كيف نتجنب الاضطرابات الهضمية خلال العيد؟
تكثر خلال فترة الأعياد العادات الغذائية الخاطئة ومشاكل الجهاز الهضمي، لا سيما خلال عيد الفطر الذي يعود فيه كثير من الأشخاص بشكل مفاجئ للعادات القديمة بعد انتهاء فترة الصيام، فكيف يمكن الحفاظ على الفوائد الصحية التي تحققت في شهر رمضان؟ وكيف يتم تنظيم الوجبات يوم العيد؟ وما الممارسات الغذائية الصحيحة لقضاء العيد دون مشاكل صحية؟
متاعب الجهاز الهضمي في العيد
تؤكد استشارية الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة ميسم عكروش أن الصيام يعتبر فترة استراحة للجهاز الهضمي، إذا ما تم التعامل مع الإفطار بالطريقة الصحيحة، وهو إجازة للجسم من السموم والأذى مثل التدخين وتخمة الأطعمة وكثرتها.
وأضافت في تصريحات “للجزيرة نت” أن الانطلاق المفاجئ في العودة للعادات القديمة، بعد انتهاء فترة الصيام وبدء الأعياد، عن طريق الإكثار من الأطعمة والخلط بين الأنواع المختلفة، والمنبهات والتدخين، هي من المسببات الوجيهة لتفاقم التخمة وعسر الهضم والحرقة والارتداد المريئي، كذلك اضطراب حركة الأمعاء ما بين الإسهال والنفخة المعوية وآلام البطن، لأن المعدة والأمعاء تكون قد اعتادت الاستراحة الوظيفية خلال فترة الصيام.
كيف يربك التغيير المفاجئ للنظام الغذائي الجهاز الهضمي؟
توضح الدكتورة عكروش أنه خلال فترة الأعياد تكثر الأطعمة الدهنية والدسمة والحلويات، والأغذية المحضرة خارج المنزل بزيوت مشبعة وسكريات، مما يضر بالمعدة والأمعاء، ويبطئ عمل المرارة والبنكرياس، ناهيك عن الإكثار من المشروبات الغازية والأكل المتأخر ليلا، وكلها تشكل عبئا على الجهاز الهضمي بكافة مكوناته.
ولتجنب حدوث عسر الهضم والاضطرابات الهضمية بالعيد، تنصح باتباع الطرق الصحية السليمة المعتمدة، والموصى بها عالميا، مثل تناول وجبات متنوعة وقليلة الكمية، وشرب السوائل الصحية بكثرة كالمياه والعصائر الطبيعية والمشروبات الساخنة، وعدم تناول أي وجبات متأخرة ليلا قبيل النوم، كما تنصح بالأكل 3 ساعات على الأقل قبل وعد النوم.
وتدعو الدكتورة عكروش إلى الابتعاد عن التدخين واعتبار شهر رمضان مقدمة للإقلاع عن هذا السلوك المضر، والالتزام بمواعيد العلاجات المستخدمة عادة لأي أمراض وفقا لنصائح الأطباء، وممارسة الرياضة حتى لو عن طريق المشي والحركة أو السباحة وممارسة بعض الألعاب المحببة.
ما الأغذية التي يجب الابتعاد عنها في العيد؟
تدعو الدكتورة عكروش إلى عدم الخلط بين الكثير من الأكلات، وعدم الإكثار من الحلويات وعدم تناول الفاكهة مباشرة بعد الوجبة الرئيسية.
كما تنصح بمضغ الطعام جيدا والإكثار من السوائل والخضروات المفيدة، ومن شرب الأعشاب كالنعناع والشومر.
واعتبرت عكروش أنه لا بد من اتباع أساليب السلامة الصحية في الغذاء، وممارسة الطقوس الاجتماعية المتبعة في مواسم الأفراح والأعياد لكن دون مغالاة، ليكون الصيام حقق فوائده باعتباره فترة تأهيل للبدء بنمط حياة سليمة.
وبدوره يقول اختصاصي التغذية الدكتور قتيبة محيسن إن معظم الأشخاص يخسرون الفوائد التي تمكنوا من تحقيقها خلال شهر رمضان المبارك، والذين كانوا يتبعون نظاما غذائيا صحيا ومتوازنا، ويحتوي على جميع العناصر الغذائية من بروتينات ودهون ومعادن وفيتامينات.
واعتبر في تصريحات للجزيرة نت أن الصيام يعود بالفائدة على الأشخاص من ناحية الصحة العامة، خصوصا في حال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. إذ يمكن من تخفيض الكولسترول والدهون الثلاثية، وأيضا تخفيض ضغط الدم وتحسين صحة القلب وزيادة المناعة، التي يصعب تحقيقها على مدار العام.
وأوضح محيسن أن الصائم يحتاج لفترة زمنية تتعدى أسبوعا لبداية التأقلم مع النظام الغذائي لما بعد رمضان، وينصح بتناول كميات قليلة من الطعام على عدة مراحل وتوزيع الوجبات على عدة فترات بكميات قليلة، لإتاحة الفرصة للجسم من أجل التكيف مع نمط الهضم الجديد.
ممارسات غذائية خاطئة في العيد
يعتبر الدكتور محيسن أن من أسوأ ما يقع في بعض الناس بعد انتهاء شهر رمضان العودة مباشرة خلال الأيام الأولى للعيد إلى النظام الغذائي العادي، مما يؤدي إلى تضييع الكثير من الإيجابيات التي تحققت طيلة شهر الصيام.
وتتسبب تلك الممارسات الخاطئة -وفق محيسن- في إرباك الجهاز الهضمي وإجهاده، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب الشديد والإعياء.
ويرى الدكتور محيسن أن من الخطأ الإفراط في تناول الحلويات وكعك العيد الغني بالسعرات الحرارية والسكريات، مما يؤدي إلى تذبذب في مستويات الغلوكوز في الدم، أو إلى اضطراب في الجهاز الهضمي، إما بالإمساك أو الإسهال، بالإضافة لزيادة الوزن، الذي قد يؤدي إلى ارتفاع في نسبة الدهون الثلاثية والكولسترول ومستويات السكر في الدم.
وينصح الدكتور محيسن بتفادي الوجبات الجاهزة، وعدم إرباك الجهاز الهضمي بتناول كميات كبيرة من الكافيين.