جامعة الكويت

في إطار تطوير العلاقات الثقافية المشتركة بين البلدين : وفد أكاديمي من جامعة الكويت يزور الجمهورية الإسلامية الإيرانية

9112014253.jpgغادر وفد أكاديمي من جامعة الكويت يوم الأربعاء الماضي في زيارة رسمية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إطار تطوير العلاقات الثقافية المشتركة بين البلدين وتبادل الخبرات الأكاديمية بين جامعات البلدين، برئاسة عميد كلية العلوم الاجتماعية أ.د.عبدالرضا أسيري، وضم في عضويته كلاً من: عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.مبارك الهاجري، عميد كلية التربية د.نجاة المطوع، العميد المساعد بكلية الشريعة د.وليد العلي، العميد المساعد بكلية العلوم الاجتماعية د.حامد العبدالله، العميد المساعد بكلية التربية د.فايز الظفيري، العميد المساعد بكلية الآداب د.فيصل الكندري، عضو مجلس كلية العلوم الاجتماعية السيد عبدالوهاب الوزان، رئيس قسم العلوم السياسية د.حسن جوهر، رئيس قسم علم النفس د.عثمان الخضر، استاذ قسم العلوم السياسية د.حنان الهاجري، استاذ قسم الإعلام د.محمود الهاشمي، استاذ قسم المكتبات د.بيبي العجمي، الاستاذ بكلية الحقوق د.محمد الفيلي، الاستاذ بكلية العلوم الإدارية د.أنور الشريعان، مدير مكتب مدير جامعة الكويت محمد السليمان، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام فيصل مقصيد، ولبنى معرفي من وكالة الأنباء الكويتية كونا.

وقد زار الوفد الأكاديمي المتحف المرکزي في مدينة مشهد المقدسة التي يقع فيها حرم الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، وهو مرکز ثقافي وتراثي وحضاري عام يجمع بين الهدايا والتحف التی تهدی إلی حرم الإمام علی بن موسی الرضا عليه السلام، كما يحتوي المتحف على أنواع عديده وثمينه جداً من السجاد الإيراني الفاخر والأبواب والأقفال الذهبية والفضية والمجوهرات والنقود القديمة ومجموعة من السيوف والأسلحه القديمة وغير ذلك مما يعد من التحف النادره، وقد أنشئ متحف خاص بالطوابع البريدية بالإضافة إلى قسم خاص يضم مسكوكات ذهبية تاريخية نادرة، وهناك قسم خاص للمسكوكات الذهبية المهداة من دولة الكويت إلى المتحف في مشهد.

زيارة المجمع الإسلامي للبحوث

كما زار الوفد الأكاديمي من جامعة الكويت المجمع الإسلامي للبحوث، حيث يحتوي المجمع على أقسام متعددة منها الاقسام التحقيقية والفنية كقسم القرآن الكريم وقسم الحديث الشريف وقسم التاريخ وقسم الفلسفة والكلام وقسم الترجمة وقسم الأدب العربي والكثير من الأقسام الأخرى الفنية كقسم الحاسوب، وقد أصدر هذا المجمع منذ ثلاثين عاما كتبا إلى البلدان الإسلامية والعربية وشارك في معارض عالمية كثيرة وحاز على جوائز عديدة. أما عن أهم الكتب التي نشرها المجمع هو المعجم في لغة القرآن الكريم وسر البلاغة ويتناول المفردات القرآنية لغة وتفسيرا، وبعث هذا المعجم إلى الكثير من الدول الإسلامية والعربية، وقد ضم هذا الكتاب آراء فقهاء المسلمين عامة والمستشرقين الذين اختصوا في العلوم القرآنية.

