قسم السلايدشوكتاب أكاديميا

أ. لطيفة عيسى الكندري تكتب : التعليم و التدريب الالكتروني إلى أين ؟

التعليم و التدريب الالكتروني إلى أين ؟

خلال أزمة الكورونا لاحظنا ارتفاع كبير في نسب النجاح سواء أكان ذلك على مستوى التعليم الثانوي أو التعليم الجامعي وما يعادله ، فقد ساهم التعليم و التدريب عن بعد في زيادة عدد خريجي الثانوية العامة و زيادة أعداد خريجي جامعة الكويت و الهيئة العامة للتعليم التطبيقي و التدريب .. فهل هذا مؤشر على جودة نظام التعليم و التدريب عن بعد المعمول به في المؤسسات التعليمية خلال أزمة الكورونا ؟
التعليم أو التدريب عن بعد هو طريقة يستطيع من خلالها الطالب أو المتدرب الحصول على المعلومات باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب و شبكاته ووسائطه المتعددة من صوت و صورة و رسومات و مكتبات الكترونية … إلخ .. و فيه يتم استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم أو المتدرب بأقصر وقت و بأقل جهد و بأكثر فائدة .
وكان للتعليم و التدريب عن بعد فوائد و أهداف منها على سبيل المثال لا الحصر :
زيادة إمكانية الإتصال بين المتدربين فيما بينهم و بين المتدرب و المؤسسة التعليمية ، سهولة الوصول إلى المدرب أوالمدرس ، الإحساس بالمساواة بين المتدربين ، إمكانية تحوير طرق التدريب والتدريس و الاستفادة القصوى من الزمن ، تقليل الأعباء الإدارية على المدرب ، تعدد أساليب عرض المعلومة ، القدرة على تسجيل الدروس والعودة لها كمرجع متى ما احتاج المتدرب لذلك ، توظيف التكنولوجيا الحديثة ، تطوير التدريب الذاتي لدى المتدربين ، توفر فرص للبحث في مصادر معلومات إضافية وعدم الاكتفاء بمادة مطبوعة وسابقة الإعداد كما هو الحال في التعليم و التدريب التقليدي ، جعل التدريب أكثر مرونة وتحريره من القيود المعقدة حيث تتم عملية التعليم دون وجود عوائق زمانية و مكانية و العمل على توفير مصادر تعليمية متنوعة ومتعددة للمساعدة على تقليل الفروقات الفردية بين المتدربين و ذلك من خلال دعم المؤسسات التعليمية و التدريبية بوسائط و تقنيات تفاعلية ومتنوعة ، وغيرها الكثير الكثير .
السؤال الذي يطرح نفسه ،، حين لجأت الحكومات للتعليم و التدريب عن بعد خلال أزمة الكورونا هل قامت بصقل خبرات المدرسين و المدربين ؟ هل قامت بتنميتهم مهنيا و فنيا و حرفيا ؟ هل طورت من الكوادر التربوية ؟ وهل حققت البرامج التدريبية أهدافها ؟ وما الدليل على ذلك ؟ هل أصبح المدرب متمكنا من استخدام الأدوات و التقنيات الحديثة لإيصال المعلومة على أكمل وجه ؟ هل أصبح المدرب متمكنا من إيجاد حلول سريعة لأي مشكلة قد تواجهه أثناء العملية التعليمية ؟ هل صنعت الأزمة مدربين قادرين على اجتياز مثل هذه الظروف مستقبلا لا قدر الله ؟
والسؤال الأهم .. هل مخرجات التعليم و التدريب خلال هذه الأزمة ذوي كفاءة ؟ هل قاست الاختبارات الالكترونية المستوى الأكاديمي الحقيقي للمتدربين ؟ هل تم استحداث خصائص تحد كم حالات الغش في المنصات التعليمية المعتمدة ؟ ماذا عن الجانب العملي و الميداني في أغلب مقررات الهيئة ؟ وكيف تم قياس التحصيل العلمي للمتدرب ؟ وهل النتائج المعلنة حقيقية ؟ هل حقق التدريب والتعليم الالكتروني غايته و أهدافه ؟ كل تلك الأسئلة تحتاج إلى إجابات مقنعة ومع الدليل .
ما نشاهده من نتائج يختلف تماما عن الواقع ، وانحراف مخرجات التعليم و التدريب عن بعد يفاقم مشكلات عدة ستكون كما القنبلة الموقوتة التي ستنفجر في أي وقت ما لم نجد حلا أو علاجا ، وإذا استمر الوضع كما هو عليه فسنتدنى بدلا من أن نتطور ، و سنتراجع أكثر في مؤشراتنا العالمية بمستوى التعليم والتدريب و جودته .
أكتب مقالتي هذه بناء على الواقع الملموس الذي نعيشه حاليا في العملية التعليمية والتدريبية و بصوت عال جريء أقول : ان عملية التعليم والتدريب الاكتروني فشلت فشلا ذريعا و أن المخرجات تحتاج إلى تقويم.

أ. لطيفة عيسى الكندري
مدرب أ
معهد التمريض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock