د. مبارك الذروة لـ «أكاديميا): التعليم عن بُعد ساهم في التقليل من الازدحام المروري
أكاديميا | التطبيقي – التعليم – خاص
شدد رئيس رابطة أعضاء هيئة التدريس السابق في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريس د. مبارك الذروة ضرورة استمرار تجربة التعليم عن بُعد داخل القاعات والفصول الافتراضية في المدارس والكليات والجامعات.
حذّر من التخلي عن التقدم في تجربة التعليم «أونلاين»
تعطيل للانترنت وبعض السلوكيات الخطأ كالغش وهدر الوقت وكشف الخصوصيات الأسرية أبرز عيوب النظام
حل مشكلات الطلبة ممن يعاني من الخوف أو الخجل أو التردد في المشاركة
يجب أنْ نتجاوز مرحلة التشكيك والخوف وثقافة تقزيم إمكانيات الطلبة
نواكب المرحلة الرقمية وعصر المعلومة وتنمية المهارات والتعلم المفتوح
وقال الذروة في تصريح خاص لـ «أكاديميا» أنَّ تجربة التعليم عن بُعد وبعد مرور فصلين دراسيين الثاني والصيفي، أرى بأنّها بالنسبة لي كمعلم بأنّها مناسبة بل وجدت أنَّ الجهد المبذول فيها أكبر وأفضل من التعليم التقليدي في الصفوف العادية، حيث أنَّ الوقت الذي يهدر في الذهاب والتنقل من المنزل الى الكلية مروراً في ازدحام الشوارع وما يخلفه من تعب نفسي سلوكي على أداء المعلم فضلاً عن الموظف بشكل عام هذا الوقت اليوم في ظل الاون لاين أصبح مخزوناً من العطاء والتدفق العلمي لصالح الطلبة.
أشار الذروة إلى أنَّ التعليم عبر الاون لاين جعل الطلبة يشاركون بأريحية ودون خجل وبرزت في الصفوف التي تقوم بتدريسها عشرات الهمم والكفاءات التي لم نكن لنراها لولا هذه الجائحة، مشيراً إلى أنَّ هناك بعض من الطلبة ممن يعاني من الخوف أو الخجل أو التردد في المشاركة ضمن المجموعات أو في الصفوف وهو ما غاب تماماً في الصفوف الافتراضية.
ظهر ذلك جلياً أثناء عروض الطالبات للواجبات في مقررات طرق التدريس وأنا فخور بهن كثيراً.
وتابع الذروة: «الاون لاين» وفقاً لتجربتي سيخدم عمليات البحث العلمي لدى طلاب المرحلة الجامعية فهو يوجه عمليات التنقيب والبحث العلمي من خلال اذكاء روح المنافسة ومنح الطالبات الاستقلالية والاعتماد على النفس، لافتاً إلى أنّها تتعامل مع أجهزة وأدوات رقمية وهي تصمم وترفع ملفات وتقوم بتسجيل الفيديوات تدخل على التطبيقات المختلفة فتبحث وتختار وتتحمل المسؤولية في البحث عن المعلومة وتقيمها وتحللها وتراجعها باشراف المعلم وارشاده ثم يقوم الأداء بتغذية راجعة لينتهي بها المطاف بتحقيق علمي جيد.
وأشار الذروة إلى أنَّ الأمر غير الجيد بالتجربة هو ما قد يصاحب هذا النظام من تعطيل للانترنت أو بعض القيم السلوكية كالغش عند البعض أو هدر الوقت أو كشف لبعض الخصوصيات الأسرية أو عدم الانتباه أو الشرود الذهني والاهمال وغير ذلك، مؤكداً بأنَّ تلك السلوكيات يمكن معالجتها بامكانيات المعلم الفعال وقدراته في إدارة الفصل ومتابعته وتشجيعه وتحفيزه المستمر للطلاب في الفصول الافتراضية.
بخصوص اعتماد شهادات الطلبة وبها العديد من المواد تمّت دراستها عبر «الاون لاين» قال الذروة: يجب أن نتجاوز مرحلة التشكيك والخوف وثقافة تقزيم امكانيات أبنائنا وبناتنا.
وتابع قائلاً: بل يُفترض أن نواكب المرحلة الرقمية وعصر المعلومة وتنمية المهارات والتعلم المفتوح… البعض لا يزال يتشبث بماضيه الوجودي ويحاول الالتفات الى عصره التعليمي الذي ولّى وانتهى، ونحن أمام مرحلة جديدة من التعليم والتعلّم بأهدافه ووسائله وأدواته..
والمتلقي اليوم مدرك لذلك بشكل أكبر من معلمه .. وهذا بيت القصيد.
وقال: نحن في قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية الأساسية مدركين جيدا لهذه الأبعاد ونتابع التحولات الكبرى في هذا المجال، فالعالم اليوم لم يعد قرية صغيرة كما كان في بداية القرن الجديد بل أصبح بيدك وتحت نظرك وبضغطة زر تتناول أحدث المعلومات وتطبيقاتها. مشدداً بأنّه لا مكان للخوف والتشكيك، لأنَّ المهارات والتطبيقات العملية ستسود محل المعارف والمعلومات.
وحذّر الذروة من باب النصح الرجوع والتخلي عن هذا التقدم ولامانع من توزيع المهام العلمية وتعددها بين أروقة الجامعة وفصولها وبين الفصول الافتراضية التي تلبّي احتياجات وميول كثير من طلابنا.