رسائل السماء من الملاك الجميل … بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
رسائل السماء من الملاك الجميل … بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
يفارقونا الأحباب بأجسادهم ولكن تبقى فينا أرواحهم العظيمة تبعث فينا الأمل وتبعث إلينا رسائل السماء محملة بالبشرى بلقاء يجمعنا فى نعيم مقيم ، أجواء الذكرى الثالثة لرحيل ولدى الحبيب المغفور له بإذن الله سمو الشيخ ناصر صباح فهد الناصر الصباح طيب الله ثراه وأكرم مأواه ،
في جنات النعيم ياملاكي الجميل وغفر الله لنا تقصيرنا وانتقم لك ولكل الشهداء.
ذكراه الطيبة تبعث فى قلبى وروحى حقيقة المنهج والصراط المستقيم الذى لن أحيد عنه وهو أن نكون رسلا للسلام والمحبة وجنودا فى معركة الحق والإصلاح ، وهى معركة الفكر والعمل سلاحها القلم وحرية الرأى والأمن للجميع ، هى رسالة بالنيابة عن ولدى الحبيب الشيخ ناصر إلى كل شباب هذا الوطن الغالى على قلوبنا جميعا بأن تتسع قلوبهم لخلق الله جميعا وأن يحملوا فى قلوبهم المحبة والسلام وأسمى معانى الإنسانية وأن لا تخدعهم البضاعة المزجاة لتجار الدين والوطن الذين ينتهجون العنصرية والطائفية والقبلية والشكليات ويجحدون جوهر المبادئ الإنسانية ومكارم الأخلاق ،
أتوجه إليهم بالنصح والإرشاد بأن يعملوا من أجل وطنهم الذى يستحق منهم كل جهد وصبر للحفاظ على مكتسباته وأن لا نترك وطننا العزيز فريسة لأنصاف الموهوبين والمنتفعين والمفسدين ونحن نقف موقف المتفرج الذى لا يحرك ساكنا ، يجب أن يعلموا أن إحكام القبضة على رقاب المفسدين هو عتق لرقبة الوطن من مخالبهم ،وأن من يعيش على بيع الوطن يموت على يد المشتري ،كل الأشياء تُباع وتُشترى بنفس العُملة إلا الوطن ،
فإنه يُشترى بالدم ويُباع بالخيانة ، وأن الشهادة فى سبيل الله أنواع وأن الشهادة فى سبيل الوطن ليس فقط قتالا للحفاظ على أراضيه ضد عدوان خارجى ولكن هو قتال أشرس داخل حدوده بكشف المفسدين الذين يعيثون على أرضه فسادا ، أرجو من شبابنا الواعد أن يشمروا عن سواعد الجد وأن يستلهموا روح الآباء والأجداد وبطولاتهم وإخلاصهم وتفانيهم لرفعة الكويت الغالية على قلوبنا، هذه التضحيات المحفورة فى الذاكرة والوجدان وفى كل معالم الحضارة والعمران الذى نحياه، تضحياتهم لا تزال تجرى فى عروقنا مجرى الدم والحفاظ على الوطن هو فرض عين على كل مواطن يشعر بالوفاء والإنتماء لهذه الأرض الطيبة،
يجب على شبابنا أن يتخذ من أبطال هذا الوطن العظيم قدوة ومثل أعلى لأن غياب القدوة يهدم الأمة، والحمدلله أن أرضنا الطيبة لا تزال ولّادة بالمصلحين الذين حملوا الشعلة عن سلفنا الصالح وهم أحياء بيننا وعلى أتم الإستعداد للتضحية لأجل كويتنا الحبيبة وسلامة أراضيها ، هم الأحياء الشهداء بتفانيهم ومثابرتهم ، فاليوم نستطيع أن نمتلك زمام الإصلاح ونقود سفينة الوطن إلى بر الأمان ولكن إن تقاعسنا فالجميع سيدفع ثمن الخذلان ، فحب الوطن لا حياد فيه ولا مداهنة !! هذه رسالة ولدى الحبيب الشيخ ناصر الملاك الجميل لإخوانه من شباب الوطن فلا تقصروا فى أداء الواجب حفظكم الله وسدد خطاكم.
وأختم مقالى بأن نتوجه جميعا إلى المولى سبحانه وتعالى بأن يرحم أحبابنا الذين فارقونا كبيرهم وصغيرهم وأن يلحقنا بهم على خير فى مستقر رحمته فى جنات النعيم والخلود وأن يرزقنا الصبر والسلوان والعزيمة لنؤدى رسالتنا فيما تبقى من العمر ونسأل الله جل وعلا أن يرزقنا الإخلاص والثبات واليقين الذى يهون علينا مصائب الدنيا إنه ولى ذلك سبحانه وتعالى والقادر عليه.
…