أخبار منوعة

ماذا أفعل كي أتعافى نفسياً من علاقة سامة؟

تؤكد الكاتبة والطبيبة النفسية “مادلين فوجير” ما أثبتته الأبحاث الحديثة من أن إدراك البدائل السيئة يقوي احتمالية البقاء في العلاقة، وأنه كلما زاد استثمارنا المعنوي في أي علاقة والوقت المبذول فيها زادت مثابرتنا للعمل عليها وغض الطرف عن كونها لم تنجح، ذلك الارتباط الوثيق والحب هو ما يدفع  أي وعي ذاتي وحقائق أو منطق، ويجعل العاطفة هي المتحكم الأول في صنع القرار.

ويبقى الناس في علاقات كهذه بدوافع الضرورة، كالاتكال المادي أو الحياة، والافتقار إلى التواصل الصحي، والانعزال عن دوائر آمنة، ولكن إذا لاحظت أيا من هذه الأعراض تتكرر في علاقاتك، فقد يكون ذلك بسبب أنك شخص تميل إلى الاعتماد العاطفي. كما أن الافتقار إلى الوعي الذاتي أحيانا ما يجعلنا غير مدركين لتأثيرنا السلبي على الآخر أو إدراك الطرق الصحية للتواصل.

ماذا أفعل كي أتعافى نفسياً من علاقة سامة؟

  • أولاً: اقطع حبال الود والتواصل نهائياً

قاوم رغبتك الملحة في التواصل مع هذه الشخصية السامة، تحت أي ذريعة كانت. أحكم إغلاق منافذ العودة بأن تحظرها من جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا ما اضطررت للتعامل معها نظرا لأمور عالقة بينكما أو لوجود أطفال فحاول أن توكل شخصا ذا ثقة ليكون وسيطا بينكما ولو إلى حين انقضاء فترة من الزمن، أو افعل ما يلزم لتجنبها ما استطعت.

  • ثانياً: تواصل مجدداً مع شبكات الأمان

أحط نفسك بشبكات دعم وأمان من الأقرباء والأصدقاء والعائلة الصحيين، وأعد علاقتك بهم إن حدث أن اهترأت أو انقطعت بتحريض قديم من الشخص السام الذي عزلك عنهم أو زرع بذور الشك بداخلك تجاههم. لا تخجل من مد جسور التواصل، فهم من قد يمدونك بالشجاعة في رحلتك للتعافي.

 

ثالثاً: أفصح عما بداخلك وعبّر عن مشاعرك لا تجعل الألم يحجمك عن الحديث، تحدث طويلا عما تشعر مع أصدقائك أو صديقك، طارد الكلمات التي قد تصف كل حال مررت به، لا تهرب منها، واجهها واعترف بكل ما خضت، حتى تدركه وتتماثل للعلاج منه. نازع حنينك بكتابة كل الكلمات التي لم تنطقها ولم توجهها للشخصية السامة. فض ما في جعبتك من غضب وشوق ولوم، ثم مزق تلك الأوراق أو ألقها جانبا أو لا ترسلها فحسب، حينها فقط ربما قد تشعر بالارتياح.

  • رابعاً: فكر للحظة إن كان هناك نمط متكرر

لا ضير أننا جميعا معرضون للدخول في علاقة سامة أو عدة علاقات، لكن فلنفكر للحظة: هل ثمة نمط متكرر في كل علاقة خضتها؟ هل ثمة ما يمكن عمله لكسر هذه الحلقة؟ اطلع على ما تعنيه العلاقات الصحية والسمية بتوسع وعمق إن استطعت، وكن منتبها للعلامات الحمراء في أي علاقة جديدة مبكرا، وتثقف كيف تحمي نفسك من الشخص المسيء والسام وتلحظه، كأن تضع حدودا، تعلّم كيفية وضع حدود صحية في علاقاتك مع الآخرين وألا تكون ودودا ولو ظاهريا إلى حد يسهل استغلاله.

  • خامساً: مارس العمل التطوعي إن أمكن

يوصى بممارسة التطوع لما له من آثار عميقة على الصحة النفسية والجسدية في رحلة التعافي من علاقة سامة. أظهرت الدراسات أن تقديم المساعدة إلى الآخرين يمدنا بسكون ورضا عن الحياة، ويزيد من تقديرنا لذواتنا وثقتنا بأنفسنا، مخففاً عنا التوتر، وهو ما ربطته تلك الدراسات بالإحساس الهوية وبوجود هدف، نتيجة مد يد العون للآخرين. كما أن إعادة الانخراط مجتمعياً يسهم في تلقي الدعم وتعزيز الصحة.

سادساً: اكتشف نفسك وتعرّف على طباعك

فكر مليا في توقعاتك واحتياجاتك وقيمك من العلاقة العاطفية التي تود أن تكون فيها مجددا. تيقن من استحقاقك لعلاقة صحية تتلقى فيها رعاية وحبا كالتي تعطيها للآخرين. 

يخبرنا علماء النفس أن الخوف من الوحدة هو ما يدفع الكثيرين للبقاء في علاقة سامة، لذا فإن الاستمتاع وحدنا لا يقل أهمية عن إدراكنا أن الوحدة خير من الوجود في علاقة غير صحية، ما يعيننا على معرفة أنفسنا عن كثب، وفهم ما نريد وما نحتاج. خلال ذلك راقب طريقة تحدثك إلى نفسك وما يقوله لك صوتك الداخلي، ينصح بكتابته لفهم نفسك، واستبدال كل فكرة قاسية وناقدة تخطر لك بأفكار داعمة، وتخيل أنك تتوجه بالحديث إلى شخص عزيز. مثال، عند ارتكاب خطأ سخيف، استبدل “يا لي من أحمق/حمقاء!” بـ”الجميع يرتكب الأخطاء. ماذا يمكنك أن تتعلم من هذا في المرة القادمة؟”.

•سابعاً: حدّد ما تريده من أي علاقة مستقبلاً

فكر ملياً في توقعاتك واحتياجاتك وقيمك من العلاقة العاطفية التي تود أن تكون فيها مجدداً. تيقن من استحقاقك لعلاقة صحية تتلقى فيها رعاية وحباً كالتي تعطيها للآخرين. لا تتسرع في الدخول إلى علاقة أخرى أو تقرير عدم الارتباط مجدداً  لكن امض قدما وتغلب على مشاعرك تجاه الشخص السام وامنح نفسك وقتاً بمفردك، وحين تشعر بالاستعدادية للانفتاح فكر مجدداً في نوع الأشخاص الذين عرفتهم قبلاً والأخطاء، وحاول تغيير اختياراتك قدر الإمكان.

  • ثامناً: خذ وقتا للتعافي

تعامل مع مشاعرك بروية وإن بدت متضاربة وقوية، روّض حزنك دون مقاومة، وتقبّل اللحظات التي لا تشعر فيها أنك على ما يرام واللحظات التي تحس أنك كذلك. بمرور الوقت، وبالابتعاد تماماً عن الشخصية السامة ومحاولة المضي قدماً، سيخفت الحزن وتبرد نيرانه، وتتعافى نهائياً من تلك العلاقة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock