أخبار منوعة

كيف يمكنك أن تصبح أكثر امتناناً للأشياء الجيدة في حياتك؟

لا يعني كون الامتنان أمراً جيداً أنّه أمر يسهل الشعور به دائماً. قد يتعارض الشعور بالامتنان مع بعض الميول النفسية المتأصلة بعمق في النفس البشرية، والتي منها مثلاً الأنانية والغرور، هذه الصفات تعني أنه عندما تحدث أشياء جيدة لنا، نقول إن ذلك بسبب شيء فعلناه، ولكن عندما تحدث أشياء سيئة، فإننا نلوم الآخرين أو الظروف. الامتنان يتعارض مع هذا، لأننا عندما نشعر بالامتنان، نمنح الفضل للآخرين في حدوث أشياء جيدة في حياتنا، حتى وإن كُنّا قد أنجزنا بعضاً من أسباب حدوث هذه الأشياء بأنفسنا.

إذا لم تكن لديك القدرة على الشعور بالامتنان، فيُمكنك اكتساب هذا الشعور تدريجياً من خلال بعض التمارين والعادات، صحيح أن الامتنان هو شعور قد يكون لديك بشكل فطري وعفوي، لكنه أيضاً ممارسة يومية يمكنك تنميتها من خلال بعض التمارين التي منها “رسم خرائط الامتنان”.

للقيام بهذا التمرين، عليك أن ترسم لوحة بصرية تحتوي على كل الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها، بمجرد الانتهاء من ذلك، يمكنك وضع هذه اللوحة في مكان بارز لتذكير نفسك بهذه الأشياء كل يوم. هناك طريقة بصرية أخرى لممارسة الامتنان، وهي تدوين ملحوظات قصيرة عن الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها، والاحتفاظ بها في وعاء. إذا شعرت بأنك بحاجة إلى تذكر الأشياء الجيدة في حياتك لتوليد الشعور بالامتنان، فسيكون عليك فقط قراءة الملحوظات التي دونتها سابقاً.

يُمكنك أيضاً كتابة يوميات خاصة بالامتنان، هذا الأمر يُشبه كتابة يومياتك والأحداث التي مررت بها خلال اليوم، الفارق هنا يكون في أنه بدلاً من إعادة سرد أحداث اليوم بشكل محايد أو سلبي، ستسجّل فقط الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها. ليس عليك أن تُدوّن الكثير، فمذكِّرات الامتنان الخاصة بك يمكن أن تكون بسيطة مثل قائمة محددة النقاط بالأشياء الجيدة التي مرّت عليك خلال اليوم.

قد يكون من الصعب على البعض إدراك الأشياء الجيدة من الأساس حتى يتمكنوا من تدوينها، لتخطي هذه العقبة يكون على المرء التفكير في الأشياء اليومية التي يستمتع بها، مثل فنجان جيد المذاق من القهوة، أو الاستماع إلى أغنيته المفضلة على الراديو. يُمكن أيضا التركيز على اللحظات الإيجابية التي حدثت في الماضي، مثل المواقف السعيدة أو المشاعر الدافئة أو الكلمات الطيبة التي حصل عليها الشخص من الآخرين. يمكن للشخص الراغب في تنمية الشعور بالامتنان التفكير في الأشخاص الذين ساعدوه بحبهم ودعمهم والذين ظلوا إلى جواره في الأوقات الصعبة والجيدة.

إذا لم يكن لديك وقت للكتابة، فيمكنك فقط توجيه الشكر لشخص ما بشكل معنوي، فقد يساعدك مجرد التفكير في شخص فَعَلَ شيئاً جيداً من أجلك وتوجيه الشكر له عقليا على الشعور بالامتنان. يمكنك أيضاً التفكير في الأهداف التي حققتها والمهارات التي أتقنتها والمواقف التي أظهرت قدراتك، سيساعدك تذكر هذه الأشياء على الشعور بالامتنان وتعزيز احترامك لذاتك. أيضاً يمكنك أن تحيط نفسك بصور الأشخاص أو الحيوانات الأليفة أو الأماكن التي تلهمك بمشاعر الامتنان كلما رأيتها.

يمكنك أيضا زرع الامتنان من خلال ممارسة اليقظة الذهنية، اليقظة هي ممارسة تركيز انتباهك عمدا على شيء ما. فمجرد تركيز انتباهك لبضع دقائق على شيء إيجابي في حياتك يمكن أن يزيد من شعورك بالامتنان. عندما تبذل جهدا لتركيز عقلك وأفكارك على الأشياء الجيدة التي يمكن أن تشعر بالامتنان تجاهها، سيترتب على هذا لاحقا إدراك المزيد من الأشياء الجيدة تلقائيا، فقد أظهرت فحوصات الدماغ للأشخاص الذين يعززون الامتنان حدوثَ تغيّرات في قشرة الفص الجبهي تجعلهم أكثر عرضة للشعور بالامتنان في المستقبل.

في البداية يكون الأمر صعباً، لكن مع الممارسة اليومية تبدأ نفسك بالاستجابة، ومع الممارسة لفترة أطول يصبح الامتنان عادة في حياتك، هنا تظهر النتائج الإيجابية، والتي ربما لم تكن لتلاحظها في البداية.

المصدر:مواقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock