يوسف عوض العازمي يكتب: أبحاث .. وتعسف!

” عندما ينتهي القانون يبدأ الطغيان ”
( جون لوك )
كتابة أي بحث أكاديمي ليست سهلة ، تحتاج جهد معلوماتي و كتابة بحسب الأصول البحثية ، وفيها يضطر الكاتب للبحث عن مراجع و مصادر سواء ورقية أم ألكترونية ( كثير من الأساتذة لايسمحون للطلبة بإستقاء المواد الألكترونية ! ) من أجل إنجاز بحث بحسب المطلوب ..
يتمشكل الطالب ( في أي مؤسسة اكاديمية ) بعدة امور حول البحث ، مثل جدية الإستاذ في طلب البحث ، نعرف ويعرف الكثير أن هناك أساتذة يطلبون البحث من أجل خمسة أو عشر درجات ليمنحها للطالب ، ويكون هذا البحث هو الوسيلة لتحقيق الدرجة المطلوبة ، ويمر البحث دونما تدقيق جدي من الإستاذ ، و ربما يرمى في أقرب سلة مهملات !
هذه الطريقة لاتهم الطالب الذي لم يتعب أو يجتهد في بحثة ، فهو على أية حال لايعلم ربما حتى عنوان البحث ، فهو قد أشتراه جاهزا” من إحدى دكاكين بيع البحوث ، وقد يكون البحث نفسة قد قدم كذا مره لأكثر من استاذ ، بل قد يكون مقدما” للإستاذ نفسه في إحدى الفصول الدراسية السابقة !
المهم في موضوع البحث إنه يكشف وبجلاء القدرة الحقيقية للطالب في كتابة البحث ، و طريقة أسلوبه ، و صياغتة ، و إستقاء المراجع وغيرها ، ويقدم صورة واضحة للطالب ، بل يستفيد الطالب من الكتابة كمهارة تستمر معه بعد التخرج ..
أتذكر أحد الأساتذه كان يدقق كثيرا” على الطلبة في كتابة البحث ، ويضع شروطا” متعبه للطالب في طريقة الكتابة ، من حيث نوع الخط ، و طريقة تحديد المصادر ،وكان يصر على تفادي حتى اقل الاخطاء ، وكان كثير من الطلبة يتذمرون ويشتكون مما اسموه تعسف الإستاذ ، وبعدها بفتره سمعت ان الإستاذ نفسه يستفيد من بحوث الطلبه له هو ، ولصالحه في كتابة البحوث التي يكتبها بإسمه ، قد يصح الكلام و قد لايصح ، كل شئ يصير !
على الإستاذ أن يكون شخصا” موثوقا” و ملاذا” للطالب ، ومعلما” يتعلم منه الطالب الحكمة وقدوة حسنه اخلاقا” و علما” ، لا ان يتعسف ويكون ضحيته طالب قد يكون على وشك التخرج ، لكنه يكون ضحية لهذا الإستاذ ، لا أتهم ولا اشكك ، ولكن المرونه مطلوبة ، لا اقول تهاونوا لكن بالمعقول ، اي ليس معقولا” نفس المادة لها استاذين احدهما غفور رحيم ، والآخر شديد العقاب ، خير الامور الوسط ، نعم للمادة العلمية المميزه ، ولا للتعسف وفرض السلطة !
يوسف عوض العازمي ..
alzmi1969@