كيف تحارب التشتت الرقمي؟ إليك 7 طرق ممكنة
دراسة لجامعة كاليفورنيا: يستغرق الأمر في المتوسط 23 دقيقة و15 ثانية للعودة إلى المهمة التي كنت تقوم بها قبل حدوث الإلهاء الرقمي
سهّلت الثورة التكنولوجية الحياة على كثيرين منا سواء في العمل أو في حياتنا الشخصية، ومع ذلك فإن منتجات هذه الثورة أسهمت في تشتيت انتباهنا، وإعاقتنا وإصابتنا بالقلق والتوتر والخوف من حدوث أشياء قد لا تكون مهمة على الإطلاق، مثل الخوف من أن يفوتنا حدث ما على الشبكة، أو الخوف من فقدان أو نسيان الهاتف المحمول، أو الخوف من فقدان الاتصال بالإنترنت، أو عدم الانتباه لرسالة بريد إلكتروني مهمة، وغيرها من المخاوف التي تصيبنا بالتوتر والقلق.
وحسب أحدث الإحصاءات العلمية لعام 2022، قال 50% من الموظفين إن هواتفهم تشتت انتباههم في العمل، في حين قال 98% منهم إنهم يتعرضون للمقاطعة 3 أو 4 مرات في اليوم على الأقل، وذلك بسبب الرسائل العادية ورسائل البريد الإلكتروني والإشعارات والمحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، التي يتعرض لها الإنسان خلال العمل. ووفقا لدراسة أخرى أجرتها جامعة كاليفورنيا فإن الأمر يستغرق -في المتوسط- 23 دقيقة و15 ثانية للعودة إلى المهمة التي كنت تقوم بها قبل حدوث الإلهاء.تحتاج في المتوسط 23 دقيقة و15 ثانية للعودة إلى المهمة التي كنت تقوم بها قبل حدوث الإلهاء الرقمي (شترستوك)
وأظهرت دراسات أخرى أن العديد منا يتحققون من بريدهم الإلكتروني مرات عديدة، ونتفاعل نحو 150 مرة يوميا مع هواتفنا الذكية، وفي الحقيقة فإن تصميم البريد الإلكتروني ليس ممتعا ولا جاذبا إلى هذا الحد، ولكن البشر يحبون التجديد، ويشعرون بالإثارة عندما يتلقون رسالة جديدة، ونحن نبحث عن هذا النوع من التحفيز من خلال التحقق من بريدنا باستمرار، وذلك حسب ما ذكرته منصة “إكويتكس” (equatex.com) في تقرير لها مؤخراً.
والتشتت والإلهاء هو الثمن الذي ندفعه بسبب اعتمادنا الكبير على الثورة التكنولوجية التي غزت كل مناحي الحياة، ولكن هذا خطأ كما يؤكد الكاتب أليكس سويونغ كيم بانغ في كتابه “إدمان التشتت” (The Distraction Addiction)، وهو يعتقد “أننا بحاجة إلى استعادة السيطرة على علاقتنا مع التكنولوجيا، وتعلم كيفية استخدامها بطرق تسمح لنا بأن نكون أكثر وعيا وكفاءة وإنتاجية”.
كيف يمكن التخلص من التشتت الرقمي؟
ذكرت منصة “ميديم” (medium.com) ومنصة “تيتش ثووت” (teach thought) ومنصة “يوو. آر إس” (yoo.rs) عدداً من الطرق التي يمكننا من خلالها التخلص من حالة التشتت الرقمي التي يعاني منها كثير منا، ونجملها في ما يلي:
1- أوقف الإشعارات
نعم، الأمر بهذه البساطة، وسواء كانت تنبيهات للجوال أو إشعارات سطح مكتب الحاسوب أو وسائل التواصل الاجتماعي أو رسائل البريد الإلكتروني أو غيرها من وسائل الإلهاء؛ أوقفها جميعا وستكتشف أن الأمر ليس مهما إذا فاتك خبر ما أو رسالة من صديق أو إعجاب بأحد منشوراتك على فيسبوك، أو التعليق على صورتك الأخيرة في إنستغرام.. لا شيء سيحدث إن فاتك شيء من ذلك.
