كتاب أكاديميا

اللجنة التي ولدت ميته!!!! بقلم: د. عبدالله يوسف سهر

بسرعة وبصمت ولربما بتكتيك تم تشكيل لجنة لاختيار مدير الجامعة في الأسبوع الماضي. ولم تمضي أيام معدودات إلا ويتم دعوة مجلس الجامعة من جديد للبت في “اعتماد الترشيحات النهائية” لأسماء أعضاء اللجنة! ولا أعرف ماذا يقصد باعتماد الترشيحات النهائية، ولا أعرف أيضا بأنه قد تم ذلك من قبل!
ومن باب الشفافية ينبغي على مجلس الجامعة أن يفصح عن تلك التساؤلات المشروعة لدرء الأقاويل المتشابهة والمختلفة، التي تدور في الأوساط الجامعية!
إن الكل يعرف جيدا بأن الوسط الجامعي مجتمع ذكي، ولربما يتغافل أو يجامل بعضهم لمصلحة أو لغيرها من أسباب، ولكن لا يمكن أن تمر هذه القرارات والاجتماعات المفاجئة والطارئة ببساطة دون تفسيرات متضاربة.
ويقال في الأثر: “إن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة”، فلماذا هذا الاستعجال في وقت الكل يعرف بأننا على مقربة من استقالة الحكومة ولا نعرف من سيكون وزيرًا للتعليم العالي أو أن الوزير الحالي سيستمر! وفي كل الأحوال نعرف أيضًا بأن هذه اللجنة في حال تغير الوزير سيكون أمامه طريقين:
1 – أما طلب إعادة النظر في تشكيل اللجنة.
2 – أو تحمل وزر تشكيلها الذي فيه أقوال كثيرة منها ما هو قانوني وسياسي وأكاديمي مختلط.
أما اذا استمر الوزير فله ان يوعز لإدارة الجامعة بتشكيل اللجنة، فلماذا الاستعجال!
نعلم جميعًا بأن جامعة الكويت تعيش في خضم تحديات كثيرة على رأسها الارتقاء بمستواها التصنيفي وتطوير مخرجات التعليم والمساهمة بشكل أكبر في خدمة الدولة والمجتمع، علاوة على معالجة ملفات كثيرة منها ما يتعلق بالإنشاءات والترقيات والكادر والقانون واللوائح الجامعية الكثيرة التي تحتاج تعديل وتغيير. كما نعلم بأن المدير القادم سينشغل في تعيين ما يقارب ٢٠٠ منصب إشرافي وقيادي! فلماذا الاستعجال إلا إذا كانت هناك معاملات ارتباط!!!
في تقديري، بأن تشكيل اللجنة يحيطه الكثير من الشبهات في الوقت الراهن وهذا لربما ما جعلها تولد ميته! وبالتالي فإن إعادة إحيائها لن تجدي في معالجة الأعراض التي تعاني منها الجامعة بل لربما ستزيد من حدتها.
نحن نعلم بأن أعضاء مجلس الجامعة الموقرين يحترمون عقول أساتذة الجامعة، ولكننا نطلب المزيد من الاحترام وهو طلب مشروع جدًا في ضوء المعطيات والظروف، بل هو ضروري جدًا في غرفة العمليات من أجل ألا يولد الميت مشوهًا.
نطلب من الزملاء، ونحن لا نزايد على حرص أحد على مصلحة الجامعة، بأن لا يستعجلوا في أمر يوصفه البعض بأنه قد “دُبِّرَ بِلَيْلٍ”، لأن الجامعات دائما تعمل تحت النور والمجهر فلا شيء يختفي فيها خاصة بعدما تناول الكثيرين ما جرى في مجلس الجامعة السابق بتفاصيله المثيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock