د. حسين فولاذ لـ اكاديميا الكثير من الناس في وطننا العربي بشكل عام وفي الكويت على وجه الخصوص يجهل أهمية تخصص علوم المكتبات والمعلومات
اكاديميا| فاطمة الزيد – خاص
يعتبر تخصص علوم المكتبات والمعلومات من التخصصات المميزة والمتطورة .. لكن الكثير من الناس في وطننا العربي ينظر له نظرة بأن لا أهمية له ، لكن بالعكس العالم ككل لا يستطيع الإستغناء عن المعلومات و المكتبات بإختلاف اشكالها ،، ذلك كان لجريدة ومجلة أكاديميا مع عضو هيئة التدريس د. حسين فولاذ ليحدثنا عن أهمية التخصص ويعرفنا عن نفسه وعن التخصص بشكل عام .
عرفنا بنفسك ؟
دكتور حسين فولاذ، متخصص في تكنولوجيا المعلومات والاتصال Information Communication Technology (ICT
عضو في جمعية المكتبات الأمريكية ALA، وعضو في Chartered Institute of Library &Information Professionals (CILIP.
حصلت على شهادة البكلوريوس من كلية التربية الأساسية – قسم المكتبات والتقنيات بدولة الكويت في عام 2002، ثم حصلت على شهادة الماجستير من جامعة ليدز ميتروبولتان في المملكة المتحدة- قسم دراسة المعلومات في عام 2007، واخيراً حصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة سالفورد في المملكة المتحدة في عام 2012 عن دراسة بعنوان:
The utilisation of new ICT services in academic libraries in the state of Kuwait .. “الاستخدامات الحديثة لخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المكتبات الاكاديمية في دولة الكويت”.
– بأي كلية تعمل ؟
أعمل في كلية التربية الأساسية، قسم علوم المكتبات والمعلومات.
– هل تعتقد بأن التخصص الذي تقوم بتدريسه مرغوب بسوق العمل؟
بالطبع مرغوب، بغض النظر عن نظرة المجتمع العربي والمحلي الخاطئة عن معنى المكتبات ومفهومها ومخرجاتها، إلا أن العالم ككل لا يمكن ان يستغني عن المعلومات فهي الممول الرئيسي لأي عمل كان سواء دراسة أو بحث او حتى اجابة سؤال. وكما ترين اليوم فالعالم مرتبط بمعلومة حتى أصبحت تسوق الآن بأغلى الاثمان، وتخصصنا الآن في تطور مستمر نتيجة التطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ولذلك فإن جميع اعضاء القسم العلمي (التدريس والتدريب) يسعوون جاهدين لتغيير المقررات والمناهج الخاصة بالقسم وحتى مسمى القسم سوف يتغير في القريب العاجل بإذن الله لمواكبة التطور الكبير والملحوظ بعلم المعلومات كما هو الحال في الكثير من دول العالم.
– ماهي نظرتك المستقبلية للتعليم بالكويت؟
سؤال كبير جدا على استاذ زاول مهنة التدريس لمدة عاميين فقط!! ولكن من وجهة نظري المتواضعة اعتقد ان التعليم في المدارس الحكومية يحتاج الى تطوير وتغيير للأفضل في بعض المناهج الدراسية. كما يحتاج إلى تأهيل بعض المدرسين حيث أنني التمس من الكثير من الطلبة وأهلهم بأن مستوى التعليم في البلد في تراجع مستمر وإن بعض المدرسين لا يعطون بعض المواد حقها في التعليم إما عن قصد أو لأنهم غير مؤهلين للتدريس، مما يضطر ولي الأمر اللجوء الى الدروس الإضافية او ما يسمى بالدروس الخصوصية والتي ترهقهم ماديا.
فيما يتعلق بالتعليم العالي او الجامعي فنظرتي المستقبلية بها تفاؤل حيث أتمنى من الحكومة ووزارة التربية والتعليم بأن تبدأ وبشكل جدي في وضع رؤية وهدف واضح لإنشاء جامعات جديدة تكون مجهزة بكل الوسائل التكنولوجية الحديثة خصوصا ان لدينا اليوم مدن جديدة كمدينة صباح الاحمد وسعد العبدالله والوفرة وغيرها، وكلها مدن بعيدة. وايضا بناء مؤسسات أكاديمية جديدة تساهم وبشكل كبير في حل مشكلة تكدس الطلبة ومشكلة الشعب المغلقة والتي نراها كل عام للأسف.
