ندوة «تحديات المرأة الكويتية»: دعم المرأة للوصول للبرلمان والمناصب القيادية
المشاركات أكدن أن المرأة أثبتت جدارتها في كل المجالات سواء الاجتماعية أو العلمية أو السياسية ولها بصمة واضحة ومتميزة
د ..سلوى الجسار: إيجاد تيار نسائي وطني يعمل وفق رؤية موضوعية لاختيار الكفاءات النسائية للعمل النيابي
أريج حمادة: بذل المجهود من أجل تحقيق الإنجازات ووضع خطط ورؤى واضحة الأهداف
د.خديجة القلاف: الكوتا أحد الحلول لوصول المرأة إلى البرلمان ونحن بحاجة للمزيد من الوعي
أكدت المشاركات في ندوة «تحديات المرأة الكويتية» والتي نظمها مركز شؤون المرأة في جمعية المحامين أن المرأة الكويتية كانت ومازالت متصدرة في كل المجالات ولها دور فعال في بناء المجتمع الكويتي، وتقلدت الكثير من المناصب حتى قبل ان تأخذ حقوقها السياسية، فكانت لدينا أول سفيرة كويتية نبيلة الملا وأول وزيرة في مجلس الوزراء د.معصومة المبارك والكثير من الأسماء البارزة، وبذلك أثبتت المرأة الكويتية جدارتها في كل المجالات سواء الاجتماعية أو العلمية أو السياسية، ولها بصمة واضحة ومتميزة وإن كانت تواجهها الكثير من التحديات، ولكنها بالعزيمة والإصرار تتغلب عليها وتثبت مكانتها وقدرتها في المجتمع على خلق التغيير المطلوب.
الخطاب الإعلامي
في البداية، أكدت د.سلوى الجسار ان من اكبر التحديات التي تواجه النساء في جميع الدول العربية هو كيفية المحافظة على التوازن الاجتماعي وليس فقط التوازن الأسري، مشيرة إلى ان طبيعة المجتمع الكويتي تتميز بوجود العديد من الالتزامات الاجتماعية، موضحة أن المرأة التي لديها أبناء صغار لابد ان توازن بين واجباتها الأسرية وعملها المهني. وقالت ان نظرة المجتمع للمرأة في المجال السياسي مازالت دون المستوى، مشيرة إلى ان بعض المرشحات لم يصلن الى مستوى المهنية من حيث الثقافة والتمثيل الجيد بما يؤثر على النساء الأخريات أصحاب الكفاءات والقدرات.
وأفادت الجسار بأن التحديات التي تواجه المرأة الكويتية كثيرة ومتعددة وفي مجالات عدة منها تحديات في الشأن السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي.
متابعة: وحاليا بعد انتهاء انتخابات المجلس البلدي ننتهز الفرصة لنبارك للفائزين بعضوية المجلس ونتمنى لهم التوفيق في مهامهم ومسؤولياتهم تجاه الدولة والمواطن، أعتقد أن من أبرز التحديات قلة الدعم المقدم للنساء في الوصول إلى المجالس النيابية والنقابات ومازالت النساء يعملن بمفردهن وبجهود ذاتية لتصل إلى تلك المجالس، موضحة ان الوصول إلى المجالس النيابية والنقابية يحتاج إلى دعم معنوي ومادي.
وأفادت الجسار بأن من أكبر التحديات هي المرأة نفسها، موضحة ان هناك الكثير من القيادات النسائية التي تريد ان تتخذ خطوة للإعلان للترشح والدفع بالفوز بمقعد نيابي ولكن هذا يحتاج إلى كثير من الجهد والإمكانيات ولابد ان تتأكد المرأة تماما من قدراتها.
وذكرت الجسار ان التحدي الآخر الذي تواجهه المرأة يتمثل في الإعلام، مشددة على الحاجة لإعادة النظر في الرسالة الإعلامية والخطاب الإعلامي لتغيير الصورة النمطية السلبية تجاه المرأة، موضحا ان الفكر الذكوري لايزال يستحوذ على المجتمع ومازالت النظرة بأن الرجل هو من يصلح للعمل السياسي وليست المرأة مما يضعف فرص وصول المرأة.
وأوضحت الجسار ان مؤسسات المجتمع المدني تعمل ولكن بشكل منفرد، ولا يوجد هناك برنامج عمل مشترك وطني بحيث يعد له خطة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى للعمل على اختيار الكفاءات النسائية القادرة على ان تخوض تلك التجربة وتقدم لها كل أنواع الدعم.
