ضمن فعاليات برنامج «الجوهر» للتدريب الإعلامي، البرنامج الريادي المعروف الذي يهدف إلى خلق كوادر إعلامية كويتية وعربية محترفة ومثقفة، نظّمت أكاديميّة لوياك للفنون – «لابا» حلقة حواريّة جديدة استضافت فيها الوزيرة السابقة والأكاديمية والكاتبة د. موضي الحمود. وكانت سبقت الحلقة تدريبات على مدى خمسة أيام لشباب وشابات من الكويت ولبنان ومصر، حول فن إدارة الحوار الإعلامي وكيفيّة إعداد الأسئلة والمحاور، وذلك تحت إشراف الإعلامية المعروفة رانيا برغوت.

وتمحورت الحلقة المطوّلة حول واقع الكويت وبوادر المستقبل، حيث ناقشها طلاب «الجوهر» في مناحي حياتها السياسية والتربوية والأكاديمية وإنجازاتها في سبيل حقوق المرأة.

واعتبرت الحمود أن «المجتمع لا ينهض إلا بجناحيه، المرأة والرجل، وبوضع التعليم في أولوية الأجندات الحكومية»، مشيرة إلى أن «إعادة الإعمار لم تكن سهلة، لكنّنا لم نستثمر فرصة التغيير بالشكل الصحيح، في أسلوبنا الإداري والتعليمي وبناء مؤسّسات حقيقية».

واقع الحريات

وإذ تحدثت عن «هامش كبير للحرية الأكاديمية وغيرها من الحريات في الكويت، ولو أنّها تترافق مع حالة متزايدة من رفع القضايا»، طالبت بـ«فتح سقف الإعلام من دون قيود»، وقالت: إن مقالاتي ما زالت معرّضة لمقص الرقيب والحجب أحياناً. ورأت الحمود أن «جوهر الإصلاح الحكومي يبدأ بتحديد مشاكلنا، فنحن نحتاج إلى إدارة حكيمة تضع الأولويات وتتّجه نحو إصلاح حقيقي ومصارحة حقيقية عبر مؤتمر أو حوار وطني، غير أنّنا للأسف ندور حول قضايا هامشية ونترك القضايا الجوهرية».

وفي تعليقها على إبطال المحكمة الدستورية انتخابات مجلس الأمة لعام 2022، وإقرارها عودة برلمان 2020، كشفت الحمود أن «المجلسين لم يؤدّيا دورهما بشكل جيد، غير أنّني متفائلة، فالكويتيون يتمتّعون بحيوية استثنائية، ويمتلكون طاقات شبابية مبدعة قادرة على تطوير البلد».

أين التخطيط؟

وعبرت الحمود عن أسفها لـ«غياب التخطيط منذ عام 1986 وحتى عام 2009، حيث كان يتم الاكتفاء ببرامج عمل حكومية. لقد كانت الكويت سبّاقة، لكن محنة الغزو أثّرت في بنيان الدولة، ونحن مسؤولون عن اختياراتنا لأعضاء مجلس الأمة». وخاطبت الشباب بالقول: «لا تيأسوا، لأن الخير موجود فيكم، بقدراتكم وسعة اطلاعكم وخلقكم الفرص التي عجزنا عنها».

الحمود التي طالما شجعت ريادة الأعمال الشبابية، أضافت: «دورنا كجامعات احتضان الشباب ودعمهم وتأهيلهم، فالمستقبل لم يعد للقطاع الحكومي والرتابة البيروقراطية».

وعن توقّعاتها لمستقبل الكويت لو بقيت الحركات الأصولية متحكمة بمرافق الدولة، تحدّثت عن «تلاقح فكري عجيب، لا مشكلة فيه، لكن المهم ألا تؤثر الأصولية في التشريع. فلا يمكن إطلاقاً الوقوف بوجه التقدم والانفتاح. أملنا أن تزول عثرات الوطن العربي، فنحن نراهن على شبابنا وليس على سياسيّين محدودي الرؤية».

نضال الكويتيات

تحدّثت الوزيرة السابقة د. موضي الحمود عن «التحديات الكبيرة التي تعتري المجال السياسي، حيث المواجهات وضغوط البرلمان، وحيث تترتّب على المرأة جهود مضاعفة لإثبات قدراتها»، مذكرة بـ«نضال النساء التاريخي إلى جانب المؤمنات بدور المرأة الكويتية الشجاعة، من أجل منح المرأة حقها بالمشاركة السياسية وإقرار بعض قضاياها المحقة». وأثنت ضيفة «الجوهر» على جهود رئيسة مجلس إدارة «لوياك» والعضوة المنتدبة لأكاديميّة «لابا» السيّدة فارعة السقاف وفريق عملها، وأهدتها نسخة من كتابها الثاني، الذي يضمّ عدداً من مقالاتها.

تدريب الشباب على مهارات الحوار الإعلامي

يعتبر برنامج «الجوهر» للتدريب الإعلامي الأول من نوعه في المنطقة، ويُنفّذ في موسمه الثالث برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، وجريدة «الجريدة»، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو) وفندق فوربوينتس شيراتون. ويقدّم البرنامج للشباب العربي ورش عمل إعلامية مكثفة على أيدي أبرز الإعلاميين العرب، لتدريبهم على فنون ومهارات الحوار الإعلامي، لمحاورة ضيوف رياديين تركوا بصمة في شتى المجالات بالوطن العربي  .