علاج أول طفل في العالم من متلازمة الالتهابات المتعددة الناتجة عن كورونا
أعلن مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال في دولة الامارات العربية المتحدة عن علاج وشفاء أول حالة في العالم لمتلازمة الالتهابات المتعددة الناتجة عن فيروس كورونا، وهي لطفل مواطن اماراتي يدعى عبد العزيز، والتي تعتبر من الحالات النادرة جداً، وقد تم تطبيق العلاج بطريقة مبتكرة قام بها أطباء المستشفى وجارٍ تسجيلها في المجلات العلمية المحكّمة ليستفيد منها الأطباء حول العالم.
وقال الدكتور وليد أبو حمور رئيس قسم الأمراض المعدية والالتهابات: إن الطفل عبد العزيز أدخل لمستشفى الجليلة بعد قضاء أسبوعين في مستشفى آخر وكان وضعه الصحي في حالة حرجة للغاية بسبب وجود التهابات في كافة أعضاء الجسم شملت القلب والرئتين والبنكرياس والكبد وأثر كذلك على الجهاز العصبي، ومع مرور الوقت أصبح الطفل غير قادرٍ على تحريك أطرافه السفلى نهائياً، وتم تشخيص إصابة الطفل بمتلازمة الالتهابات المتعددة، وبدأنا بإعطائه العلاجات المتعارف عليها في الحقل الطبي، وكلما كان يحدث تحسن بطيء يصاب الطفل بعد فترة بانتكاسة جديدة دون حدوث أي تحسن في الأطراف السفلية.
وأضاف أن المرض أصبح مستعصياً ومقاوماً لكل العلاجات المتعارف عليها، وهنا فكرنا في قسم الأطفال بالتعاون مع قسم الكلى برئاسة الدكتور مارتن لعمل تبديل لبلازما الطفل، وخلال أسبوعين بدأ الطفل يستجيب تدريجياً للعلاج الجديد إضافة للعلاج الطبيعي، مضيفاً أن الطفل تعافى الآن وأصبح يمشي على رجليه بنسبة 95% والشفاء التام بنسبة 100% سيكون مع استمرار العلاج الطبيعي، وهو ما يعد إنجازاً جديداً لدولة الإمارات بشكل عام ولمستشفى الجليلة بشكل خاص.
ومضى الدكتور وليد أبو حمور قائلاً بحسب جريدة البيان الاماراتية : «نعمل الآن على تسجيل الحالة في مجلات علمية محوكمة حتى يستفيد منها القطاع الطبي في كافة دول العالم»، لافتاً إلى أن فترة العلاج في المستشفى استمرت شهرين متواصلين، موجهاً شكره لأهل الطفل لتعاونهم مع أطباء المستشفى لأن دورهم وتعاونهم كان مهماً جدا خاصة من ناحية موافقتهم على استعمال هذه الطريقة المبتكرة في علاج الطفل.
حالات نادرة
وأكد أن مثل هذه الحالة تعتبر من الحالات النادرة جداً، مطمئناً جميع الأهالي بأن مرض كورونا للأطفال يكون بسيطاً جداً، و95% من الأطفال لا يشعرون بأي أعراض، و5% فقط يكون لديهم زكام ورشح مع ارتفاع بسيط في درجات الحرارة، مؤكداً أن حالة عبد العزيز كانت من الحالات النادرة جداً في العالم.
وشجع الأهل على ممارسة حياتهم الطبيعية ولكن مع ضرورة أخذ الاحتياطات الموصى بها من قبل الجهات الصحية خاصة فيما يتعلق بالكمامات والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين وعدم التردد في إرسال أولادهم للمدارس.
بدورها، وجهت أم سيف والدة الطفل عبد العزيز الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على اهتمامه بصحة المواطنين ووضعها في مقدمة أولوياته وتوفيره لأفضل المستشفيات والكوادر الطبية التي تفوقت على العالمية، كما وجّهت شكرها لكافة أطباء مستشفى الجليلة على اهتمامهم ومتابعتهم لحالة الطفل لحظة بلحظة حتى منّ الله عليه بالشفاء.
كما وجّهت أم سيف نصيحة للأمهات بعدم التوتر والقلق ومحاولة التعرف على كل ما يتعلق بمرض متلازمة الالتهابات المتعددة، والتعاون مع الأطباء خاصة وأن هذا المرض يعتبر من أخطر الأمراض ويسبب مضاعفات خطيرة للطفل.
وقالت: «ترددنا على الكثير من المستشفيات بداية مرض عبد العزيز ولم يعرف أحد تشخيص المرض بعدها قمنا بنقله لمستشفى الجليلة، الذي يعد مفخرة ليس فقط لدولة الإمارات وإنما لكافة الدول العربية».
المصدر:
البيان