في حين زار الوفد الأكاديمي بيت آية الله سيد سيدان وبحث معه أبرز الأحداث على الساحة الخليجية والعربية وأهم التطورات والهموم السياسية المشتركة بين دول المنطقة، وشدد الطرفان على أهمية التقارب الفكري والسياسي بين الطوائف الإسلامية المختلفة والتأكيد على دور رجال الدين من الطرفين في القضاء على جميع المظاهر السلبية والشاذة. وأكد السيد سيدان على ضرورة التركيز على النقاط المشتركة التي تجمع الفرق الإسلامية برمتها وضرورة البحث والدراسة في المسائل الخلافية ولكن بشرط أن توضع على طاولة البحث العلمي بنوع من التفاهم والمحبة بين الطرفين وبصورة علمية لكي نستطيع الوصول إلى آليات مشتركة لحل المشكلات العالقة والأزمات التي تعاني منها مجتمعاتنا هذه الأيام، وشدد السيد سيدان على أن الإسلام هو حسن الخلق الذي يجب أن يتحلى فيه المسلم، فيجب أن نرعى الأخلاق في تعاملنا مع الآخرين بالإضافة إلى الأصول العقائدية التي أوصانا بها نبينا الكريم.

وقال الشيخ حسن العصفور الذي حضر هذا اللقاء أن الكويت تعتبر نموذجا مشرقا في العلاقة بين الحكومة الشعب والعلاقة بين الفئات داخل المجتمع الكويتي وهذه الزيارة هي من مظاهر الحالة الطيبة في دولة الكويت، وفي ختام الزيارة قام الوفد بتقديم الدروع التذكارية إلى سماحة السيد سيدان.

زيارة مركز الدراسات الإستراتيجية

زار الوفد الأكاديمي الكويتي مركز الدراسات الإستراتيجية في وزارة الخارجية الإيرانية والتقى بالعديد من الشخصيات الإيرانية الأكاديمية والسياسية، وبحث خلال الزيارة آفاق التعاون الثنائي والإقليمي والعلاقات الكويتية الإيرانية التاريخية وآفاق التعاون المستقبلية بين البلدين الشقيقين بحضور سفير دولة الكويت لدى إيران مجدي الظفيري.

وعقد خلال الزيارة ندوة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز تلك العلاقة وتطويرها من خلال الاستفادة من دروس الماضي والتطلع إلى المستقبل بنظرة من التفاؤل، وقال السفير مجدي الظفيري أن هذا الوفد الأكاديمي الذي يمثل مختلف التيارات الدينية والسياسية جاء برؤية واحدة وهي التصميم على خلق التواصل بكل أبعاده مع أشقاؤنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من منطلق أن المنفعة مشتركة بين البلدين، ولتجسيد تلك العلاقة فلابد من إيجاد خط موازي للخط الرسمي بين الشعبين الكويتي والإيراني، وأن الانفتاح السياسي والإعلامي الكويتي الذي يتمتع بهامش كبير من الحرية هو العامل المساعد على عملية الربط بين المراكز البحثية والجامعات الأكاديمية في كلا البلدين مما يساعد على تقوية تلك العلاقات وتوطيدها، وأشاد بالبعد الأكاديمي الذي يعتمد عليه القرار السياسي في صناعة القرارات السياسية في المنطقة، كما شدد على مراجعة السياسات الخارجية لكلا البلدين ونتفق على مواجهة الأخطار التي تهدد منطقتنا في هذه الفترة.

وبدوره أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت أ.د.عبدالرضا أسيري على أهمية هذا الدور الذي تلعبه مثل هذه المراكز في صناعة السياسة الخارجية، وبين أن الوفد جاء من الكويت بقلب مفتوح من منطلق الحاجة الماسة للتحاور والتفاهم في ظروف عصيبة تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وأن هذا الوفد الذي يشمل جميع الشرائح السياسية والفكرية والجنسية من أساتذة ومفكرين وخطباء وأئمة وسياسيين سابقين وبرلمانيين ومن كتاب وإعلاميين، نسعى من خلالهم إلى خلق الفهم والاتفاق بين الأكاديميين والأساتذة الإعلاميين في كلا البلدين، وشدد على ضرورة التحاور والتواصل بين المؤسسات العلمية والثقافية والدينية فهي اللبنة الأساسية في خلق مثل هذه العلاقات بين البلدين.

