أ. رهام الحساوي تكتب: قيادة الفرد الواحد
هي نوع من أنواع القيادة التي من الممكن أن نراها في أحد أقسام أو إدارات مؤسساتنا سواء الحكومية أو الخاصة. قيادة الفرد الواحد أو كما تسمى الأوتوقراطية هي باختصار عبارة عن تولي شخص واحد فقط عملية اتخاذ كافة القرارات دون الرجوع للغير أو استشارة من حوله في تولي أمور الإدارة المختلفة اعتماداً على خبرته الخاصة واعتقاداته وحكمه الشخصي على الأمور. قد يرى البعض لهذا النوع من القيادات العديد من المزايا والإيجابيات بينما يرفضها البعض الآخر لما لها من عيوب وسلبيات. في هذا المقال سنحاول أن نتناول كلا الجانبين ونترك القرار لك عزيزي القاريء لتحدد أي الجانبين ستناهض وأيهما ستحارب.
عندما ننقاش مزايا الأوتوقراطية فتتبادر إلى أذهاننا العديد من المزايا أولها ميزة السرعة في اتخاذ القرارات والتي من الممكن أن تكون أهم ميزة خاصة في المواقف الحرجة التي تتطلب التصرف السريع من قبل الإدارة. أما ثاني ميزة فهي وضوح تسلسل السلطة إلى جانب سهولة الرقابة بسبب وجود شخص واحد يصدر الأوامر والتعليمات وهو نفس الشخص الذي يتأكد من سير هذه القرارات حسب رؤيته ومخططه. أما ثالث المزايا فهي أنه في بعض المواقف أو المشاكل أو المهام تكون هناك حاجة ماسة إلى مدير حازم وقوي يتخذ القرارات الصعبة بحيث يركز الموظفين عل الأداء أكثر بدلاً من الانشغال بالمشاكل فيكون هذا النوع من القيادات الأنسب لتولي زمام الأمور. أخيراً وليس آخراً هو أن بعض الأحيان صفات أو خصائص المرؤوسين تتطلب هذا النوع من القيادات مثل انعدام الخبرة أو نقص في الاحساس بالمسؤولية.
من جانب آخر، يرى البعض أن قيادة الفرد الواحد تعتبر الأسوء على الأطلاق لوجود العديد من السلبيات أولها عدم الأخذ بعين الاعتبار آراء وأفكار المرؤوسين في عملية اتخاذ القرارات مما يزيد من احتمالية شعورهم بالإحباط وبعدم الأهمية وبالتالي التأثير على أدائهم وإنتاجيتهم. كما أن هذا النوع من القيادات لا يخلق صف ثاني من المدراء أي بمعنى عدم وجود موظفين مؤهلين لشغل وظائف المدراء إذا دعت الحاجة بسبب عدم تدربهم على أيدي مدرائهم بسبب غياب التفويض الذي يعتبر من أهم الأدوات الإدارية لتدريب المرؤوسين على المهام المختلفة. ثالثاً يمكن لهذا النوع من القيادات أن يحجب أفكار خلاقة ومبدعة نابعة من أشخاص يلامسون المشاكل شخصياً من خلال عملهم اليومي. رابعاً أنه عندما لايشارك المرؤوس في عملية اتخاذ القرارات فسيكون لذلك تأثيراً على روحهم المعنوية وسيشعر بأن القرار فرض عليه فرضاً، على عكس ما يكون عند إشراك الموظفين في عملية اتخاذ القرارات المختلفة فسنرى منهم احتراماً كبيراً لهذه القرارات ورغبة كبيرة من قبلهم في إنجاحها.
بعد تناول موضوع قيادة الفرد الواحد من وجهتي نظر المساندين لها والمعارضين ولو بشكل مختصر، تستطيع الآن عزيز القاريء أن تقرر ما إذا كانت هذه القيادة ممكن أن تحقق منافع أكثر عند اتباعها أو مضار أكثر لابد من تجنبها.
أ.رهام عبدالعزيز الحساوي
عضو هيئة تدريب – المعهد العالي للخدمات الإدارية