وأشارت الجسار الى ان الحلول يجب ان تكون عملية وواقعية وملموسة وليست مجرد تنظير على ورق، مطالبة بأن تكون هناك مبادرة وطنية مجتمعية في الدولة تعمل على تكثيف الجهود لتقليل تلك الفجوة السلبية تجاه النساء لعدم وصولهن إلى البرلمان.
كما طالبت الجسار بإيجاد تيار نسائي وطني يجمع كل مكونات المرأة الكويتية بكل أطيافها في المجتمع الكويتي يعمل وفق رؤية موضوعية واضحة بحيث يعمل على اختيار الكفاءات النسائية القادرة على قيادة العمل النيابي والبرلماني وبالتالي تقوم بتبني دعم كامل لتلك القيادات النسائية لكي تصل وتستمر.
تحديات عديدة
بدورها، أوضحت المحامية أريج حمادة، انها ترفض كلمة تمكين المرأة لأن التمكين دليل على الضعف ويعني أن المرأة ضعيفة ونريد تقويتها، موضحة ان المرأة تواجه تحديات عدة، ولكن لأن نساء الكويت أقوياء فهن يواجهن تلك التحديات بالعزيمة والإصرار والمثابرة والتغلب على المشاكل والصعاب.
وأشارت حمادة إلى ان المرأة الكويتية تواجه تحديات عدة في الوصول إلى المناصب القيادية وإلى البرلمان، وتحديات مهنية تعاني منها المرأة ولكن لأنهن نساء مطلوب منهن بذل مجهود مضاعف حتى يتغلبن على تلك التحديات. وأوضحت حمادة ان هناك حلولا عدة لتلك التحديات أهمها القضاء على حالة الإحباط التي قد تصيب بعض النساء وعدم التفكير في الجوانب السلبية ووضع اليد على الجرح دون أي مجاملات، موضحة ان المجاملة لا تحل المشاكل.
وشددت حمادة على ضرورة بذل المجهود من أجل تحقيق الإنجازات ووضع خطط ورؤى واضحة وتحديد الأهداف بشكل محدد من أجل تحقيقها.
التوازن الأسري
من جانبها، أوضحت د.خديجة القلاف، ان من أبرز التحديات التي تواجه المرأة تحقيق التوازن بين الأسرة ومجال عملها، لافتة الى ان هناك مجتمعات غربية منتشر فيها ثقافات أخرى عن ثقافة الدول العربية وهي ان الرجل والمرأة لديهم دور في الأسرة وليس الدور الكامل على المرأة كما هو الحال في المجتمعات العربية الشرقية.
وأوضحت القلاف ان لابد ان يكون هناك تعاون أسري حتى نحقق التوازن، موضحة ان التوازن ليس فقط في الأسرة وإنما كذلك توازن الفرد من الجوانب الدينية والاجتماعية والعملية ومن ثم تتوازن الأسرة وصولا للمجتمع المتوازن، وقالت القلاف: نفتقر أحيانا لكفة التوازن ونحتاج الى توعية في هذا المجال.
وأوضحت القلاف ان حرية الرأي في الكويت مكفولة وان كانت هناك بعض القوانين التي حجمت حرية الرأي في فترة من الفترات ولكن تبقى أفضل من كثير من دول العالم ولكن المرأة لديها خوف من الرأي المجتمعي ومن الأمور التي واجهتها.
وذكرت القلاف ان الحقبة التي نعيشها اليوم حقبة منفتحة جدا عن الأزمنة السابقة وأصبح هناك وعي وسوشيال ميديا وحملات توعوية، موضحة ان حرية الرأي موجودة لكن القيود الاجتماعية هي التي تحجم بعض الآراء.
وقالت ان الكوتا أحد الحلول لوصول المرأة الى البرلمان ونحن بحاجة للمزيد من الوعي.
وأفادت القلاف بأن تبوؤ المناصب القيادية لا يتم على أسس سليمة او على اختيار الكفاءات، موضحة انه متى ما تم النظر لذوي الكفاءة رجال او نساء سنحقق الإنجاز، فالمرأة يد بيد مع الرجل لتحقيق الأفضل فالإدارات المشتركة بين الرجال والنساء يكون إنجازاتها أفضل.
وأفادت القلاف بأن هناك ضرورة ان تشارك المرأة في التشريع، لاسيما ان البرلمان هو «مطبخ القرارات»، موضحة ان المرأة لديها القدرة ان تحقق أكثر من شيء في وقت واحد وهذا تمييز لقدراتها ولديها رؤية تحليلية.