعراض نقص الحديد حدوث تقرح في زوايا الفم.
- تململ الساقين: يعتبر الأشخاص المصابون بنقص الحديد أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة تململ الساقين، والتي تؤدي إلى تحريك الساقين باستمرار وإحساس غريب بالحكة في الساقين والقدمين.
- حدوث تقوس وهشاشة الأظافر: يظهر هذا العرض في مراحل متأخرة من الحالة، تصبح فيها الأظافر هشة تتشقق بسهولة وقد تتقوس لتعطي مظهر مستدير يشبه الملعقة.
- علامات أخرى، وتشمل:
- الرغبة الشديدة في تناول أطعمة غريبة أو مواد غير غذائية مثل الثلج أو الطين أو الورق أو الطباشير وتسمى هذه الحالة بيكا (بالإنجليزية: Pica)، وقد تحدث هذه الحالة أثناء الحمل.
- برودة اليدين والقدمين بسبب انخفاض كمية الأكسجين إلى الأطراف.
- الشعور بالقلق.
- تكرار الالتهابات والعدوى لأن الحديد ضروري لصحة جهاز المناعة الصحي.
كذلك، قد يسبب نقص الحديد بعض الأعراض النفسية، مثل التوتر والاكتئاب.
مضاعفات نقص الحديد
في معظم الحالات، لا يسبب نقص الحديد مضاعفات خطيرة، ولكن عند تأخر علاجه فقد يسبب ما يلي:
- فقر الدم الحاد، والذي يمكن أن يسبب مشاكل في القلب.
- ضعف جهاز المناعة.
- الولادة المبكرة وانخفاض وزن الرضيع عند الولادة.
- مشاكل في الوظائف الحركية والعقلية عند الأطفال.
كيف يتم تشخيص نقص الحديد؟
يتم تشخيص نقص الحديد من خلال فحص مخبري، والذي يشمل فحوصات الدم الكاملة، ومن الممكن أن يطلب الطبيب فحوصات أخرى لتشخيص أسبابه.
بعد التحقق من انخفاض مستوى الحديد في الجسم، يتم تشخيص فقر الدم الناتج عن نقص الحديد في حال أظهرت التحاليل النتائج التالية:
- انخفاض الهيموجلوبين والهيماتوكريت.
- انخفاض متوسط الحجم الخلوي (بالإنجليزية: Mean Cellular Volume, MCV).
- انخفاض مستوى الفيريتن (بالإنجليزية: Ferritin).
- نقص نسبة الحديد في الدم.
- ارتفاع التراني الترانسفيرين (بالإنجليزية: Tranferrin).
- انخفاض تشبع الحديد (بالإنجليزية: Iron Saturation).
علاج نقص الحديد
في حال ظهور أعراض نقص الحديد سواء المتوسطة أو الشديدة يجب مراجعة الطبيب المختص لتشخيص الحالة وأخذ العلاج اللازم، ويمكن علاج نقص الحديد بالطرق التالية:
- زيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد من أهم طرق علاجه، والتي تشمل اللحوم الحمراء والدواجن، والخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة مثل السبانخ واللفت، والفاكهة المجففة، مثل الزبيب، والمشمش، والبازلاء، والفاصوليا، والبقول الأخرى، والمأكولات البحرية، والأطعمة المدعمة بالحديد، والبذور والمكسرات.
- مساعدة الجسم في تعزيز امتصاص الحديد وذلك بتناول فيتامين سي بالتزامن مع الأطعمة الغنية بالحديد أو مكملات الحديد، إذ يزيد فيتامين سي من قدرة الجسم على امتصاص الحديد.
- تجنب بعض الأطعمة التي تمنع امتصاص الحديد عند تناولها بالتزامن مع مصادر الحديد، لعلاج نقص الحديد والحد من ظهور أعراض نقص الحديد، مثل الشاي والقهوة والأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان والحبوب الكاملة.
- تناول مكملات الحديد إذا أوصى الطبيب بذلك، والحرص على شرب عصير البرتقال معها لزيادة امتصاص الحديد، وقد تؤدي حبوب الحديد إلى بعض الآثار الجانبية مثل ألم وحرقة المعدة، أو الإسهال، أو الإمساك، أو الغثيان، والبراز الأسود.
كيف يمكن الوقاية من نقص الحديد؟
من أهم طرق الوقاية من نقص الحديد تناول الأطعمة الغنية بالحديد، ومن أهمها:
- الرخويات، مثل المحار.
- حبوب الإفطار المدعمة بالحديد.
- الشوكولاتة الداكنة.
- الفاصولياء البيضاء.
- اللحوم الحمراء، وأهمها لحوم الأعضاء، مثل الكبد والقلب.
- فول الصويا.
- العدس.
- السبانخ.