كتاب أكاديميا

عبد الرضا أحمد باقر تكتب :هل التعليم عن بُعد يتوافق مع التدريب المهني في جائحه كورونا ؟

معظم قطاعات التدريب المهني في العالم تتطلع الى اعداد كوادر بشرية من متدربين مؤهلين ومدربين تدريباً احترافياً ومهنياً للعمل ضمن بيئة مناسبة لطبيعة الوظيفة ، لذلك تعتمد المؤسسات التعليمية على مستوى العالم لصقل وتنمية مهارات المتدربين وتهيئتهم وتدريبهم للتمكّن في العمل واكتساب معارف ومهارات جديدة تتطلّبها مهنتهم المستقبلية، ليصل بذلك إلى المستوى المنشود الذي تطمح إليه أي جهة أو مؤسسة تسعى للرقي والتقدم.
ويستهدف التدريب المهني اكساب المهارات الأزمة للمتدربين لحاجة الوظائف والذي بدوره يؤدي إلى استثمار القوه البشرية في رفع الأداء للمؤسسة أو جهة العمل بالإضافة إلى تقليص الفجوه القائمة بين المعرفة الأكاديمية والعلمية أو بمعنى آخر توظيف المهارات المكتسبة من الدراسة والمعرفة وتطبيقها في مجال العمل ، وكذلك من أهداف التدريب تطوير العمل للأفضل واكتشاف مهارات جديدة تتناسب مع خطة العمل .
تأثر قطاع التدريب المهني بجائحة الكورونا عالمياً
يعتبر قطاع التدرييب المهني كأي من القطاعات الأخرى والتي تأثرت عالمياً بجائحة كرونا نظراً لارتباط القطاع بالعنصر البشري بشكل مباشر والاعتماد عليه بشكل كبير بدلاً من الاعتماد على الأجهزة البديلة التي قد تسد جزءاً من الأعمال في بعض الوظائف. وأصبحت استمرارية التعليم المباشر والتدريب المهني أكثر تحدياً، وعليه لابد من البحث عن البديل في هذه المرحلة. وكغيره من استراتيجيات التعليم، يأتي “التعليم عن بعد” كبديل مؤقت للتدريب المباشر مع مجموعة من الإيجابيات والسلبيات. ويعتبر التعليم عن بعد أحد الحلول التي لجأت إليها الدول لمواجهة انتشار فيروس “كورونا” وعدم تعطيل عملية التعليم بشكل كامل وهو من الايجابيات . إلا أن هناك تحديات تواجه هذه العملية وتعتير من السلبيات إن أردنا أن نكون أكثر دقه في التعبير .
من السلبيات على التعليم عن بُعد مع التدريب المهني على سببل المثال وليس الحصر :
1- عدم توفر البرامج الخاصه بالتدريب والتي تتوافق مع التعليم عن بعد في بعض الدول ووجودها في المختبرات والورش فقط.

2- عدم التدريب الكافي على البرامج الخاصه بتخصص الهندسه ومنها على سبيل المثال تخصص هندسه الميكانيكا وهي التدريب على الميكانيكا بانواعها واشكالها من آلات ومعدات ومكائن وغيره وكمثال اخر الهندسه المدنية ومعرفة الاجهزه الخاصه بالتخصص بالاضافه الى معرفه المواد المستخدمه في عمليه البناء والتشيد .

3- عدم التدريب الكافي على الأجهزة الإلكترونية والكهربائية والتي تحتاج إلى شرح على كيفيه تشغيل واداره تلك الاجهزه وقراءه كتب التشغيل والتطبيق العملي لها. ونفس الحال بالنسبة للأجهزه الطبية .

4- عدم التعامل مع المرضى بشكل مباشر بالنسبة لتخصص التمريض وعمل اللازم في حاله الجروح أو العمليات أو غيره .

5- عدم القدرة على تقييم المتدرب نظراً لعدم التطبيق الكامل للبرنامج التدريبي المهني المطلوب منه خلال فترة الجائحة والتي امتدت لأكثر من عام وهو يعتبر وقت طويل بالنسبة للتدريب.

6- قد يحتاج المتدرب بعد انتهاء فتره الجائحة إلى إعادة جزء كبير من الدروس التي تعلمها عن بعد نظراً لعدم التكبيق مما يؤدي إلى النسيان.

7- توجد من التحديات التي تواجه العمليه التدريبية وهي عدم توفر البنية التكنولوجية اللازمة وانتشار الأمية الإلكتروني في بعض الدول . وهناك الكثير من الأمثلة التي تتعلق بالسلبيات بتطبيق التعليم عن بُعد للتدريب المهني . وهنالك الكثير والكثير من السلبيات التي لايتسع الوقت لذكرها.

من الإيجابيات على التعليم عن بُعد مع التدريب المهني وهي محدودة :
1- عدم تعطيل عملية التعليم بشكل كامل وهو من الايجابيات.
2- استثمار أوقات المتدرّب بتزويده بالمعرفة والمعلومات الأساسية والاستفادة ولو بنسبة بسيطة.
3- التواصل مع المتدربين وتوجيهم في حالة الحاجة.
4- استثمار أوقات المدربين بنقل المعلومة بالقدر المستطاع للمتدربين وتأهيلهم للتعامل مع البرامج المطلوبه للتعليم عن بُعد.
5- خلق بيئة تدريب مناسبة للوضع الحالي.
الخلاصة
اعتماد التدريب عن بُعد كحلٍ أوّلي ، بجانب العمل الأساسي في التدريب التقليدي في السابق قد يغطي جزء بسيط فقط من التعليم التقليدي،حيث تقدم بعض المراكز التدريبية دورات تدريبية عبر الإنترنت (أون لاين) كحل بديل عن الدورات التدريبية التقليدية التي يبقى لها أثر وفائدة مختلفة عن التدريب عن بُعد، ولكن في ظل أزمة الكورونا لم ينجح التدريب عن بعد في ملء الفراغ الذي خلفه توقف التدريب التقليدي لا من حيث الجودة ولا من حيث الكفاءة، اذ لم تحقق أي الدورات التدريبية عن بُعد الفايدة المرجوّة مقارنةً بالدورات العادية.
إن مستقبل المراكز التدريبية في الفترة المقبلة غامض وغير واضح، وبالتالي يجب الاستمرار بعملية التدريب المهني اون لاين حتى تتضح الرؤية، وذلك للحفاظ على الاستمرارية.
وفي النهاية لا يسعنا القول إلا أن التدريب المهني يسهم بصورة فاعلة في تطوير العلاقات البشرية داخل بيئة العمل، ويشبع الحاجات الأساسية للمتدربين وهي حاجات بطبيعتها سيكولوجية، وهذا الأمر ينعكس إيجاباً على تحسين وتطوير إنتاجية المؤسسة، فالتدريب عملية مستمرة تشمل كافة العاملين وطوال حياتهم الوظيفي ولا ينفع لها التدريب عن بعد إلا لفترة محدودة جداً.
إعداد :المهندس عبد الرضا أحمد باقر
عضو هيئة تدريب
المعهد العالي للخدمات الإدارية
قسم الحاسب الآلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock