جامعة الكويت

شبكة جامعة الكويت لرصد الزلازل ومخاطرها المستقبلية في الكويت والجزيرة العربية

18320151025

في الملتقى الخليجي التاسع لعلماء الزلازل الذي ينظمه معهد الكويت للأبحاث العلمية في مقره بالشويخ في الفترة من 6 إلى 9 أبريل 2015، ألقت أ.د. فريال بوربيع نائب مدير جامعة الكويت للشئون العلمية وأستاذ علم الزلازل في قسم علوم الأرض والبيئة كلية العلوم عرضاً لبحثها عن شبكة جامعة الكويت لرصد الزلازل.

وقد أوضحت أن الشبكة الجديدة تتكون من أربعة محطات حقلية تتوزع في المناطق المختلفة لدولة الكويت بحيث تُكون شبكة متكاملة مع نظيرتها في معهد الكويت للأبحاث العلمية التي تعمل منذ عام 1997 وحتى الآن. ويتم استقبال بيانات المحطات الحقلية لشبكة جامعة الكويت (باستعمال تكنولوجيا نقل البيانات بالأقمار الصناعية) في مركز التسجيل والتحليل الكائن في حرم الجامعة.

وقد تم تصميم أجهزة الشبكة الجديدة طبقاً لأحدث التقنيات المتسخدمة في رصد الزلازل بحيث تتوافق البيانات مع تلك التي تنتجها شبكة معهد الكويت للأبحاث العلمية.

ويمكن تلخيص الأهداف من إنشاء هذه الشبكة الجديدة لرصد الزلازل فيما يلي:

· تعزيز قدرة الشبكة العاملة حالياً في التحديد الأكثر دقة لعناصر الزلازل المحلية داخل الكويت وكذلك الإقليمية على طول حزام زاجروس.

· استخلاص خرائط متكاملة لمناطق تكرار حدوث الزلازل المحلية ودراسة تشوهات القشرة الأرضية المصاحبة لها.

· التحديد الأمثل للتحركات الأرضيه الحديثة الحالية ومضاهاتها بالمشاهد الجيولوجية والجيومورفولوجية التي تعبر عن النشاط الزلزالي القديم.

· تمثل الشبكة الجديدة مختبراً حديثاً يتلقى فيه طلبة الجيولوجيا والهندسة في جامعة الكويت التدريبات العملية لتخريج كوادر كويتية قادرة على العمل في مجال تقليل مخاطر الزلازل.

· تؤدي هذه الأهداف جميعاً إلى تقديم المعلومات الضرورية لخبراء تخطيط المدن والمهندسين لتصميم المنشآت المقاومة لحدوث الزلازل حين حدوثها.

وقد عرضت د. فريال تلخيصاً وافياً للوضع الجيولوجي التكتوني للجزيرة العربية. حيث أوضحت أنها محاطة من جميع جهاتها بالأحزمة التكتونية النشطة زلزالياً والتي أثرت في المناطق الداخلية فيها ونتيجة لذلك فإن الزلازل متوسطة القوة تتكرر محلياً في دولة الكويت كذلك في بعض دول الخليج العربي.

ومن المظاهر الجيولوجية المصحوبة بنشاط زلزالي حديث مرتفع جال الزور شمال شرق الكويت وكذلك وادي الباطن على امتداد غرب البلاد كذلك يتكرر النشاط الزلزالي المتوسط في منطقة المناقيش في الجنوب الغربي وكذلك منطقة الصابرية- الروضتين في الشمال الشرقي وهو الأمر الذي يعزز ارتباط هذا النشاط الزلزالي وعمليات سحب النفط في حقول هذه المناطق المنتجة للنفط.

ولا تقتصر مخاطر الزلازل في دولة الكويت على تكرار الزلازل المحلية حيث يشكل حزام زاجروس الزلزالي الذي يمتد من جنوب غرب إيران إلى شمال شرق تركيا بطول يصل إلى 1500 كيلومتر مخاطر زلزالية كبيرة ليس فقط على دولة الكويت ولكنه يهدد كل من مناطق شرق السعودية والإمارت وعُمان وقطر والبحرين. وتذكر الدراسات أن عدد الزلازل ذات القوة أكبر من سبع درجات قد تكررت على طول هذا الحزام النشط أكثر من ثمانية عشرة مره خلال المائة سنة الأخيرة.