وقال أ.د.أسيري أن إيران عنصرا مهما في المنطقة ولا يمكن إيجاد حل لأي مشكلة دون تدخل إيران فهي قوة إقليمية كبرى وفاعله في المنطقة، أما بالنسبة للكويت فهي الدولة التي تتمتع بامتلاكها الهامش الكبير من الحرية ولديها قاعدة صلبة من العلاقات مع جميع دول العالم لا سيما مع إيران.

ومن جانبه أوضح رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت د.حسن جوهر أن دولة الكويت بحكم واقعها كبلد صغير وبلد ذو كثافة سكانية قليلة ويقع في منطقة جغرافية تشكل عليها هاجس وضغط من دول كبيرة ومتنافسة لذلك أصبحت سياستها الخارجية تنطلق من ضرورة خلق بيئة إيجابية في الجوار الجغرافي، وهذا ما دفع دولة الكويت لكي تكون دولة متميزة منذ استقلالها في عام 1961 أن تكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي تبني علاقاتها الخارجية على شبكة من الدبلوماسية الفعالة على مختلف الأصعدة، كما أشار إلى أن العلاقات الكويتية الإيرانية على الرغم من قوتها وتماسكها إلا أنها مرت بمحطات ساخنة في المنطقة، فمن الصعب على الكويت في هذه المنطقة المتناقضة سياسيا وأيديولوجيا وعقائدية أن تمر سفينتها بشكل آمن على الرغم من توازن السياسة الخارجية الكويتية في المنطقة.

وبين د.جوهر بأن العلاقات الكويتية الإيرانية قد نشأت تقريبا منذ مئة عام من خلال خطوط التجارة البحرية بين البلدين وتوجت بالعلاقات الدبلوماسية الرسمية في عام 1962، مشيدا بالدور الإيراني في مساعدة الكويت على مواجهة الكثير من الأخطار التي تعرضت لها الكويت سابقا وتعاون البلدين في العديد من الاتفاقيات كالاتفاقيات الأمنية الخاصة بمكافحة المخدرات ومكافحة الإرهاب بالإضافة إلى العديد من مذكرات التفاهم التجارية بين البلدين.

من جهته أكد العميد المساعد للأبحاث والتدريب في كلية العلوم الإجتماعية د.حامد العبدالله على عمق العلاقات الدبلوماسية الكويتية الإيرانية ومتانتها من خلال الزيارات التي قام بها مسؤولون كويتيون لإيران في فترات سابقة وتوجت هذه الزيارات بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في يونيو الماضي حيث تكللت بالنجاح بلقائه سعادة رئيس الجمهورية وسعادة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، وأكد على ضرورة اتباع نموذج المدرسة الوظيفية الحديثة الذي طرح لمعالجة الوضع في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وما تركته من انشقاقات على مستوى العلاقات الإجتماعية والاقتصادية وغيرها، ويمكن أن نكيف هذا النموذج لبناء علاقات متينة قوية بين الكويت وإيران، حيث تقوم فكرة هذا النموذج على ثلاثة مستويات أولها مستوى السياسة الناعمة الذي يدعو إلى التواصل بين البلدان على المستوى الشعبي كزيارة الأكاديميين أو زيارة الفنانين وما شابه ذلك وتقع هذه الزيارة الأكاديمية التي نقوم بها في هذا المستوى وثانيها السياسة الوسيطة ويشمل الجوانب الاقتصادية والتجارية والبيئية وما إلى ذلك وقد تم بالفعل عقد الكثير من الاتفاقيات في هذه الجوانب بين البلدين وثالثها السياسة الخشنة هو اللقاءات على المستوى الدبلوماسي والسياسي وعلى مستوى رؤساء الدول وهذه السياسة نجدها قد طبقت من خلال زيارة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لإيران.

