مركز تدريب شبكات التوزيع الكهربائية… معقل تأهيل الكوادر الوطنية

إجمالي خرّيجيه منذ تأسيسه 398 مهندساً ومهندسة ويحصلون من خلاله على شهادة صلاحية التشغيل

– طلال الكعبي : المركز يستعد لتخريج 230 متدرباً ومتدربة في الدفعة الثالثة
– مسؤولو الوزارة حريصون على تطوير ورفع قدرة المركز للاستفادة من الكوادر الوطنية المدربة

يستعد مركز تدريب قطاع شبكات التوزيع الكهربائية التابع لوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، لتخريج الدفعة الثالثة من الكوادر الوطنية من الحاصلين على شهادة صلاحية التشغيل التي تؤهلهم ليكونوا مهندسين شاملين قادرين على التعامل مع أي مشاكل تقع في مكونات شبكة الكهرباء.

وأعلن رئيس مركز التدريب طلال الكعبي لـ«الراي»، أن الدفعة المراد تخرجها في الدورة التدريبية الثالثة تضم 230 مشاركاً في مختلف إدارات شبكة التوزيع، ليصل إجمالي المتخرجين في الدفعات الثلاث منذ تأسيس المركز إلى 398 متخرجاً.

وأوضح الكعبي أن مسؤولي المركز وعلى رأسهم وكيل الوزارة بالتكليف المهندس مطلق العتيبي والوكيل المساعد لقطاع شبكات التوزيع الكهربائية بالتكليف المهندس سعد الرشيدي، يولون اهتماماً ملحوظاً بمخرجات المركز للاستفادة من الخبرات التي تكتسبها الكوادر الوطنية في إدارة وصيانة وتشغيل مكونات شبكة الضغط المتوسط والمنخفض، للاعتماد عليها بشكل كلي في إدارة قطاع شبكات التوزيع خلال السنوات المقبلة، مبيناً «أن مدة الدورة استغرقت 4 أشهر تخللها تدريبات عملية ومحاضرات نظرية، بمعدل 14 ساعة يومياً من الثامنة صباحاً وحتى العاشرة مساءً».

وأضاف «أن الدورة الأولى تم تخريجها بعد أزمة كورونا وكان عدد خريجيها 48 مهندساً ومهندسة، فيما تخرج 120 مهندساً ومهندسة في الدورة الثانية وفي الدورة الثالثة تم رفع نسبة قبول الملتحقين من المهندسين والمهندسات لزيادة عددهم إلى 230، بناء على توجيهات الوكيل المساعد لقطاع شبكات التوزيع الكهربائية، بهدف تكويت جميع العاملين في القطاع»، لافتاً إلى العمل خلال الدورات المقبلة إلى رفع نسبة الملتحقين إلى أعلى نسبة وفقاً للإمكانات التي يستوعبها المركز.

وأشار إلى قيام المعنيين بالمركز بتطوير عمليات التدريب وتكثيفها ومشاركة المتدربين في مناقشة آرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم، موضحاً أن المشاركين في الدورات التدريبية تحملوا كلفة إنشاء مجسمات توضيحية (دايراما) للتدريب عليها، وأنهم تدربوا في الدورة الأخيرة على كيفية إعداد شروط المناقصات التي يتم طرحها ومعرفة واجبات المهندس تجاه المناقصات، بهدف تطوير المهندسين من مختلف النواحي الفنية والإدارية.

متدربون يروون تجربتهم: اكتسبنا مهارات العمل الميداني

أوضح متدربون من المهندسين والمهندسات الذين شاركوا في الدورة أنهم استفادوا استفادة كبرى واكتسبوا المزيد من الخبرات والمهارات التي تؤهلهم للعمل الميداني من دورة صلاحية التشغيل، لافتين إلى أن الجانب العملي والتطبيقي مختلف تماماً عما تعلموه نظرياً.

وفي هذا السياق، قالت المهندسة لطيفة الحاتم «تدربنا خلال فترة الدورة على معرفة تحديد الأعطال التي يمكن أن تحدث لشبكة التوزيع الكهربائية وكيفية التعامل معها وإصلاحها وكيفية تأمين أرواحنا خلال عمليات الإصلاح».

وأضافت الحاتم «كلمة شكر لا تفي حق القائمين على هذا المركز وجميع المدربين الذين بذلوا ما في وسعهم لكي نصبح مهندسين شاملين قادرين على التعامل مع أي خلل يصيب شبكة الضغط المتوسط أو المنخفض».

من جانبها، تحدثت المهندسة موضي المطيري عن مشروعها (الأوفر هد لاين) الذي قامت بتصميمه وتنفيذه على شكل مجسم برفقة عدد من المهندسين والمهندسات، وقالت «إن هذا المشروع عبارة عن خط هوائي، قمت أنا وزملائي بتجسيده وتحويله إلى مجسم (دايراما)».

