مترجم: حتى لا تقع في فخ العادة.. كيف تجعل «نقدك الذاتي» أكثر عقلانية؟
نشر موقع «سايكولوجي توداي» مقال رأيٍ للاستشارية النفسية ليز وايت، تقول إنَّ ثمة ثلاث طرق تساعدك على التحكم في نقدك الذاتي المستمر. وذكرت الكاتبة أنَّ الإنسان قد لا يلاحظ أنَّه ينتقد نفسه كثيراً ، وربما يكون العقل مصدر هذا النقد سواءً كان تخوفًا من وقوع الفوضى، أو حدوث خطأ ما.
وتقول الكاتبة إنَّه للأسف لا يعرف الكثير منا أنهم غارقون في النقد الذاتي، لكن بالنسبة للبعض، يعد النقد الذاتي الصوت الوحيد الذي نسمعه طوال الوقت، ومن الممكن أن يكون هذا مرهقًا.
وقد يصبح النقد الذاتي كأيِّ نمط تفكير آخر «عادة». فأيُّ شيء يصدر عن آلية نقدنا الذاتية، فإننا نستمع إليه، ونأخذه على محمل الجد وكأنه صحيح. ومثل أي عادة، يمكننا تغيير أسلوب نقدنا الذاتي ببعض الخطوات. وتشرح المقالة بعض الخطوات الرئيسية التي يمكنك اتخاذها لتقليل تأثير ناقدك الداخلي في حياتك.
الخطوة الأولى: لاحظ متى يظهر نقدك الداخلي
تشير الكاتبة إلى أن تنمية الوعي بأفكارك عند دخولها إلى عقلك مهارة يمكن تعلمها وتتطلب الممارسة. وتدعو للنظر إلى السماء التي تشهد جميع أنواع الطقس، من العواصف العاتية إلى أشعة الشمس الساطعة وكل شيء بينهما، وتشبه قدرتك على ملاحظة أفكارك مراقبة السماء للطقس.
ومثلما هو الحال مع الطقس، ينتج العقل الأفكار السلبية، والنقد للذات، والأفكار الممتعة، وكل شيء آخر بينهما. ولكن يمكنك أن تكون مثل السماء وتشاهد أفكارك تأتي وتذهب.
ويمكن أن ينحسر وعيك بنقدك الذاتي في لحظة النقد، حينها تدعوك الكاتبة لأخذ نفس عميق، طويل وبطيء، وتحويل انتباهك إلى عقلك واسأل نفسك: هل أنتقد ذاتي الآن؟ أم أن نقدي الداخلي يظهر تلقائيّاً؟
الخطوة الثانية: تعرف إلى نقدك الداخلي
تؤكد الكاتبة أن للمشاعر المختلفة أنماطها الخاصة في التفكير والشعور والوجود. فعلى سبيل المثال، هل لاحظت أنه عندما تكون غاضبًا، ستفكر بشكل مختلف، وستتغير مشاعرك، وتكون لديك أحاسيس جسدية مختلفة مقارنة بما تشعر به عندما تشعر بالحزن أو الرضا أو القلق؟
تسهب الكاتبة بأنَّ نقدك الذاتي هو نسخة من أجزاء مختلفة منك (يمكن أن يكون هناك أجزاء أخرى مثل ذاتك الغاضبة أو المتوترة وما إلى ذلك). يساعدك التعرف إلى هذا الجزء على اكتساب نظرة ثاقبة إلى الجوانب المختلفة لشخصيتك. وإلى جانب ذلك، هناك شيء أساسي يجب أخذه في الاعتبار وهو: أنت لست «محطماً» أو «متضرراً» أو تستحق خطاباً داخلياً قاسياً.
وتؤكد الكاتبة أنَّ الإنسان كيان معقد ومتعدد الأوجه، وتختبر مجموعة من أنماط العواطف وحالات العقل والجسم التي يصعب السيطرة عليها. وأن الإنسان لم يصمم عقله بهذه الطريقة. إنها بالضبط الطريقة التي تطور بها دماغك على مدى ملايين السنين.
تتساءل الكاتبة: كيف تتعرف إلى نقدك الداخلي إذن؟ وتجيب بأنَّه عندما تلاحظ أنك تنتقد ذاتك، اسأل نفسك: ما الذي يخبرني به نقدي الذاتي أو الداخلي؟ ما هي نبرة الصوت التي تستخدمها؟
ما نوع العاطفة في الصوت؟ يميل النقاد الداخليون إلى أن يكونوا قساة، وباردين، ومعترضين، ومحبطين، وغاضبين، ومحتقرين. فماذا يريد الناقد الداخلي؟ هل من المهم أن تفعل شيئًا محددًا؟ لحمايتك بطريقة ما مثلًا؟ لمنعك من فعل شيء ما؟ أو لدفعك للنجاح وعدم الفشل؟
الخطوة الثالثة: أوقف دوامة الناقد الداخلي
من الشائع أن تتزايد أفكار النقد الذاتي إلى أن تسقط الشخص في حفرة من السلبية واليأس. وتستدرك الكاتبة بأنَّه رغم ذلك فإذا اتبعت الخطوات السابقة، فقد قطعت منتصف الطريق لإيقاف هذه الدوامة. الخطوة الإضافية هنا هي أن تفهم نفسك: ماذا أقول لصديق أو لطفل صغير في هذه الحالة؟ وهل يمكنني أن أقول هذا لنفسي الآن؟
كيف أقول ذلك؟ ما هي نبرة الصوت التي سأستخدمها؟ وتدعو الكاتبة إلى استخدام هذه النبرة مع نفسك. ماذا أفعل لمساعدتهم؟ ما الإجراءات التي سأتخذها؟ وماذا أفعل وسيساعدني في هذا الموقف؟
وتختتم الكاتبة بأنَّه يمكن أن تساعدك الخطوات المذكورة أعلاه في تقليل هيمنة ناقدك الداخلي، أو انتقادك لذاتك، ولكن قد يحتاج الأمر إلى ممارسة مستمرة. سيساعدك اكتساب المزيد من التعاطف مع الذات، والدعم، والتشجيع، والدفء تجاه نفسك على إدارة ناقدك الداخلي في اللحظات الصعبة. إذا كان هذا صعباً في البداية، فاتبع الخطوة الثالثة، وستمكنك من الدخول في حالة ذهنية عاطفية يمكنك توجيهها نحو نفسك.
المصدر :ساسة بوست