عبدالله فاضل المجبل يكتب :التعلیم في زمن الكورونا
التعلیم في زمن الكورونا
قد یرى الغالبیة أن التعلیم في زمن الكورونا سيء و أن التحصیل العلمي لدى الطلبة یكاد یكون معدوم، و أن الغش
منتشر والنتائج لا تعكس واقع تحصیل وفھم الطلبة للمادة العلمیة. إلى درجة معینة قد یكون ھذا الأمر صحیح، ولكنھ ینطبق أیضا على التعلیم التقلیدي، فجمیع ما ذكر سابقاً قد یكون موجوداً أیضاً، لذلك أرید في ھذه المقالة أن أسلّط الضوء على التجربة الفریدة التي جبرنا على خوضھا وھي التعلیم عن بعد.
تجربة التعلیم عن بعد من وجھة نظري الخاصة كانت من أثرى و أنجح التجارب التعلیمیة على المدرسین والمدربین
والطلبة على حد سواء، الجمیع أصبح مضطراً وبدون سابق إنذار على استخدام التكنلوجیا التي كنا ننادي باستخدامھا منذ زمن طویل. والآن بنقاط موجزة سأذكر أھم المشاكل التي تم حلھا عن طریق التعلیم عن بعد:
١- مشكلة الغیاب و أن الطلبة لم یستوعبوا معلومة معینة أو یفھموا درس معین أصبحت معدومة، وذلك لأن الدرس مسجل والطالب یستطیع العودة للدرس ومشاھدتھ متى ما شاء. ٢- مشكلة أن الطالب لیس لدیھ علم بموعد اختبار أو لم یستلم الجدول أو النشرة أیضاً أصبحت غیر موجودة لأن الفرق التي تخص الطلبة یتم تخزین كافة البیانات والجداول والنشرات فیھا، فھي مرجع للطلبة ودلیل على استلامھم و أیضا لا یمكن للنسخة الالكترونیة أن تتلف أو تضیع. ٣- مشكلة التقییم التي قد یعاني منھا البعض، وذلك للكثافة الطلابیة التي یقوم بتدریسھا، أصبحت سھلة ومیسرة وذلك لأنھا تتم الكترونیاً. ٤- مشكلة التصحیح الذي كان یأخذ ساعات عدیدة ولا یخلوا من الأخطاء، أصبح دقیقاً وفي نفس لحظة الانتھاء من الواجب أو الاختبار. ٥- مشكلة المتابعة من قبل بعض أولیاء الأمور بحیث أن التعلیم التقلیدي یوجد صعوبة إلى حد ما في متابعة مستوى الطلبة والتحصیل والتواصل مع المعلم وذلك لتضارب أوقات العمل، ولكن بالتعلیم عن بعد أصبح من السھل جدا التواصل مع أولیاء الأمور ومبدأ الشفافیة والدرجات أصبح عالي جداً ویمكن للطالب وولي الأمر الرجوع للدرجات بأي وقت.
ھذا ملخص بسیط لبعض المشاكل التي تم حلھا في التعلیم عن بعد ونظرة إیجابیة للأمور في وقت كثرت فیھ
الانتقادات والامور السلبیة، وفي ختام ھذه المقالة نسأل الله العلي العظیم أن یرفع عنّا الوباء والبلاء وأن نعود إلى مقاعد الدراسة مستفیدین من ھذه التجربة الفریدة والممیزة.
بقلم عبدالله فاضل المجبل عضو ھیئة تدریب لغة انجلیزیة معھد التدریب المھني