– ما رأيك بموضوع فصل القطاعين ؟
موضوع الفصل موضوع كبير ومتشعب وفيه حساسية قليلا، حيث وللأسف هناك زملاء كثر في قطاع التدريب يعتقدون اننا كهيئة تدريس نرغب بالفصل كنوع من انتقاص في حقوقهم ولكن على العكس تماما فمزايا الفصل أكبر بكثير من العيوب للجانبين ومن هذه المزايا على سبيل المثال:
– فصل القطاعين يعطي الفرصة لكل قطاع بالنهوض والتوسع لاستقبال أعداد اضافية من مخرجات الثانوية مع اتاحة الفرصة للطلبة بإختيار المناسب لهم كل حسب توجهه ورغبته ومعدله.
– ايضا الفصل بإمكانه أن يوفر فرص وظيفية افضل لقطاع التدريب لتولي المناصب القيادية والعمل على تطوير قطاعهم.
– يساهم الفصل بتطوير العملية التعليمية عندما نجد جامعة لا تخرج الا جامعيين اكاديميين او معهد لا يخرج الا مهنيين على مستوى عالى فهذا يسهل عليها الحصول على الاعتماد الاكاديمي عالميا.
واذا اردت الخوض أكثر في هذا الموضوع احتاج الى يوم كامل لمناقشته ولكن فضلت ان اذكر بعض النقاط والتي يمكن ان توضح رأي الشخصي بخصوص هذا الموضوع.
– حدثنا عن تخصصك وسبب اختيارك لهذا المجال ؟
في الحقيقة كانت محض صدفة حيث انني كنت في وقتها شاب رياضي العب كرة اليد في نادي القادسية فكنت ارغب في قسم التربية البدنية حتى أصبح معلم بدنية وسجلت رغبتي الاخرى قسم المكتبات والتقنيات وشاء القدر ان اقبل في تخصص المكتبات. كان لدي بعض الاهتمامات فيما يتعلق بالتقنيات ولكن فيما يتعلق بالمكتبات فكنت اعرف عنها القليل جداً وكانت صدمة بالنسبة لي. وبعد قبولي قابلت اساتذة افاضل منهم أ. د. ياسر عبدالمعطي و د. علي الخباز و د. عبدالرزاق جوهر حيث انهم دائما ما كانوا يحثون الطلبة على استكمال دراستهم العليا. فقررت وقتها ان اسعى جاهدا حتى أتخرج بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف واكمل دراستي العليا حتى اصبح استاذ في هذا التخصص وأكون زميل لهذه النخبة الرائعة. وبالفعل حققت هذه الأمنية واتجهت الى ما احب وهو علم تكنولوجيا المعلومات وكان لي ما أردته ولله الحمد.
– هل لديك اعمال اخرى غير التدريس؟
لدي بعض المشاركات كباحث في بعض الدراسات والمؤتمرات وكان ابرزها في مؤتمر :
Informing Science & IT Education Conference (InSITE) 2010 في ايطاليا، حيث حصلت على المركز الثالث كأفضل ملصق بحثي (poster) عن دراسة بعنوان “تكنولوجيا الهولوغرام ذو الابعاد الثلاثية في البيئة التعليمية”
“3D Hologram Technology in learning Environment”.
كما ان لدي اهتمام خاص فيما يتعلق في حقوق اخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصا فيما يتعلق بحقهم بالتعليم والصحة.
واخيرا، لدي بعض المحاولات في كتابة المقالات والتي تأخذ طابع النقد المباشر. وكان لي الشرف بأن انشر بعض هذه المقالات في “أكاديميا” والتي لاقت استحسان القراء ولله الحمد.
– ماهي الهوايات التي تمارسها بجانب عملك ؟
احب الرياضة بأنواعها ولكن أعشق لعب كرة القدم كثيرا وأمارسها بشكل اسبوعي مع بعض الاصدقاء. أيضا احب القراءة كثيراً في كل المجالات، حيث أشعر انها تأخذني الى عالم آخر جميل أرسمه بمخيلتي من خلال قرائتي ودائما انصح طلبتي بالقراءة والاطلاع.
كلمة أخيرة لـ أكاديميا ؟
أشكركم كل الشكر لإستضافتي في أكاديميا والتي ارى فيها وفي القائمين عليها مستقبل مشرق للأكاديميين في دولة الكويت متمثل بالعمل والجهد الذي تقدمونه للقطاع الأكاديمي في البلد.
ولدي رسالة احب ان اوجهها إلى كل طالب علم أقول له إجتهد وثابر ولا تقف في مكانك واطلب العلم تعلوا في كل شأنك ، وأختم رسالتي لأبيات عظيمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في طلب العلم لعله يكون دافع للطلبة في مسيرتهم العلمية وحتى يواصلوا دراساتهم العليا ونرى من هو زميل لنا في المستقبل إن شاء الله:
ما الفضل إلا لأهل العـلم إنهـم
على الهدى لمن استـــهدى أدلاء
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه
والجاهلـون لأهــل العلم أعداء
فقـم بعلم ولا تـطلب بـه بـدلاً
فالناس موتى وأهل العلم أحياء