وقد عرضت أ.د. فريال جداول وخرائط توضح عدداً من الزلازل الحديثة التي وقعت في إيران على طول حزام زاجروس وأثرت في دولة الكويت وشرق السعودية والإمارات.

وقد اشتمل العرض على دراسة تأثير التربة الرخوة في مناطق دولة الكويت والمناطق الشرقية من الجزيرة العربية والتي تعمل على تكبير تأثير الموجات الزلزالية وخصوصاً على المنشآت المرتفعة. وجدير بالذكر أن منطقة جال الزور قد شهدت نشاطاً زلزالياً تاريخياً ما زالت آثاره موجودة حتى الآن في هيئة مظاهر تَسَيُل التربة على طول هذا المرتفع والتي تجرى دراستها من خلال مشروع مشترك بين جامعة الكويت وجامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية برعاية ومشاركة الباحثه/ أمثال الأحمد الجابر الصباح رئيس مركز العمل التطوعي بالكويت.

وقد أظهرت الدراسات الأولية لهذا المشروع أن قدرة الزلزال التاريخي المحلي والذي تسبب في حدوث ظاهرة تميع التربة على طول الجانب الشرقي من مرتفع جال الزور قد بلغت 5.6 درجة. وقد أثبتت الدراسات الأثرية أن الموقع الأثري المعروف في منطقة الصبيه قد إزدهرت فيه حضارة قديمة يرجع عمرها إلى سبعة آلاف سنه وقد دُمرت تماماً نتيجة للنشاط الزلزالي القوي في هذه المنطقة.

وقد تضمن البحث تحذيراً من الزلزال القادم في إقليم الماكران الذي يقع في خليج عُمان الذي يطل من ناحية الشمال على أجزاء من ساحل إيران ومن ناحية الجنوب والغرب على سواجل سلطنة عُمان ودولة الإمارات. في هذا الإقليم التكتوني يندس الجزء المحيطي من اللوح التكتوني للجزيرة العربية تحت الصفيحة التكتونية لإيران. ومن المعروف أن مناطق الإندساس التكتونية تولد أكبر الزلازل المدمرة والتي تزيد قوتها عن ثمان درجات.

وجدير بالذكر أن هذا الإقليم قد شهد زلزالاً مدمراً بقوة بلغت 8.1 درجة في يوم 28 نوفمبر من العام 1945 وهو أحد أقوى الزلازل في القرن العشرين. وقد أحدث تسونامي هائل وصل فيه ارتفاع الموجات البحرية من خمسة إلى عشرة أمتار وقد أثرت في سواحل كل من إيران والباكستان والهند وسلطنة عُمان ودولة الإمارات.

وقد تكرر حدوث الزلازل ذات القوة الأكبر من سبع درجات في هذا الإقليم خلال الخمسة قرون الماضية سبع مرات ولم يكن بين هذه الزلازل ما يفوق في القوة والتدمير زلزال نوفمبر 1945.

وحيث أن هذا الإقليم لم يولد زلزالاً بهذه القوة منذ عام 1945 حتى الآن (حوالي 70 سنة) فإن هذه الفترة تسمى فجوة زلزالية تزيد معها إحتمالية تكرار زلزال بنفس القوة.

وقد حذرت أ.د. فريال بوربيع من المخاطر الجسيمة لهذا الزلزال عند حدوثه والتي تتعرض لها كل من باكستان وايران وعُمان والإمارات بشكل مباشر وسائر دول الخليج العربي وأشارت إلى ضرورة الاستعداد لتقليل مخاطر هذا الزلزال عن طريق:

· دراسة تفصيلية إقليمية للمخاطر الزلزالية.

· إقامة المنشآت المقاومة لقوى الزلازل عند وقوعها.

· توعية أفراد المجتمع بالسلوك الأمثل أثناء وبعد حدوث الزلازل القوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock