التوافق الاسري| بقلم: د. ريم الدويلة
أكاديميا|
هو تمتع الفرد بحياة سعيدة داخل أسرة تقدره وتحبه، مع شعوره بدوره الحيوي داخل الأسرة والتعاون بينه وبين أفراد الأسرة، ومدى قدرة الأسرة على توفير الإمكانات الضرورية.
فالتوافق الأسري يتضمن السعادة الأسرية التي تتمثل في الاستقرار والتماسك الأسري والقدرة على تحقيق مطالب الأسرة وسلامة العلاقات بين الوالدين كليهما وبينهما وبين الأبناء بعضهم والبعض الآخر حيث تسود المحبة والثقة والاحترام المتبادل ويمتد التوافق الأسري كذلك ليشمل العلاقات الأسرية مع الأقارب وحل المشكلات الأسرية.
لذلك تعتبر الأسرة هي البنيان الاجتماعي الأساسي في المجتمع، فعلى امتداد تاريخ البشر وباختلاف عقائدهم الدينية وألسنتهم وثقافتهم، كانت الأسرة هي القاسم المشترك بين كل البشر على اختلافهم، فالزواج وتكوين الأسر هو الإطار الذي شرعه الله سبحانه وتعالى ليستمر النوع البشري لتتم به خلافة الله في الأرض، وآدم وحواء زوجان منذ اللحظة الأولى والقرآن الكريم يؤكد ذلك في قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”.
إذن يتفق الكثير منا على أن التوافق الزواجي يميل إلى التغير خلال دورة الحياة، فالزواج في مرحلته الأولى يتضمن الحماسة والرغبة في إيجاد مكان في المجتمع، ويعتمد على نوع من الجاذبية، ويكون هناك تسامح أكثر منه قبولاً وتكيفاً واعيين، بينما تتميز المراحل المتأخرة بالمواجهة والنقاش والتفاوض فيما يتعلق بالتحكم والسلطة والقوة, وعلى النقيض من ذلك، نجد أن عدم التوافق بين الزوجين و الشجار المستمر يعكس جو الأسرة العام ، فيصبغ سمات شخصية الأبناء بسمات معينة، ويؤثر على نمو شخصياتهم ,ففي طريق التوافق الزواجي تتعرض الأسرة لمشكلات كثيرة خلال سنوات العمر ، هذه المشكلات أحياناً تكون اقتصادية، اجتماعية، صحية، نفسية، تخص أحد الزوجين، أو أحد الأبناء مما يؤثر على الجو العام في الأسرة، وعلى علاقة الزوجين بعضهما ببعض، فإذا كانت هذه العلاقة متينة ومتوازنة ويسودها الرضا والتوافق والتماسك فإنها تتخطى هذه المشكلات والأزمات في زمن قياسي، أما إذا كانت العلاقة ضعيفة ويسودها الاضطراب وعدم التوازن ، فإنها تضع الأسرة بكاملها في مهب الرياح تعصف بها كيف تشاء .
لهذا نجد أن التوافق الزواجي ركيزة أساسية في نماء الأسرة واستمرارها ، إذ يؤدي هذا التوافق إلى استمرار حياة بقية أفراد الأسرة واستمرار حياة الأسرة خاصة الأبناء ، لأن غياب التوافق يؤدي إلى اضطرابات ومشكلات نفسية مختلفة لديهم مثل: مشكلات النوم عند الأطفال واكتساب السلوك العدواني وقضم الأظافر والتبول اللاإرادي، التأتأة كما يؤدي غياب التوافق إلى حالة من القلق والاكتئاب عند الزوجين وتفكك العلاقات الأسرية وانهيارها، مما يؤدي إلى عدم استقرار المجتمع على اعتبار أن المجتمع هو مجموع الأسر الموجودة فيـه، لذلك لابد أن يكون هذا التوافق موضع اهتمام ودراية من قبل الزوجين، سواء المقبلين منهم على الزواج أو المتزوجين الجدد، أو حتى من مر على زواجهم عشرات السنين.
المراجع:
- ” التوافق الاسري” الدكتورة/ حليمة الفيلكاوي (www.acakuw.com).
- إبراهيم، مرسي، عودة، محمد (1986) الصحة النفسية فى ضوء علم النفس والإسلام، دار القلم – الكويت.
بقلم|
د. ريم الدويلة