د.صفاء زمان :200 ضحية للنصب الإلكتروني في الكويت يومياً
«شهر الخير» لم يسلم من عمليات الاحتيال وعصابات النصب الالكتروني
مع قدوم شهر رمضان المبارك، وتزايد رغبة الناس في عمل الخير، عبر التبرع للمحتاجين، وجدت عصابات النصب الإلكتروني في الشهر الفضيل فرصة في استدراج المزيد من الضحايا والإيقاع بهم، والسطو على حساباتهم البنكية ونهب أرصدتهم.
وبحسب رئيسة الجمعية الكويتية لأمن المعلومات د.صفاء زمان فإن «شهر الخير» لم يسلم من عمليات الاحتيال وعصابات النصب الالكتروني، إذ انتشرت مع قدومه محاولات النصب عبر إرسال روابط غير صحيحة لجمعيات خيرية وهمية، أو روابط للتبرع بوجبات افطار صائم ولجان خارج الكويت وجميعها غير صحيح وفقا لما تأكدت منه الجمعية.
وأكدت زمان أن هناك أكثر من 200 حالة نصب إلكتروني تقع يوميا في الكويت، لا يتم الإبلاغ رسميا عادة إلا عما بين 60 و80 حالة منها عن التعرض لعمليات نصب.
ولفتت إلى أن السبب الرئيسي وراء انتشار الظاهرة في الكويت يعود إلى ضعف التشريعات، وانتشار عمليات بيع البيانات دون وجود عقاب رادع بحق من يقوم بذلك.
الكويت الثالثة
وكشفت د. زمان أنه وبناء على ورش العمل والأبحاث المطروحة في المؤتمر الخليجي الثاني لتحديات الأمن السيبراني، فإن الكويت تأتي في المرتبة الثالثة بعد الإمارات والسعودية في تعرضها لمحاولات اختراق وهجمات سيبرانية عالميا.
وأضافت زمان «ان الكويت ومعها بقية دول الخليج ليست في منأى عن مخالب وأنياب تلك الحرب السيبرانية، بل هي في صدارة الدول المستهدفة، لذا فإنه ينبغي على حكومات تلك الدول أن تتأهب جيداً لمواجهتها بالأسلحة والدفاعات التكنولوجية المناسبة.
وأشارت بالقول إلى أنه ووفقاً لما توصلت إليه تحريات الباحثين والخبراء المشاركين في المؤتمر، فإن الامارات كانت الدولة الأكثر تعرضا لتلك الهجمات السَيبرانِيّة على مستوى العالم، تلتها السعودية والكويت، ثم سلطنة عمان وقطر في المرتبة الثالثة.
وتابعت: هناك أسباب رئيسية تجعل منطقة الخليج هدفا رئيسيا لعمليات الاختراق عالمياً، منها كونها دول نفطية ومستواها المالي يعد معقولا وجاذبا للسرقات والاحتيالات، إلى جانب عدم وجود كوادر وطنية مجيشة تدافع عن ممتلكاتها في الفضاء الرقمي، فمعظم الدول الخليجية تعتمد على العمالة الأجنبية والشركات العالمية لتوفير احتياجاتها من التطبيقات والتقنيات في مجال التكنولوجيا وأيضا الأمن المعلوماتي، فما يحصل في المنطقة شبه غزو أو احتلال رقمي على معظم المؤسسات وقطاعات الدولة من قبل شركات أجنبية.
برامج خبيثة
وكشفت زمان عن اجتياح برمجية خبيثة (برنامج الفدية) لمعظم القطاعات في أغلب الدول الخليجية ما جعل البعض منها يستسلم بدفع مبالغ طائلة للمخترقين من أجل تحرير بياناتهم من التشفير، مبينة أنه وخلال إحدى السنوات قدرت الخسائر في دول المجلس من الجرائم الالكترونية بمليار دولار، في حين أعلنت مجلات متخصصة عن 2 مليون محاولة اختراق للانظمة البنكية والمعاملات المالية لمنطقة الخليج، وأن منطقة الشرق الأوسط وبالاخص قطاع النفط والطاقة والجهات العسكرية إلى جانب البنوك وجهات الاستثمار ستكون الهدف الرئيسي للهجمات السيبرانية في العالم، حيث انه وفي كل عام تتزايد محاولات الاختراق كما تتطور أدواتها لتكون أكثر ذكاء وتعقيدا.
اتحاد مشترك
وأعلنت زمان أن دول مجلس التعاون الخليجي تعمل على توجه نحو انشاء اتحاد خليجي موحد للأمن السيبراني، كاشفة عن أن الهدف من هذه الخطوة هو مواجهة التحديات المشتركة وسط الثورات التكنولوجية التي يعيشها العالم، والاستفادة من تجارب الدول التي تميزت وتفوقت في مجال الأمن السيبراني.
وختمت بأن وجود الاتحاد سيسهم في خلق بنية معلوماتية موحدة تعنى بتضييق الجهود وتسهم في اتساع الرؤية واكمال الصورة وتقوية الجبهة، وخلق بنية معلوماتية موحدة تعنى بتضييق المجال على عمليات الاحتيال والاختراقات.
المصدر:القبس