العمليات الحسابية والألغاز الرياضية “الفكرة بذرة التكوين” بقلم : د. فلاح الهاجري
اتصل بي أحد الأصدقاء وسألني اللغز الآتي: المطلوب هو ناتج العدد “4” من ناحية أنّ لديك أربعة أعداد مكررة من فئة العدد “4” ونريد أن يكون ناتج العملية الحسابية بأي شكل كان يساوي العدد “4”، وقد طلب مني الحل فأعطيته إياه، ثم طلب آخر فأعطيته الآخر، واستمرينا بذلك حتى ختمنا اللغز بعشرة حلول.
وبعد جولة مع هذه العمليات الحسابية أرى أن المشكلة إذا أتت لا تكتف بإيجاد حلّ واحدٍ لها، بل أُطرق جميع الحلول أو البدائل المتاحة وأرسم طُرُقَها ثم اجعل الأنسب لهذه المشكلة هو الطريق الذي تسلكه، ولكن يجب عليك معرفة القاعدة وهي: أن الأنسب لا يعني الأيسر أو الأصعب أو ما بينهما، بل بحسب ما تقتضيه ظروف كل مشكلة في هذه الحياة.
ولتعلم أيضًا أنَّ السياسة فن يقتضي ما ذكرناه فلا تستعجل الخلاص بأول الحلول التي تعترض لك، ولا تتوغل بكثرة الحلول إنّما ابحث عن أمرين: النتائج المتوقعة والحلول الموصلة لها، واعرف الممكن والصعب والمستحيل، ولا ترهق نفسك بكثرة التفكير وقلة التدبير، وانعدام التسيير.
ونختم بأنّ كل ما يأتيك من مزح أو جد لو تأملت فيه لاستخرجت بعقلك فكرة والفكرة بذرة التكوين”.
ومن باب الإسقاط العلمي: أود أن أتحدث هنا باعتباري أستاذ مساعد بجامعة الكويت وشريك في بناء هذا الصرح الكبير بانتمائي ومهنيتي وباعتباري أيضًا عضوا في الهيئة الإدارية بجمعية أعضاء هيئة التدريس التي تمثل جميع منتسبي جامعة الكويت من الهيئة الأكاديمية والهيئة الأكاديمية المساندة، بأنّ الذي يعنيه أمر التعليم في جامعة الكويت لا بد وأن يستفيد من هذه الطريقة بكشف الحلول المتعددة للمشكلة الواحدة، واختيار الحلول المثلى منها، ثم اعتماد الحل الأمثل لعلاجها، وهذا هو المنهج الاستقصائي.
