أخبار منوعة

“قرية يوم البحّار”.. قصص ومشاهد من تراث الكويت البحري العريق

على إحدى ضفاف الخليج العربي تطل قرية “يوم البحّار”، وهي مكان يرمز إلى تراث الكويت البحري وتاريخها العريق، وأصبحت القرية -التي افتُتحت مؤقّتا- معلما مهما ومتنفسا لكثير من العائلات والمهتمين بتراث الكويت عبر إحياء الموروث الثقافي والفكري.

بدأت الفكرة عام 1986 عندما افتتحت القرية بمساحة واسعة على شواطئ الكويت عبر بناء بعض المحلات بمواد أولية بسيطة مُستخدمة سابقا، وعرض كل ما يتعلق بتاريخ البلاد وموروثها الثقافي.

لكن مع إقبال الأهالي الشديد تقرر تمديد افتتاح القرية، قبل أن تتحول الفكرة إلى افتتاحها على نحو دائم ويطلق عليها “قرية يوم البحّار”، وأصبحت رمزا للاحتفال بيوم البحّار الكويتي؛ وهي المهنة التي كان يعمل فيها كثير من الكويتيين تاريخيا.محل تراثي يعرض الأعمال الحرفية التراثية والمشغولات اليدوية والتحف الخشبية في قرية يوم البحّار (الجزيرة)

وتضم قرية يوم البحّار نحو 20 محلاً تراثياً تعرض الأعمال الحرفية التراثية والمشغولات اليدوية والتحف الخشبية، بالإضافة إلى محلات خاصة بأعمال السدو (أحد أنواع النسيج المُطرز البدوي التقليدي الذي ينتشر في الخليج) والأواني القديمة والألبسة الشعبية.

لكن بعد افتتاحها الأخير بحلتها الجديدة في بداية العام الحالي، تم تطوير منشآت القرية وتوسعة محلاتها؛ ليرتفع العدد إلى 50 محلا بعد إضافة بعض المواقع والأعمال التجارية والخدمية تسهيلا على الزائرين، فضلا عن افتتاح المتحف التراثي الذي يحتضن فعاليات ثقافية أسبوعية تعرض التاريخ الكويتي.صالح المسباح داخل الرواق المخصص لبيع الكتب الثقافية التي تروي تاريخ الكويت (الجزيرة)

كتب تراثية

في أحد محلات القرية، يجلس الباحث صالح المسباح داخل الرواق المخصص -منذ عام 2008- لبيع الكتب الثقافية التي تروي تاريخ الكويت، وللرجل خبرة كبيرة في هذا المجال، إذ بدأ تأسيس مكتبته منذ كان طالبا في المرحلة الثانوية عام 1975، قبل أن يتخصص في الثمانينيات في كتب التراث الكويتي.

يقول المسباح للجزيرة نت “منذ افتتاحها عام 1986، أصبحت القرية مكانا محببا للأطفال، لأن الآباء يعلّمونهم تراث بلدهم”. وبقي الوضع على حاله حتى الغزو العراقي للكويت صيف 1990.قرية يوم البحار تذكر بتراث الآباء والأجداد والأجيال المتعاقبة في فترات سابقة من تاريخ الكويت (الجزيرة)

وبعد تحرير الكويت، قررت الجهات المسؤولة هدم ما تبقى من القرية، فتعاونت أكثر من جهة على إعادة بنائها، لكن تم اختصار المساحة إلى الثلث فقط، وأُعيد افتتاحها منتصف التسعينيات بـ20 محلا فقط، بعدما كانت 120 محلا في السابق، ومُنحت المحلات لكبار السن وأصحاب المهن الحرفية”.

ويشير المسباح إلى أن القرية -التي أصبحت منذ عام 2018 تتبع وزارة الإعلام فقط- تعني الكثير للكويتيين، “إذ تذكرهم بتراث الآباء والأجداد والأجيال المتعاقبة في فترات سابقة من تاريخ الكويت، ويتنشّقون فيها عبق الماضي عبر محلات متخصصة في صناعة مجسمات السفن والصدف وأدوات الصيد والأشياء القديمة والصناديق التي توضع الأغراض فيها و”مهفات” الهواء المنسوجة من سعف النخيل”.كامل غضبان القلاف يتفرغ لصناعة مجسّمات صغيرة للسفن وهي مهنة ورثها عن أجداده (الجزيرة)

تراث بحري عريق

وفي أحد محلات القرية، يتفرّغ كامل غضبان القلاف لصناعة مجسّمات صغيرة للسفن، وهي مهنة ورثها عن أجداده. يقول القلاف للجزيرة نت إنه متمسّك بهذه المهنة التي كانت بالنسبة له هواية، لكنها تحوّلت مع الأيام إلى شغف، “وربما أدمنتُ رائحة الخشب وأدوات صناعة السفن”، وفق تعبيره.

أما ثامر إبراهيم السيار (صاحب أحد المحلات التراثية في القرية)، فيقول للجزيرة نت إن الهدف من افتتاح القرية إيصال رسالة ثقافية للناس من خلال المجسمات الموجودة وربط الماضي بالحاضر، مشيرا إلى أن تطوير القرية وتوسيع خدماتها بشكل كبير ساعد على حضور أكبر عدد من الأهالي للتعرف على تاريخ الكويت وتراثها البحري العريق.

يذكر أن قرية يوم البحّار أعيد افتتاحها بداية العام الحالي، بعد إغلاقها عامين بسبب جائحة كورونا، وتم تطويرها وتحسين خدماتها لاحتضان فعاليات وأنشطة وطنية وفنية، خاصة في فبراير/شباط الذي يشهد احتفالات الكويتيين بالأعياد الوطنية.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock