الرياضيات عند المسلمين
إعداد المدرب: أ/لولوة عبد العزيز الصانع
عضو هيئة التدريب معهد التمريض
الرياضيات ضرورية في العمل والاستخدام اليومي، وجوهرية بوجه خاص في أنظمة العد الكل يعرف اليوم نظام عد واحداً هو ذاك الذي يبدأ بالصفر ويستمر إلى البلايين والترليونات، والفضل الكبير في تقدم علم الرياضيات يرجع لعلماء المسلمين في عصر الحضارة الإسلامية ، فقد أثروه وابتكروا فيه وأضافوا إليه وطوروه، وقد استفاد العالم أجمع من الإرث الذي تركوه، جمع علماء المسلمون نتاج علماء الأمم السابقة في حقل الرياضيات، ثم ترجموه، ومنه انطلقوا في الاكتشاف والابتكار والإبداع، ويعد المسلمون أول من اشتغل في علم الجبر وأول من كتب فيه الخوارزمي، وهم الذين أطلقوا عليه اسم ( الجبر ) ، فقد كانوا أول من ألف فيه بطريقة علمية منظمة ، كما توسعوا في حساب المثلثات وبحوث النسبة التي قسموها إلى ثلاثة أقسام: عددية وهندسية وتأليفية، وحلّوا بعض المعادلات الخطية بطريقة حساب الخطأين والمعادلات التربيعية وأحلوا الجيوب محل الأوتار ، وجاءوا بنظريات أساسية جديدة لحل مثلثات الأضلاع، وربطوا علم الجبر بالأشكال الهندسية، وإليهم يرجع الفضل في وضع علم المثلثات بشكل علمي منظم مستقل عن علم الفلك، ما دفع الكثيرين إلى اعتباره علماً عربياً خالصاً كما استخدمت البلدان الإسلامية في القرن العاشر ثلاثة أنماط من الحساب هي: النظام الأصبعي، والنظام الستيني، والنظام العشري، أما بالنسبة للأرقام العربية فقد قامت على النظام العشري الذي طوره المسلمون عن الهنود واستخدموه في حساباتهم ومعاملاتهم مبكراً، وباستخدام الأرقام وصار الصفر حل المسائل الحسابية وتدوين الكسور العشرية والعادية وبناء المعادلات الرياضية من مختلف الدرجات سهلاً. ومن ناحية أخرى، توصل الرياضيون المسلمون إلى طرائق ميسرة لإجراء شتى العمليات الحسابية فاستخدموا في القسمة والضرب طرائق عدة يكاد بعضها يطابق ما هو مستخدم اليوم ، وعلى صعيد المتتاليات الحسابية والهندسية بأنواعها فقد عرفها العلماء المسلمون، فذكروا قوانين خاصة لجمعها، وبنوا قواعد لاستخراج بناء على ما سبق فإن الرياضيات ظهرت بداية كحاجة للقيام بالحسابات في الأعمال التجارية، ولقياس الجذور ولجمع المربعات المتوالية والمكعبات وبرهنوا على صحتها. أول العلوم الرياضية التي ظهرت قديما كانت الهندسة لقياس مساحة الأرض، وحساب المثلثات لقياس الزوايا والميل في البناء، وكان البابليون يستعملونه في التنبؤ بمواعيد كسوف الشمس وخسوف القمر وهذه المواعيد كانت مرتبطة بعباداتهم، وكان قدماء المصريين يستخدمونه في بناء المعابد وتحديد زوايا الأهرامات واستعملوا الاعداد الكسرية وكذلك تحديد مساحة الدائرة بالتقريب المقادير كالأطوال والمساحات وتتوقع الأحداث الفلكية، ويمكن اعتبار الحاجات الثلاث هذه البداية للأقسام العريضة الثلاث للرياضيات وهي دراسة البنية والفضاء والمتغيرات، ومع ظهور الحواسيب ظهرت العديد من المفاهيم الرياضية الجديدة، كعلوم قابلية الحساب وتعقيد الحساب ونظرية المعلومات والخوارزميات والعديد من هذه المفاهيم هي حالياً جزء من علوم الحاسوب.