أما على الجانب الإقتصادي فقد تحدث وزير التجارة والصناعة السابق السيد عبدالوهاب الوزان عن علاقات التعاون الإقتصادي في بين البلدين مشيرا بأن جميع دول المنطقة هي دول نفطية تعتمد في مصادرها بشكل أساسي على النفط فلابد من الإستفادة من الإيرادات النفطية من خلال استثمارها في الصناديق الاستثمارية والصناديق السيادية للأجيال القادمة من خلال مشاريع للأجيال القادمة بحيث لا تدخل هذه الإيرادات في الموازنة السنوية للدولة، وأكد على ضرورة التفكير في موضوع الأمن الغذائي من خلال استيراد المنتجات الغذائية من مختلف دول العالم لا سيما إيران التي تتمتع بتنوع المنتجات الغذائية لديها لذلك لابد أن تسعى الدول الإسلامية من أجل الوصول إلى الإكتفاء الذاتي الغذائي.

أما على الجانب الإيراني فقد تحدث رئيس مركز الدراسات الدولية في وزارة الخارجية الإيرانية د.سليمان بور عن المستجدات والتطورات التي تشهدها منطقتنا في الآونة الأخيرة، فبعد إنهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط ما يسمى بالثنائية القطبية نحن نعيش في مرحلة إنتقالية عابرة لتحديد نوع النظام المسيطر على العالم في المستقبل، وبين أن ما نعيشه يختلف تماما فقد تغير مفهوم القوة بشكل كبير وتنوعت القوى المسيطرة على العالم بين القوى الإقتصادية والقوى النفطية وقوة الإقناع والقوى الروحية والمعنوية، وتمنى من دول المنطقة أن تتعلم من دروس الماضي كما فعلت أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية فقد استفادت مما حصل واستثمرت ذلك من خلال التعاون الإقليمي بينها واضعين الفروقات والصراع الجيوسياسي جانبا من أجل انجاح هذا التعاون وتوطيد العلاقات السياسية والإقتصادية بين دولها، كما شدد في كلمته على ضرورة التعايش السلمي بين دول المنطقة واحترام الطرف الآخر في سبيل خلق التوازن والاستقرار في إطار من التعاون المشترك بينها.

وتحدث السفير الإيراني الأسبق لدى دولة الكويت د.سيد جعفر موسوي عن تاريخ العلاقات الكويتية الإيرانية التي وصفها بالعلاقات المتميزة والعريقة، بالإضافة إلى أن هناك أولويات مشتركة لدى البلدين من أجل بناء علاقات فاعله وبناءه في مختلف الأصعدة من خلال سعي البلدين إلى خلق روح من الاستقرار والسلام في المنطقة، بالإضافة إلى الحرص على إقامة العلاقات بين دول العالم بشكل عام والجارة بشكل خاص، والتأكيد على ضرورة المشاركة الفاعلة من المنظمات الدولية، في حين أكد موسوي على أن إمتلاك هذه المنطقة الثروة النفطية يجعل منها منطقة مؤثرة وفاعلة دوليا فلابد من وضع هذه الميزة في عين الاعتبار بالإضافة إلى الإستفادة من هذه الثروة النفطية في بناء وإعمار دول المنطقة.

دائرة المعارف الإسلامية الكبرى

كما قام الوفد الأكاديمي بزيارة دائرة المعارف الإسلامية الكبرى الذي تقوم بتأليف المراجع المهمة كالموسوعات والكتب العلمية التي يمكن الإستناد إليها في البحث العلمي، والتقى الوفد خلال هذه الزيارة برئيس الدائرة الدكتور كاظم بجنوردي، وفي نهاية جولة الوفد أقام سفير دولة الكويت مجدي الظفيري مأدبة عشاء على شرف الوفد الأكاديمي الزائر.

 

9112014252.jpg

 

 

 

 

 


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock