كتاب أكاديميا

كوب حليب

IMG 07771

 

اكاديميا| نوره السبيعي

من الرائع أن يكون الدافع للكتابة كوب من الحليب الساخن الذي تعده خادمتنا المتفانية في عملها ، كوب يحوي سائل ناصع البياض مليء بالكثير من السُكر والكثير من الماء والقليل من الحليب ، هكذا تُحب أن تُعد (لتا)

الحليب صباحًا و تُعد لي كوب آخر معها كوني الوحيدة (العاطلة صباحًا) لأشاركها حلطمة الصباح و كوب من الحليب الذي يتوعدني أن يُصيبني بداء السُكر إن إستمريت في شربه .

أعد نفسي مرارًا وتكرًاراً أن أترك هذا الحليب وأتجنب الشرب منه ولكن ما ألبث على وعدي حتى أعاود شربه مرةً أخرى ، الكثير من السكر والقليل من الحليب و الكثير من الماء ، يذكرني هذا الخليط الغير متجانس بشيء على الأحرى أنها مدينة يهيم فيها ذات السُلطة لينهم من خيراتها بتعاون من ذات العقل للتكتم على ذات السلطة أما الشعب بدأ يشيح نظره بعيدًا عن ذلك الذي أثقل كاهله ولكن لا يعرف سبيل إلا أن يتغلغل معهم وينسجم و يذوب ويصبح ناصع البياض خارجيًا ، يصارع نفسه في باطنه ، يتوعد أن يفعل ويفعل ويفعل تمامًا كـ وعدي بتركي للحليب ، ليتراجع عن قراره باليوم الآخر فلا مفر (مالك إلا خشمك لو كان عوج) ونظرًا لكثرة الإعوجاج الذي بدأ يأخذ منحى (الانبطاح) يستشعر السُكر و الماء الأمان الذي يجنيانه من الحليب فيبدأ النهب والنفاق والزور والتغطرس والإهمال والتسويف ولكن بطريقة أنيقة ترتدي (البشت) .

نوّلي الجهل زمام أمورنا و الغباء قائد قراراتنا و نأتي في نهاية المطاف لنجد أحرف الكتاب والمغردون والناشطون (تلطم) على سوء العمل ونتائج الأفعال ثم تشير أصابع الإتهام ل(فلان وعلان) والجميع يعلم مسبقًا أن (فلان وعلان) يتوعدون بالسوء ولكن ننتظر إلى أن نُضرب بالفأس على رؤوسنا لنعرف أن (الله حق) فالقناعة كنز يفنى حين تكون تلك القناعة بلا أرجل يُستند عليها ، حين تكون رؤيتك ناصعة البياض في باطنها قبل خارجها تتجلى أمامك كالنور في وضوحها لتعرف وتعترف أن هُناك مُشكلة ولكل مُشكلة حل ولكن تلك المُشكلة قد أُقفل على حلّها في أدراج وخزائن موصدة إلى أن (يفرجها الله) .

هذا وكان الله يرى والملائكة تشهد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock