د. أمثال الحويلة: وسائل الإعلام وألعاب الأكشن أسهمت في انتشار العنف في المجتمع
قالت أستاذة علم النفس في جامعة الكويت د.أمثال الحويلة ان النماذج العنيفة التي يتعرض لها المراهقون من الألعاب والأفلام إنعكست سلبا عليهم في حياتهم اليومية، موضحة ان رؤية الدم اصبح منظر مألوفا لدى الاطفال والكبار.
وأضافت في حوار أجرته معها «الشاهد» ان تعرض المراهقين لأساليب عقاب عنيفة في التربية الأسرية سواء كانت لفظية او بدنية، خلق مشكلات اجتماعية عديدة، أسهم فيها الاعلام بشكل سلبي، داعية الاعلام الى ان يكون اكثر إيجابية في هذا الجانب.
وقال الحويلة : يشكل العنف المدرسي نسبة35% من جملة المشاكل السلوكية لطلاب وطالبات المدارس، موضحة ان مظاهر العنف والشغب بين طلاب المدارس التى أضحت ظاهرة تتفاقم مع الأيام الى مشاهد العنف التي تبثها وسائط الإعلام التي تدخل البيوت من غير استئذان.
وتابعت الحويلة : لقد اصبح من النادر أن تسأل مدرسا عن احوال او ظروف تدريسه حتى يبادرك بشكواه من سلوك الطلاب، والنتيجة رغبة في الفرار الى اي عمل آخر خارج دائرة التربية والتعليم، رعبا من عقاب طلاب المدارس للمدرسين سواء داخل القاعات وساحات المدارس اوخارجها في الشارع او الاماكن العامة، والى تفاصيل الحوار الذي دار معها:
• في البداية نريد ان نتعرف على قسم علم النفس، والدور الذي يقوم به؟
– يتطلع قسم علم النفس الى تحقيق التميز تدريسا وبحثا في علم النفس وفروعة المختلفة لمواكبة التطورات العلمية العالمية المعاصرة في التخصص، ويهدف قسم علم النفس الى اعداد خريجين علميا ونظريا على اكمل وجة وتزويدهم بالمهارات الفنية اللازمة للنجاح في مهامهم كاختصا صيين نفسين للعمل بكفاءة عالية فى مختلف مجالات النشاط الاجتماعي والنفسي للدولة، كما يتطلع القسم الى المساهمة الفعالة فى مجال خدمة الجامعة والمجتمع وحل المشكلات المجتمعية، اضافة الى السعي الى نشر المعرفة النفسية وتطوير الوعي بها بين افراد المجتمع الكويتي.
• ما هي رسالة قسم علم النفس؟
– تتركز رسالة قسم علم النفس في اعداد الاختصاصيين النفسيين المؤهلين لتلبية حاجات المجتمع، كما يهدف الى نشر المعرفة النفسية والمساهمة في تقديم الخدمات النفسية المهنية وتنمية المجتمع وحل مشكلاته.
• حدثينا عن اهداف قسم علم النفس؟
– لقسم علم النفس عدة أهداف عديدة اهمها اعداد خريجين مزودين بأحداث المعارف النفسية والمهارات الفنية اللازمة للعمل كاختصاصين نفسيين في مختلف مرافق المجتمع، وتلبية حاجة الجامعة فى تدريس فروع علم النفس المختلفة لطلاب كليات جامعة الكويت والذين تتضمن صحائف تخرجهم مقررات من قسم علم النفس كتخصص مساند اواختيار حر، والإسهام في تطوير المعرفة العلمية في مجال علم النفس عن طريق إعداد وتشجيع أعضاء هيئة التدريس على إجراء البحوث والدراسات، ونشر الوعي بالعلوم النفسية وأهميتها بين أفراد المجتمع ومؤسساته من خلال الندوات والمحاضرات والمؤتمرات ووسائل الإعلام المختلفة، وتوفير المشورة والخبرة اللازمين لمساعدة مرافق الدولة في حل المشاكل وتحسين الأداء وتنمية المهارات للعاملين او الوقاية والعلاج.
• ما أهمية هذا التخصص بالنسبة للمجتمع؟
– يحتوى هذا التخصص على64 فرعاً حسب تصنيف جمعية علم النفس الاميركية ويخدم الانسان الذي يتكون منه كل المجتمعات، ويفيد في الكشف عن الظواهر النفسية المنتشرة في المجتمع ومعرفة أسبابها والعمل على تعديلها وعلاجها والحد من انتشارها،لاسيما انه يفيد في نشر الوعي الصحي والصحة النفسية للأفراد والمؤسسات في المجتمع،عن طرق تشخيص وعلاج جميع الاضطرابات النفسية والعقلية والعصبية للوصول بالفرد والمجتمع الى الصحة النفسية،اضافة الى التوعية النفسية والتثقيف النفسي للوقاية من الاضطرابات السلوكية.
• برأيك هل يلقى الاختصاصي النفسي الاهتمام الواجب من قبل الدولة؟
– في الآونة الأخيرة بدأ الاهتمام بدور الأخصائي النفسي في النمو والأخذ بعين الا عتبار من قبل الدولة، ولكن ليس بالصورة المأمولة كما الغرب، حيث دور الاختصاصي النفسي في الخارج يكاد يتساوى مع دور الطبيب في الفريق العلاجى، وايضا بدأت في السنوات القليلة الماضية حملة لإزالة وصمة العار عن المرض النفسي عن طريق اقامة المحاضرات وندوات التوعية والتخفيف من حدة النظرة السلبية للمريض النفسي والطبيب، والاخصائي النفسي والبدء في التوعية بالدور الإيجابي للخدمات النفسية في المجتمع.
• ما أسباب أنتشار ظاهرة العنف بين الشباب في الأونة الأخيرة؟
– هناك نماذج عنيفة بسبب تعرض المراهقين للألعاب العنيفة ومشاهدة أفلام العنف والرعب لدرجة أن رؤية الدم اصبح منظر مألوفاً لا يستثير اى فزع او خوف، وايضا تعرض المراهقين لأساليب عقاب عنيفة فى التربية الأسرية سواء كانت لفظية او بدنية،وسهولة انتشار الالعاب العنيفة عن طريق وسائل الاعلام والتواصل الأجتماعي مثل الفضائيات والانترنت والموبايل وسهولة تداولها، لاسيما ان بعض الافكار والنزاعات القبلية التي تؤدى بالشباب لممارسة العنف والتميز، ويعتبر عنف الشباب مشكلة صحية عمومية عالمية، ويتشابه مع طائفة من الافعال مثل الشجار مرورا بالاعتداءات اللفظية والجسدية الأشد خطورة الى جرائم القتل.
• حدثينا عن معدل انتشار العنف المدرسي؟
– يشكل العنف المدرسي نسبة35% من جملة المشاكل السلوكية لطلاب وطالبات المدارس،وأرجعت دراسات متخصصة مظاهر العنف والشغب بين طلاب المدارس التي أضحت ظاهرة تتفاقم مع الأيام الى مشاهد العنف التى تبثها وسائط الإعلام التي تدخل البيوت من غير استئذان، لقد اصبح المدرس عندما تسأله عن احوال اوظروف تدريسه يبادرك بشكواه من سلوك الطلاب، والنتيجة رغبة في الفرار الى أي عمل اخر خارج دائرة التربية والتعليم، رعبا من عقاب طلاب المدارس للمدرسين سواء داخل القاعات وساحات المدرسة اوخارجها في الشارع او الاماكن العامة.
• ما الوقائع الرئيسية لانتشار العنف؟
– يسجل كل عام فى جميع أنحاء العالم نحو 250 الف جريمة قتل بين الشباب من الفئة العمرية 10 الى29 سنة، مما يمثل 41% من العدد الإجمالى لجرائم القتل التى تحدث سنويا على الصعيد العالمي، لاسيما ان هناك 20الى 40 شابا يتعرضون لإصابات تقتضي دخولهم المستشفى لتلقي العلاج، ويزيد عنف الشباب بشكل كبير من التكاليف الصحية وتكاليف خدمات الرعاية والعدالة الجنائية، ويتسبب في خفض الإنتاجية وتراجع قيمة الممتلكات وتفكيك النسيج الاجتماعي عموما.
• ما الاسباب التي تؤدي الى عنف الشباب؟
– هناك عدة أسباب منها: فرط النشاط، الاندفاع، قلة التحكم في السلوك، مشاكل الانتباه، القابلية للسلوك الاستفزازي، الشروع مبكرا في تعاطي الكحول والمخدرات، المعتقدات والتصرفات المادية للمجتمع، قلة الذكاء وتدني النتائج الدراسية، نقص الالتزام بالعمل المدرسي والفشل فى الدراسة، الانتماء الى أسرة ينقصها احد الأبوين.
• كيف يتم علاج هذه الظاهرة بشكل أمثل؟
– لابد من تضافر جهود الدولة والمدرسة والأسرة التي يجب ان تؤدي دورها، كما ان وسائل الإعلام سواء المرئية او المسموعة او المقروءة، وكذلك رجال الدين والمجتمع لهم دور فاعل، ولابد من عمل برامج متكاملة وفعالة لبحث الاسباب وايجاد الحلول المناسبة، فالاسرة يجب ان توجد بفاعلية في تربية الأبناء وتوجيههم التوجيهات السليمة، وكذلك دور المؤسسات التربوية التي تشرف على المدرسين مع وجود اخصائيين اجتماعيين ونفسيين داخل كل مدرسة لاكتشاف وتصحيح أى خلل سلوكي.
• من المسؤول الاول عن تزايد ظاهرة العنف الاسري؟
– المسؤول الاول هوالاسرة نفسها بما تشمل من افراد الوالدين والابناء حيث ان هذه الظاهرة تعبر عن عدم التوافق الاسري في التعامل فيما بينهم، وايضا تقع على المجتمع من خلال التهاون في الماضي عن هذه الحالات وعدم مناقشتها وعلاجها،لاسيما في الاشهر الماضية ظهر قانون حماية الطفل والذي يهدف الى حماية الطفل من الاساءة، ومن ضمن اهداف لجنة حماية الطفل مناقشة حالات العنف الاسرى والتدخل المباشر عن طريق فرق الحماية، حيث يوجد فريق بكل مستشفى يتكون من طبيب ومعالج نفسي واختصاصي اجتماعى وفرد من التمريض، بالاضافة الى محقق من الشرطة.
• هل نجحت سياسة الدولة فى العقد الأخير في دمج ذوي الأحتياجات الخاصة مع باقي أقرانهم في المجتمع؟
– بالفعل بدأت الدولة في تنفيذ سياسة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في العملية التعليمية عن طريق فصول الدمج، وهذه التجربة ناجحة بشكل متوسط حيث ان بعض ذوي الاحتياجات الخاصة قد استفادوا من دراستهم في وسط اقرانهم الأصحاء،اما فى موضوع الدمج على مستوى المجتمع فلابد من تواجد برامج لذلك عن طريق التوظيف وتسليط الضوء على هذه الفئة ومساعدتهم في الأنشطة والفعاليات المتعددة.