نصائح للتعافي من المشاعر السلبية ؟
المشاعر هي شعور تلقائي يصاحب موقفاً ما أو حدثاً ما.. ومن المشاعر ما هو إيجابي مثل مشاعر الفرح والتفاؤل والطمأنينة، ومنها ما هو سلبي مثل الخوف والغضب والحزن، ولا شك أن المشاعر تؤثر إيجاباً وسلباً على الحالة النفسية للإنسان وعلى قدرته على التواصل مع الآخرين وعلى دافعيته للعمل والإنجاز، ولهذا فجودة الحياة تعتمد على جودة المشاعر، وكلما استطاع الإنسان أن يقلل من المشاعر السلبية كلما كانت حياته أفضل.
ويشير خبراء الصحة النفسية والإرشاد الأسري والتربوي- إلى ما ذكره “فرويد” من أن المشاعر السلبية التي تسيطر على الإنسان في حاضره، ترجع إلى أحداث مر بها في الطفولة ولم يحسن التعامل معها.. كما يلفت النظر إلى ما أضافه “مايكل براون” عن أن المشاعر السلبية التي نمر بها في حياتنا إنما هي ناتج مشاعر مكبوتة من الماضي، خاصة في أول تسع سنوات من العمر ولم يتم التعافي منها.
ويؤكد الخبراء أن التعامل الخاطئ مع المشاعر السلبية يسبب للإنسان نوعاً من الاضطرابات النفسية التي تؤثر على مناحي حياته المختلفة، وتضر به جسدياً ونفسياً.
ويوضح أن هناك ثلاث طرق خاطئة يتم التعامل بها مع المشاعر السلبية:
الأولى: الإنكار وهو رفض المشاعر وعدم السماح لها بالوجود؛ فالإنسان ينكر مشاعر الحزن مثلا ويكتمها، وينتج عن هذا الكبت أمراض جسدية أو “نفسية ” فيما بعد.
الثانية: الإلهاء وهو الهروب من المشاعر وتجنب مواجهتها، فيلجأ الشخص إلى سلوكيات تشعره بالسيطرة مثل التدخين أو تناول الخمور والمخدرات.
الثالثة: التفاخر أي يتفاخر بالمشاعر السلبية وبآلامه وأحزانه، ويعيش دور المضحِّى الحزين الذي لا يقدِّره أحد ويتفاخر بذلك.
ويحذر أخصائي الصحة النفسية من أن الثلاث طرق السابقة تؤدى إلى اضطرابات نفسية على المدى البعيد، مؤكداً أن على المرء اتباع الطرق الصحيحة للتعافي من المشاعر السلبية وإدارتها بما لا يؤثر سلباً على نفسية وصحة الإنسان.
وهناك نصائح للشفاء من المشاعر السلبية تتمثل فيما يلي:
– الاعتراف: فعلى المرء أن يعترف بمشاعره وقبولها والتعامل معها دون كبت أو إنكار.. من حقك أن تشعر بالحزن ولكن دون الاستغراق فيه، وأن تشعر بالغضب ولكن تدير غضبك ولا تجعله يسيطر عليك وعلى أقوالك وتصرفاتك.. تحدث عن مشاعرك مع نفسك أو مع من تثق به.
– التحقق: عندما تسيطر عليك مشاعر سلبية، كالشعور بالذنب أو التقصير أو الإحباط، توجه إلى نفسك بالسؤال عن سبب هذا الشعور، وتحقق من مسمى الشعور: هل هو ندم.. أسف.. حزن.. قلة حيلة؟! ولماذا شعرت به الآن؟ هكذا تدار المشاعر وتتحول من فشل وإحباط إلى نقطة انطلاق، وهذه الخطوة في غاية الأهمية لسببين؛ الأول: الفصل بينك وبين المشاعر السلبية وكأنك تخرجها من داخلك وهذا يبعد عند الشعور بألمها. الثانية: الوصول إلى حقيقة المشاعر التي تمر بها وتفهمها.
– احفر عميقاً: بالرجوع إلى أصل المشاعر في أول تسع سنوات من عمرك.. ابحث بداخلك عن أول مرة شعرت بمثل هذا الشعور، حتى تصل إلى الموقف القديم والحدث الأساسي الذي ولَّد عندك هذا الشعور.. عن الموقف الذي آلمك فيه الشعور باليأس.. الشعور بالإحباط ولم تتمكن من التعامل معه في وقته، ولا من إخراجه من أعماق نفسك فترسخ فيها وتكرر عليك بين الوقت والآخر ليحزنك ويفتّ في عزيمتك.
– التعاطف: اغمض عينيك وتذكر هذا الطفل البريء الذي هو أنت الآن، تخيل نفسك الآن أمامه وطيب خاطره.. تعاطف معه.. تفهم مشاعره السلبية التي يمر بها.. تصالح مع الطفل الداخلي الذي مر بمشاكل كثيرة لم يدَاوي جراحه حتى الآن.
– الامتنان: افتح عينيك من جديد، املأ نفسك بشعور جديد، شعور بالامتنان والعرفان.. تذكر النعم الموجودة لديك الآن وتوجه لله بالشكر على ما أنعم عليك به وما أعطاك..
الآن يملأ نفسَك الشعورُ بالرضا.. بالطمأنينة.. بالأمان والثقة بالله عز وجل.. بعدما عدَّدت نعمه التي لا تحصى ولا تعد.. قد تشافيت بحول الله وقوته.
المصدر: مواقع