«هاكرز» يخترق حساب وزارة التربية للمطالبة بإلغاء الاختبارات الورقية
• الوزارة: خطوة بائسة ويائسة لن تثنينا عن إصلاح مسار الاختبارات ووقف التفوق الوهمي
• فيصل المقصيد : القطاعات ماضية في تجهيز الامتحانات بالتنسيق مع السلطات الصحية
تحت شعار “صحة الطلبة” تعرضت “الصحة الالكترونية” لوزارة التربية لخرق تطال تردداته أيضاً “صحة الشهادة الدراسية ومستوى الطلبة” استنادا الى مطالبة “الهكرز” الذين اخترقوا حساب وزارة التربية بإعادة النظر في قرار إجراء الامتحانات الورقية لطلبة الشهادة الثانوية والمطالبة بإلغاء هذا القرار ليكون البديل ترفيعاً تلقائياً على غرار ما حدث العام الدراسي الماضي تحت وطأة تداعيات “كورونا”.
وبينما أعلن مركز التواصل الحكومي مساء أمس الاول تعرض حساب التربية في “تويتر” لعملية اختراق، أعلنت وزارة التربية من جهتها أن حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تعرض للاختراق قرابة الثامنة مساء.
وقال مدير العلاقات العامة في وزارة التربية ضيدان العجمي انه تم اختراق الحساب وأن المختصين في ادارة نظم المعلومات يعملون على استعادة الحساب، في الوقت الذي كان مخترق الحساب يضع رسائله على الحساب، مطالبا الوزارة بالتراجع عن قرار عقد الاختبارات الورقية واستمرار التقييم الالكتروني للطلبة.
الخرق الذي يبدو حدثاً عادياً قد يتعرض له اي حساب او موقع للتواصل الاجتماعي يصبح استثنائيا اذا ما تجاوزت خلفياته مجرد الخرق الى تسجيل موقف ورسالة بدت واضحة من خلال مطالبة المخترقين وزارة التربية بالتراجع عن قرارها بشأن عقد الاختبارات الورقية لطلاب الصف الثاني عشر.
محاولات يائسة
وفي موازاة هذا الخرق وخلفياته، أكدت “التربية” مضيها قدما في خطتها للتجهيز لعقد الاختبارات الورقية للثانوية العامة والتي من المقرر أن تبدأ في نهاية مايو المقبل، معتبرة أن هذه المحاولات البائسة واليائسة لن تثنيها عن اصلاح مسار الاختبارات ووقف النجاح والتفوق الوهمي الذي بات بعض الطلبة يعتبرونه حقاً مكتسباً.
وقال وكيل وزارة التربية بالانابة فيصل المقصيد أن الوزارة وبمجرد علمها بعملية اختراق حسابها على “تويتر” قامت من خلال المختصين بالأنظمة لديها بالعمل على استعادة الحساب وتعطيل الأعمال التي قام بها الشخص الذي اخترق الحساب، موضحاً أن هذا التصرف لا يعكس سوى أن الشخص عديم الاحساس بالمسؤولية.
وأضاف المقصيد أن الشخص ارتكب مخالفة صريحة للقانون توجب العقوبة، لافتا إلى أن الوزارة ماضية في اجراءاتها في البدء بالتجهيزات اللازمة لعقد اختبارات الصف الثاني عشر بموعدها من خلال اجهزتها المختلف.
وأشار إلى أن الجهات المعنية في الوزارة تقوم بعملها من أجل اتمام الاستعدادات اللازمة للاختبارات وفق الخطة التي تم الاعلان عنها والتي تتضمن توزيع الطلبة وضمان التباعد الاجتماعي وتوفير الشروط التي اقرتها السلطات الصحية، لافتا إلى أن كل هذه الاجراءات تتم من خلال التعاون والتنسيق مع المعنيين في وزارة الصحة واللجنة المشتركة بين التربية والصحة.
وذكر أن “التربية” ترى أهمية عقد اختبارات ورقية لقياس مستوى التحصيل العلمي للطلاب لاسيما في الصف الثاني عشر الذين سيتم تخريجهم ومنحهم شهادات تؤهلهم لدخول التعليم الاكاديمي وبالتالي لابد من قياس حقيقي لمستوى التحصيل العلمي الذي تحصلوا عليه، مشددا على أن الوزارة ستقوم تنفيذ خطة الاشتراطات الصحية والتدابير اللازمة وسيتم التأكد من تنفيذها في كل المدارس التي ستعقد بها الاختبارات وستكون هناك متابعة من قبل التربية واعضاء اللجنة المشتركة مع الصحة والذين سيكون لهم دور في المتابعة والمراقبة لتطبيق هذه الاشتراطات.
وأشار إلى أن التربية ستراعي في عملية وضع الاختبارات نوعية التعليم عن بعد الذي طبق خلال السنة الدراسية الحالية بسبب جائحة كورونا وستكون الاسئلة في مستوى مناسب لهم.
دلالات الخرق
من جهتها اعتبرت مصادر تربوية ان رسالة “الهاكرز” تؤكد وجود من يسعى لاستمرار “مهزلة النجاح الوهمي والحصول على الدرجات والمراكز التي لا تعكس المستوى الحقيقي للطلاب على حساب جودة التعليم حتى لو كان ثمنها وصول مخرجات تعليمية ضعيفة إلى سوق العمل لتكون حجر عثرة امام التنمية والتطور”.
وتضيف المصادر ان مجرد الخرق يؤكد ان قرار الوزارة باجراء اختبارات ورقية تقليدية أمر صحيح، بدليل ان “الهاكرز” استطاع اختراق البرامج والاجهزة الالكترونية وهو أمر متاح ايضا في الاختبارات الالكترونية خصوصا بعدما اكدت المعلومات التربوية حصول عمليات غش كثيرة في الاختبارات لاسيما في بعض الكليات وهو ما قد ينسحب تاليا على اختبارات الكترونية لعشرات الاف الطلبة بالثانوية.