رباب عبيد تكتب الدبلوماسية شيعت رائدها..
الدبلوماسية شيعت رائدها..
هو رجل سياسي من الطراز العريق مخضرم بالعلاقات الخارجية الدولية ومساراتها ، من مدرسة رجال الحكمة الإلهية السياسية ، وقائد الوعي القيادي السياسي في العالم ، رافع ألوية السلام العالمي بينه وبين الإنسانية عشق عميق، وبيننا وبينه حب كبير يسكن الوجدان، ترجل صباح الابتسامة والأمل عن صهوة جواده الكويت ، فنعاه الناعي وبكت عيون محبيه عليه أرجاء الأرض.. كلمات لاتصف حال ولا تفي حقا علينا لسمو أمير البلاد الراحل قائد الإنسانية المغفور له بأمر الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله ،وأسكنه المولى عز وجل ّ فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
ومن ذا الذي لا يحب صباح الكويت، تميز سموه بمدرسة الدبلوماسية السياسية في فض النزاعات على بند السلم الأهلي والقومي والعالمي، صاحب البال الطويل في مراقبة الداخل والخارج، يتأثر بما يؤثر بوطنه ودينه وعروبته وإنسانيته .
كان يطل علينا بصباحات الحكمة الأبوية فيهدينا للمسارات الصحيحة لنخرج من آتون الفتن آمنين، شغلته فلسطين وسوريا ولبنان ومصر والسودان وليبيا واليمن والعراق ، فتعهد بالسير لحل القضايا العربية للمسالمة والمصالحة والسلام وتقديم الدعم اللوجستي والاغاثي، وأزعجه جفا الأشقاء في الخليج فيما بينهم ، فتحرك داعيا للمصالحة عبر الوساطة الأخوية ، أرهقه رؤية الأقليات المسلمة في القارة الآسيوية والأفريقية فمدّت يد العطاء الكويتي عبر الجمعيات الخيرية ، لنشر العلم والمعرفة وتوفير الأمن والغذاء ..سار على الحق ولم يؤلمه في الحق لوّمة لائم ، سواء في القرارات الخليجية الخليجية وغيرها ، فتفرّد برؤيته السياسية الخاصة بدون أن تحسب على الكويت اصطفافات سياسية وأجندات في المنطقة ، بدبلوماسية صباح الأحمد الفقيد الغالي كانت تنجلي أي غيمة تعكر صفوّ العلاقات الخارجية لدولة الكويت مع الدول الشقيقة والصديقة .
كان له خط في صناعة السياسة الكويتية، هكذا أرادها وهكذا كانت منذ أن رفع علم الكويت في المحافل الدولية بداية من الأمم المتحدة، وذهابا إلى جامعة الدول العربية، حضورا في قمة المؤتمر الإسلامي، تأسيسا لمجلس التعاون الخليجي وغير ذلك من بصماته التي تركها على خارطة العمل السياسي في العالم.
أن سمو الأمير لم يتواني على الرغم من توعكه صحيا بالإطلالة الأبوية على أبنائه عبر الخطابات التي اعتاد الكويتيون حضوره إليها ، ومازال يعلمهم ويحثهم ويوصيهم بأن الكويت سفينة الأمن والأمان ” وما أوصيكم على الكويت ” ، فكان المقيم المخلص والشريف كما المواطن المخلص والوفيّ يخشى على الكويت من أي ضرر ، ويدعو له بطولة العمر والصحة الوفيرة والشفاء العاجل .
وإلى أن نفذ أمر الله بعباده فتوفاه الله تعالى الأربعاء 30/9/2020 برحيل سمو أمير البلاد المغفور له بأذن الله شيعت الدبلوماسية رائدها الأول وأخر رجالها الأفذاذ ، سيبقى والد الجميع سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح منزله في القلب كبير وصورته محفورة في العقل خالداً في القلوب والعقول الغائب الحاضر، معلم الحكمة الإنسانية والسياسية الأول في العصر الحديث.
بقلم :رباب عبيد