متعة التدريب
التدريب يطلق على مختلف صور العمليات التعليمية والأنشطة المخططة التي تهدف إلى إحداث تغييرات في الأداء التعليمي للطلاب أو الأداء الوظيفي للعاملين ، ويتم ذلك من خلال اكتساب معارف ومهارات وقيم واتجاهات جديدة للتطوير في التعليم والتنمية للقدرات. فالتدريب يساعد على النمو المهني والذاتي باستخدام أساليب التعلم الفردي والتعلم الجماعي التعاوني لإشباع الحاجات التدريبية المشتركة والفردية للمتدربين بشكل وافر.
ونحن كأعضاء هيئة التدريب في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب إن نكن مدربين محفزين أصبحنا مثل البعض لسنا إلا مُلقنين !
لذا وجب علينا ادخال المرح في العملية التدريبية حتى نوازن بين العقل والقلب ونُغير السلبيات إلى إيجابيات في التعليم والتدريب ولذا سوف أتطرق لبعض الطرق التي تجعل من جو المحاضرة متعة .
إن الاستجابة للتعليم والتدريب تتناسب مع ما تملكه من وسائل المرح ، أي : كلما كان جو التعليم والتدريب مرحا زادت استجابة الحضور للتعليم وتفاعلوا معه ، فالتدريب متعة إذا امتزج بالمرح. والمرح ظاهرة طبيعية وفطرية لها أبعادها النفسيّة والاجتماعية ، وهي التي تميّز بين المدرب المُلقن والمدرب المُحفز ، وأسلوب التدريب بالمرح هو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم والتدريب للطلاب وتوسيع آفاقهم المعرفية. وللتدريب بالمرح مميزات عديدة نعجز عن حصرها ولكن على سبيل المثال : من مميزات التدريب بالمرح أنه يخاطب أكثر من حاسة ، ويرتكز على الألعاب التربوية والتي تعتبر وسيلة ممتعة تجذب انتباه الطلاب ، فتعمل على غرس المعاني التي تم سماعها ، فالألعاب هي أقرب تعلم يحاكي الواقع ، وأكثر وسائل التدريب انتباها لجذب الاهتمام ، فهي التي تزيد التفاعل بين الطلاب ، وتزيد العلاقة الاجتماعية بينهم ، وتعكس جدّية المدرب في استخدام المرح في العملية التدريبية حيث تعمل على نشر روح المودة والألفة بين المدرب وطلابه . وطبيعة الألعاب التربوية في التعلم بالمرح تأخذ عدّة أشكال منها : الألعاب التنافسية، التمارين ، المسائل العقلية ، أسلوب المحاكاة ، تمثيل الأدوار و دراسة الحالة.
وقد يأخذ التدريب بالمرح صورة أو أكثر من الصور التالية : تقديم قصة قصيرة معبرة عن حكمة مفيدة ،طرفة أو مزحة مناسبة أو لعبة هادفة من أفكار المدرب أو الطلاب في بداية كل محاضرة ، تغيير المكان الدراسي إلى مكان آخر غير الروتيني والمعتاد، استضافة شخصيات من الخارج لها علاقة بالمادة العلمية محل الدراسة ، استفتاء الطلاب على فقرة مرحة من اختيارهم لكسر الروتين وجذب الانتباه ، تغيير طريقة التواصل مع الطلاب كالتواصل على الإنترنت في مواعيد متفق عليها مثلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، الاجتماع على مشاهدة مادة إعلامية مرئية أو الاستماع إلى مادة مسموعة وتوزيع جوائز رمزية على الطلبة المتفوقين تكريما لهم وتحفيزا لغيرهم. ويساعد التدريب المرح على تحقيق مجموعة من الإيجابيات والمزايا من أهمها ما يلي: مساعدة الطلاب في تحمل أعباء اليوم الدراسي ، يترك بصمة قوية في نفوس الطلاب، يساعد على تذكر المعلومات والمهارات وترسيخ القناعات المكتسبة ، ترك المجال للطلاب في التعبير عن آرائهم وخبراتهم وتقليل الخلافات بين الطلاب وبعضهم أو مع المدرب إلى أقل حدود ممكنة، بنشر روح الألفة والتعاون بينهم.
أن التدريب المرح يعتبر من أكثر الأساليب فعالية في تغيير القناعات السلبية إلى أخرى إيجابية بسبب اعتماد المدرب على مدخل المرح المحبب إلى النفوس البشرية في أغلب الأحيان وإلى نفوس الطلاب. فالتدريب بالمرح إحدى أهم وسائل نقل واستيعاب المعلومة ، وغرس السلوك المطلوب، وتغيير الاتجاهات، في حين أن المحاضرات التقليدية تصلح لنقل الجانب النظري من المعلومات ، فإن الألعاب تصلح أيضًا لغرس السلوكيات الإيجابية ، وتغيير اتجاهات الطلاب . والمدرب المتميز هو الذي ينزل لمستوى طلبته ليفهم عقولهم ثم يرتقي بهم إلى عقله ليغرس بهم المعلومة وينمي لديهم المهارة ، وما المدرب إلا مُعلما وازن بين العقل والقلب وحوّل جو المحاضرة إلى متعة .
أ . أفراح عبد الله الردعان
معهد السكرتارية والإدارة المكتبية
قسم الإدارة المكتبية