وأضافت المطيري «تعلمنا من أين يخرج الخط الهوائي ومن أين يتغذى وعرفنا كيفية تحديد طول الأعمدة والمسافات البينية بين كل عمود وآخر وحجم المحولات التي تغذي الخطوط، كما تعلمنا كيفية تحديد وإصلاح أي عطل يمكن أن يصيب الخط الهوائي»، متابعة «لقد كانت الدورة مكثفة وتشمل أقسام التشغيل والصيانة والإنشاءات وكانت شاملة للجانبين النظري والعملي».

من جهته، أشار المهندس السيد عمر إلى تركيز المدربين خلال المحاضرات على أساليب السلامة المهنية خلال تنفيذ أعمال الصيانة وفحص الأعطال، مبيناً «أنه تم تدريبنا أيضاً على كيفية اكتشاف وتحديد الأعطال في الخطوط الهوائية والعمل على إصلاحها في أقل وقت زمني».

بدوره، قال المهندس ناصر العصيمي «إن مشروع (الدايراما) الذي قمنا بتنفيذه أنا وزملائي، وقد استغرق ثلاثة أسابيع عمل بلغت كلفته 800 دينار»، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيستفيد منه أيضا المهندسون الذين سيلتحقون بالدورات التي سينظمها المركز مستقبلاً.

وعبر المهندس ناصر الناجم عن انبهاره بكميات المعلومات التي استفاد منها خلال فترة التدريب، وقال «إن الدورة تحتوي على كمية أساليب تعليمية وتكتكية تتعلق بمجال عملنا بشكل لا يمكن تخيله، فالأمور العملية التي تدربنا عليها تختلف عما قمنا بدراسته، لقد تخرجت من جامعة أميركية وتحصيلي العملي من الجامعة كان يمثل جزءاً صغيراً من الأشياء التي تعلمتها خلال تلك الدورة، التي عرفتنا قيمة شبكات التوزيع في الكويت، وكيفية احتراف العمل».

التدريب… نظرياً وعملياً

ذكر مدربان أن الدورة ركزت على الجانبين العملي والنظري والتدريب للتعامل مع الشبكة وكذلك تم تدريب المشاركين على إجراءات الأمن والسلامة لحماية أنفسهم من أخطار الكهرباء.

وقال المدرب المهندس علي آرتي «نحن كمدربين نركز على الجانبين العملي والنظري ولكن في البداية ينصب تركيزنا على كيفية تعريف المتدربين بإجراءات الأمن والسلامة لحماية أنفسهم خلال عمليات فحص الأعطال وإصلاحها ومن ثم يتم تدريبهم على مختلف مكونات شبكة الضغط المتوسط والمنخفض ومن ثم يتم وضع اختبارات عملية ونظرية لتحديد مستوى المتدربين».

من جانبه، أوضح المدرب المهندس صالح خداده «قبل إنشاء المركز كان المتدرب الذي يرغب في الحصول على شهادة صلاحية تشغيل كان يتعين عليه مراجعة جميع إدارات القطاع للتدريب على المهام التي تقوم بها كل إدارة ولكن بعد إنشاء مركز التدريب وتجميع إدارات القطاع في مكان واحد بات من السهل الحصول على الشهادة بعد اجتياز الاختبارات المحددة في الدورة».

المركز وُلد من رحم «كورونا»

استحدث مركز تدريب شبكات التوزيع الكهربائية بعد «أزمة كورونا»، ويضم جميع إدارات قطاع شبكات التوزيع الكهربائية، بهدف تدريب وتطوير المهندس الكويتي لتأهيله وثقل مهاراته العلمية والعملية ليكون مهندساً شاملاً، بحيث يكون قادراً على التعامل مع جميع مكونات شبكة التوزيع الكهربائية في أي وقت.

تقييم الدرجات

قال الكعبي «إن المركز يعتمد على أسس ومعايير لتقييم ورصد درجات المتدربين التي يتم تحصيلها خلال تدريبهم عملياً أو نظرياً أو من خلال الاختبارات القصيرة التي تجرى لهم، حيث تقوم اللجنة المسؤولة عن رصد الدرجات بتحديد النسبة المئوية التي يستحقها كل متدرب، وفقاً لمعدلات تحصيله العملي والنظري والدرجات التي يحصل عليها بعد كل اختبار».

متدربون لم يجتازوا الدورة

ذكر الكعبي أن «هناك مهندسين لم يتمكنوا من اجتياز الدورة لأنهم لم يحققوا النسبة المئوية المطلوبة لنجاحهم وهي 75 في المئة، وبالتالي سيرفع في شأنهم كتاب، فأي متخرج لابد وأن يحصل على 75 في المئة وما فوق حتى يتم منحه شهادة صلاحية التشغيل».