تعوّد على تفقد بريدك بعد ساعات أو في اليوم التالي بدل تفقده باستمرار (شترستوك)
2- انس البريد الإلكتروني
البريد الإلكتروني أحد أعظم لصوص الزمن ووسيلة التشتت الكبرى، فلدينا جميعا وهم أننا سنتلقى رسالة مهمة، ومحيطنا الرقمي يخلق لدينا الرغبة الجامحة في أن نتطلع إلى صندوق الوارد باستمرار.
الحقيقة هي عكس ذلك تماما، لذلك تعود على تفقد بريدك بعد ساعات أو في اليوم التالي بدلا من تفقده باستمرار.
وينصح بتفقد البريد الإلكتروني مرتين أو ثلاث مرات في اليوم كحد أقصى، وتحديد لحظات مناسبة لذلك. مثلا، تفقده في الصباح بعد الإفطار، ومرة أخرى بعد الغداء، ومرة أخيرة في المساء بعد وجبة العشاء، فذلك يكفي.
3- حدد المشكلة وضع قائمة بمصادر التشتت
ضع قائمة تحتوي على جميع المواقع والمنصات التي تزورها كل يوم أو تمر عليها في طريقك أثناء التصفح، كم منصة تواصل اجتماعي تزور كل يوم؟ وما مصادر الأخبار التي تهمك؟ وكم مرة تتحقق فيها من بريدك الإلكتروني؟ وكم من الوقت تقضي في تصفحها والرد عليها؟
قد يكون هذا مرهقا لك بعض الشيء، ولكن من المهم جدا أن تحدد المشكلة وتفهمها، وبمجرد تقييم “الانحرافات الرقمية” التي تواجهك في يومك يمكنك تضييق نطاق مصادر الإلهاء والتشتت.
بعد إنشاء هذه القائمة، حدد بدقة ما تحتاجه منها في عملك وحياتك، وتخلص تماما من الباقي. مثلاً، هناك عدد هائل من منصات التواصل الاجتماعي فهل حقا تحتاجها جميعاً، أم تكفيك واحدة منها فقط؟
4- ضع هاتفك الذكي في غرفة أخرى
الهواتف الذكية أحد أكبر مصادر التشتت والإلهاء، فمن خلالها تدخل إلى مختلف منصات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وتتلقى الرسائل من كل صوب.
جرب أن تضع هاتفك الذكي في غرفة أخرى أثناء العمل أو أثناء الوقت المخصص للعائلة، لن يحدث شيء مهم إذا فاتتك رسالة ما أو خبر حدث على بعد 3 آلاف ميل منك.
5- إلغاء الاشتراك في بعض المجموعات
بطريقة أو بأخرى وعلى مر السنوات ستجد أنك مسجل في عدد كبير من مجموعات واتساب وفيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، أو في عدد كبير من المنصات الإخبارية، أو الشركات التي تجبرك بطريقة أو بأخرى على التسجيل فيها، وتغمرك برسائلها وإشعاراتها.
ادرس هذه الاشتراكات بتمعن، ثم قم بإلغاء كل ما لا تحتاجه منها، وستجد أنك قد تخلصت من جزء كبير من المشكلة.
6- ضع الحدود
دع الآخرين من حولك أو في مجتمعك الرقمي يعرفون متى تعمل أو تقرأ أو تكتب أو تفعل أي شيء يتطلب التركيز، وضع إشارة عدم الإزعاج، وكن صارما في تنفيذها، وبالنسبة للعائلة -لا سيما الأطفال- فيمكنك أن تكافئهم لاحقا على “تركك وشأنك”.
7- التصفح غير المرئي
تحتوي العديد من المنصات مثل غوغل وفيسبوك على ميزة الدردشة التي يتم تنشيطها عند دخولك إلى حسابك. قم بإلغاء هذه الخاصية فآخر شيء تحتاجه هو الانخراط في حديث طويل مع صديق لا تعرف كيف تتخلص منه.
المصدر : مواقع إلكترونية