كِتابٌ منسي في آخر رَف من رفوف الكَون
كِتابٌ غاصّ في كلماته التي يَشعُر بأنه يريد أن يتقيؤها
المتآكل في محاولاتُه للنسيان
كِتابٌ مَجْهُول الأحرُفَ
صَفحاته فارِغه .. و في مُنتصفِها نَفسٌ عَميق
مُمتلئ بالمَشاعِرَ المَكبوته ، مُتراكِمه على صَدره الكلمات
كِتابٌ لا يعرُفَ وَسائل الـ تحدث
أو حَتى شَرح العَواطِفَ ، لَكنهُ يَرغب في الكلام
تَلتف صَفحاتُه و تَتموج بنسيم المَكان وَحده بِلا كِتابٌ يُرافقه ، كِتابٌ لَم يكُن كالكُتب الأخرى ، لا يتكلم ؟ ساكِن
دائِماً كلماته إعتادت على الهُروب وَ لا تَكف عِن صمتها و لو هُزِمَت ، فكِتمان هَذا الكتاب قَد حَرق أوراقه وَ كلماته ، كلماته التي تَرتدي ثياب الخَوف ،لَكن مَن يَفهم ؟ لماذا هَذهِ الكلمات هَاجرت صفحاتِها ؟ لِماذا خائفه ؟ مَن يفهم هذهِ الكلِمات التي لا يُرافِقها الا صاحِبتها
صاحِبتها التي تَضُجَ في شِفاهه الكَلمات وَ تبتلعها
ساكِنةٌ و و حيدةٌ ، يَتآكل قَلبها مِن الكلمات التي إبتلعتها
صاحِبتها .. مُمثله بارِعةٌ بتمثيل البَهجةَ ، الساكِنة ، الخاسِرَة دوماً