الكويت في طريقها لتحقيق المناعة المجتمعية متخطية حاجز الـ70%
• في الأسبوع الـ36 للحملة الوطنية للتطعيم
«الحمد لله.. الكويت رسمياً بلغت نسبة التطعيم 70 بالمئة» سطر واحد خطه وزير الصحة الدكتور باسل حمود الصباح في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مساء أمس الثلاثاء فأشاع جواً تفاؤلياً مبشراً بأن الكويت في طريقها نحو تحقيق المناعة المجتمعية في القريب العاجل.
جاء ذلك مع بدء الأسبوع الـ36 للحملة الوطنية للتطعيم وبعد أكثر من عام ونصف العام خيمت خلال ذلك على دولة الكويت أجواء قاتمة فرضتها جائحة فيروس «كورونا» من محاذير واشتراطات وإغلاق ومراوحة بين الحظرين الكلي والجزئي.
وكانت الكويت استجمعت قواها وخصصت مواردها وكوادرها وسخرت خططها للسيطرة على الجائحة عبر الحملة الوطنية للتطعيم التي بدأت منذ نحو ثمانية أشهر ومازالت مستمرة واضعة مصلحة البلاد ومن يعيش عليها من مواطنين ومقيمين في أولوية اهتماماتها.
وأتت تلك الحملة المنظمة ثمارها في الكويت بنسبة الـ70 في المئة من المطعمين للوصول إلى المناعة المجتمعية خلال شهر سبتمبر المقبل بعد نجاح الحملة بتطعيم أكثر من 2.6 مليون مواطن ومقيم وصولاً لنسبة الـ70 التي أعلن عنها وزير الصحة.
وكان سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء قد دشن حملة التطعيم عبر تلقيه أول جرعة من لقاح فايزر ومن معه من عناصر الحكومة في رسالة طمأنت وشجعت المواطنين والمقيمين على تلقي اللقاح.
وقد أعلن سمو رئيس الوزراء خلال زيارته لمدينة صباح السالم الجامعية في 12 أغسطس الجاري نجاح حملة التطعيم في البلاد وقرب الوصول الى نسبة الـ70% وأسفرت كلمات سموه عن حالة من الاستبشار والطمأنينة بقرب زوال الغمة بين كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
وفي دليل يثبت نجاح الحملة والخطط الحكومية عادت جهات العمل المختلفة بعد ثلاثة أيام من تصريح سموه إلى نظام الدوام الرسمي بنسبة 100% بالتزامن مع تراجع أعداد المصابين بـ«كورونا» والوفيات وتراجع نسبة إشغال غرف المرضى العادية والعناية المركزة.
ومن جانبه أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور عبدالله السند في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن سعادته ببلوغ نسبة الـ70% «بما يعني أننا على الطريق الصحيح بإذن الله لتحقيق المناعة المجتمعية» مستذكراً جهود جميع العاملين في وزارة الصحة من طاقم طبي ومساند وفني وإداري وتضحياتهم المستمرة ودورهم المحوري في المنظومة الوطنية لمواجهة الجائحة.
وأكد أنه لم يكن بالامكان تحقيق هذا الإنجاز لولا فضل من الله أولا ثم التعاون الكبير الذي أبداه المواطنون والمقيمون الكرام من خلال مبادرتهم لتلقي اللقاح مشيرا الى ان الوزارة ستواصل جهودها في الحملة الوطنية لتطعيم «كوفيد-19» حفاظاً على صحة وسلامة كافة مكونات المجتمع وفئاته.
وإذ ثمن السند «عالياً» جهود القائمين على حملة التطعيم الوطنية دعا المواطنين والمقيمين الكرام الذين لم يتلقوا اللقاح حتى الآن للمسارعة والمبادرة الى التطعيم حفاظا على سلامتهم وصحتهم وسلامة وصحة أقرب الناس منهم.
ومن جانبه قال عضو اللجنة الاستشارية العليا وعضو لجنة لقاح «كورونا» الدكتور خالد السعيد في تصريح مماثل لـ«كونا» إن اللقاحات عالية الجودة التي اعتمدتها الكويت حققت الأهداف المرجوة منها ومهدت الطريق لتحقيق المناعة المجتمعية لاسيما ان اللقاحات وفرت الحماية لشرائح المجتمع المعرضة للخطر بصورة اكبر مثل كبار السن ومرضى نقص المناعة وممن يعانون أمراضاً مزمنة.
وعن طاقة عمل المنظومة الصحية منذ بداية الوباء أوضح السعيد ان تسجيل نسبة المناعة المجتمعية المطلوبة سيخفف الضغط على المنظومة الصحية في حال حدوث موجات قادمة من الوباء.
وأكد أن ما أسفرت عنه الإحصاءات الرسمية لـ«الصحة» توضح انخفاض أرقام الوفيات والاشغال السريري للغرف العادية والعناية المركزة أثناء الموجة الثالثة بالمقارنة بين المطعمين وغير المطعمين مما «يبرهن نجاح حملة التطعيم المستمرة حتى يتم تطعيم كل افراد المجتمع وإعطاء جرعات تحفيزية محتملة أيضا للحالات المعرضة للخطر».
وبدورها اعتبرت رئيسة قسم التغذية بمركز الكويت لمكافحة السرطان مريم عبدالرحمن أن هذا الإعلان يمثل «انفراجة عظيمة» بعدما أثر وباء كورونا نفسيا واجتماعيا وصحيا على جميع أوجه الحياة قائلة انها لمست «فرحة المرضى ببشرى عودة الحياة إلى طبيعتها لاسيما أن هاجس التقاط العدوى كان أمراً مرعباً لأصحاب المناعة المنخفضة».
وأكدت عبدالرحمن أن عودة الحياة الطبيعية من زاوية عملها تعني رفع كفاءة إنتاج المطابخ المركزية كالسابق وتعني لها كمديرة قسم التغذية انسيابية في تجهيز وتوفير الوجبات للمرضى من التحضير إلى التوزيع من دون قلق.
ومن ناحيته رأى الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية أسامة البداح أن إعلان قرب عودة الحياة إلى طبيعتها وانحسار الوباء يعني استمرار فتح المساجد وأداء الفرائض وصلاة الجمعة فيها.
ودعا البداح الجميع إلى التفكر في نعمة الله التي يسرت حصول دولة الكويت على أفضل اللقاحات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية وتوفيرها للجميع من دون معاناة تذكر.
ومن جهته قال الاختصاصي والمعالج النفسي والسلوكي الدكتور علي الجدي لـ«كونا» إن عودة الحياة إلى طبيعتها مؤشر جيد لانخفاض نوبات القلق والهلع التي دبت في نفوس بعض الناس إثر انتشار الوباء «إذ انه من الثابت علميا أن نسبة القلق تشكل نحو 70 الى 80 في المئة من أصل المرض الحقيقي الذي يصيب الإنسان».
وعما اذا كان من المتوقع تحول الاحترازات الصحية التي سادت خلال الجائحة إلى وسواس قهري أكد الجدي أنه «من المحتمل مواصلة بعض الناس هذه الممارسات وهنا يتدخل المعالج النفسي كيلا تتفاقم الحالة»، مبينا أن سلامة الصحة النفسية من سلامة المجتمع.
بدورها اعتبرت اختصاصية تركيبات وتجميل وزراعة الأسنان الدكتورة دلال البابطين الاعلان عن تحقيق نسبة الـ70% وقرب الوصول الى المناعة المجتمعية في سبتمبر المقبل أنه «إثبات لانتصار الطب والحقائق العلمية على مروجي المعلومات المغلوطة ضد التطعيم» مؤكدة أنها ومعظم عناصر «الجيش الأبيض من الصفوف الأولى هبوا منذ بداية الحملة لتلقي اللقاح تشجيعا لأفراد المجتمع».
وثمنت البابطين صبر وتعاون مرضى طب الأسنان بعد تأجيل بعض الأمور العلاجية حتى عودة الحياة الطبيعية لمصلحة التركيز على «العمليات الطارئة» واصفة قطاع طب الأسنان بالصارم وعمليات التعقيم الخاصة بالأدوات بالدقيقة قبل انتشار الوباء وخلاله وبعده.
ومن جهتها عبرت المواطنة إيمان أحمد وهي والدة شاب يعاني مرض متلازمة التوحد عن سرورها بقرب عودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد مؤكدة أن مرضى التوحد في حاجة مستمرة للانطلاق وممارسة التمارين في الأماكن المفتوحة وعدم الانقطاع عن التعليم الجماعي المباشر حتى لا تزداد حالتهم سوءا وهو ما توفره لهم الحياة الطبيعية إذ عانى أولياء أمور هؤلاء المرضى بسبب فترة الإغلاق والحظر معاناة شديدة.
ومن جانبها قالت عضوة مجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتية الكاتبة والإعلامية أمل عبدالله إن قطاع الفكر والأدب في الكويت تجاوب سريعا وساهم بتحقيق النسبة العلمية للعودة إلى الحياة الطبيعية.
وأشارت عبدالله إلى أنه مع إعلان هذا الخبر السار بقرب عودة الحياة الى طبيعتها وبعد فترة من الانقطاع الثقافي استهلت جمعية الأدباء نشاطها بإقامة معرض الكتاب الصيفي بمشاركة وحضور منقطع النظير لكبرى دور النشر في الكويت مع الحرص على التباعد الاجتماعي رغم تلقي الجميع اللقاح تقريبا وهو المعرض الأول من نوعه منذ بدء الجائحة.
واعربت عبدالله عن اعتقادها بأن وباء «كورونا» منذ بدايته حتى إعلان المناعة المجتمعية قريباً سيكون لا محالة مادة ثرية وخصبة لإثراء الأدب والثقافة.