الخبرات والدروس المستفادة في المعاهد البحثية التابعة لجامعة حمد بن خليفة في المرحلة الثالثة
الدوحة، 5 أغسطس 2020: مع دخول دولة قطر الآن المرحلة الثالثة من الرفع التدريجي للقيود المفروضة بفعل انتشار فيروس كورونا، تحدثنا مع معاهد البحوث الثلاثة في جامعة حمد بن خليفة، حيث تبادل ممثلون بارزون لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة أفكارهم حول الدروس المستفادة من الجائحة، والأسباب التي تدعو إلى الأمل والحذر، وتوقعاتهم لما قد يحمله المستقبل في مجالات تخصصاتهم.
الدكتور أشرف أبو النجا، مدير أبحاث أول بمعهد قطر لبحوث الحوسبة
منذ بداية جائحة فيروس كورونا، عمل معهد قطر لبحوث الحوسبة بلا كلل لدعم استجابة قطر للجائحة. وقد طورنا تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحل العديد من المشكلات مثل النمذجة، وتصور تقدم الجائحة، وتحليل رد الفعل العام على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم المؤلفات العلمية للبحوث الطبية، وتتبع المخالطين، ورصد التباعد الاجتماعي. ونحن سعداء للغاية لاستخدام الهيئات الصحية في قطر لهذه التقنيات، وتبني دول أخرى لبعضها.
وبالمثل، نحن فخورون بالمرونة التي أظهرها موظفونا وقدرتهم على التكيف مع العمل من المنزل. وقد عدَّلنا إجراءات العمل ووضعنا التقنيات الداعمة اللازمة، وعُدنا بسرعة إلى كفاءتنا الكاملة. كما أولينا اهتمامًا كبيرًا برفاهة موظفينا، على سبيل المثال من خلال تطوير “نظام الزملاء”، لضمان أن يكون لكل موظف زميل واحد على الأقل للمساعدة في التبادل المنتظم للأدوار.
وعند النظر ما هو أبعد من نطاق المعهد، من المشجع أن نرى البلدان في جميع أنحاء العالم تتبنى العلوم كوسيلة أساسية للاستجابة لتفشي الأمراض. وتوفر فعالية استجابة قطر للجائحة، وكيفية السيطرة عليها الآن، سببًا للشعور بالتفاؤل والإيجابية. ومع ذلك، يجب أن نظل متيقظين لأن الفيروس لا يزال موجودًا، ويمكن أن ترتفع معدلات الإصابة مرة أخرى إذا لم نكن حذرين.
ومن منظور التكنولوجيا، اعتمدت الاستجابة بشكل كبير على التقنيات التي تدعم اللوجستيات العالمية، وعقد المؤتمرات عبر الفيديو، والتباعد الاجتماعي، والبحوث الطبية. وبصفتنا متخصصين في مجال التكنولوجيا، فقد سررنا بإثبات هذه التقنيات أنها على مستوى التحدي، وأنها فعالة في ضمان توجيه الاستجابة المناسبة، التي ستلعب دورًا أكثر بروزًا في المستقبل.
ومع دخولنا في مراحل متقدمة من الرفع التدريجي للقيود، يجب أن نغتنم الفرصة لإعادة التفكير في عملنا وممارساتنا الاجتماعية، بحيث نجعلها أكثر مرونةً ومتانةً. كما أنها فرصة لتعزيز دور العلم والتكنولوجيا في تحقيق المرونة على الصعيد العالمي.
الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي
من خلال جائحة كوفيد-19، تعلمنا في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي القدرة على التكيف والاستعداد للتعامل مع أي احتمال. ورغم أن العمل عن بُعد يعني قضاء وقتٍ أقل في إجراء الأبحاث بالمختبرات، فقد أتاحت هذه الظروف لعلمائنا فرصةً لتخصيص المزيد من الوقت لتحليل البيانات وإجراء بحوث علمية أكاديمية. علاوة على ذلك، مكنت الأزمة العالمية المعهد من التعاون مع الكيانات المحلية بهدف حشد الموارد لدعم الجهود الوطنية في مكافحة الجائحة. وبينما تركز أبحاث المعهد على الأمراض غير المعدية، شجع الانتشار العالمي لفيروس كوفيد-19 معهدنا على الاستفادة من الخبرات الحالية لتلبية الاحتياجات الوطنية وإعادة التفكير في مجالات البحث المستقبلية ذات الأولوية.
وخلال هذا الوقت، أدى معهد قطر لبحوث الطب الحيوي دورًا رئيسيًا في تعزيز وعي أفراد المجتمع بفيروس كوفيد-19 عبر توزيع معلومات بحثية موثوقة يمكن الاعتماد عليها، بالإضافة إلى استضافة ندوات عبر الإنترنت تتعلق بالفيروس. والأهم من ذلك، أكدت جهود مكافحة الوباء على أهمية العمل معًا والجمع بين الخبرات لتحقيق نتائج ملموسة في التشخيص والاختبار. ويعد اعتماد نهج متعدد التخصصات والتركيز على بناء القدرات جزءًا لا يتجزأ من نجاح الجهود الجماعية في التصدي للفيروس.
وقد سلط فيروس كوفيد-19 كذلك الضوء على الدور المهم لمجال الطب الحيوي والعلوم والبحوث في مثل هذه الأوقات. وبشكل عام، هناك العديد من الدروس القيمة التي ستساعد المعهد في تعزيز جهوده الحالية لإدارة أي حالات لتفشي الأمراض في المستقبل، وسوف نستمر في تطوير أدوات تشخيصية جديدة، مثل عدة اختبار فيروس كوفيد-19، التي طورناها بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، و مراجعة الخطط لتقييم مجالات البحوث الأساسية من وجهات نظر مختلفة.
الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة
على مدار الشهور القليلة الماضية، شهِدنا في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة المعنى الحقيقي للمرونة والابتكار. فمع بداية العمل عن بعد في شهر مارس الماضي، سرعان ما عدَّل المعهد اهتماماته مع تركيزنا على كيفية تكييف عملنا البحثي لدعم قطر في مكافحة الجائحة. ورغم أن الابتعاد عن المختبرات كان صعبًا بالنسبة لعلمائنا، لم يكن الوقت مناسبًا للإبطاء من وتيرة عملنا، ونحن فخورون حقًا بكيفية ارتقاء فريقنا لمستوى التحدي.
وإذ نمضي قدمًا، مع بدء قطر والعالم في الاقتراب من الوصول إلى “الوضع الطبيعي الجديد”، نحتاج إلى التفكير في الشكل المحتمل لنهجنا في البحث. فقد نشهد تحولاً هائلاً، ليس على الصعيد الوطني فحسب، بل على الصعيد العالمي أيضًا. وبغض النظر عن الجوانب المجهدة لجائحة كوفيد-19، وفرت هذه الجائحة فرصًا للتغيير في طيف المجالات البحثية بأكملها، ليس عبر إطلاق استراتيجيات التكيف فحسب، ولكن أيضًا من خلال تعزيز قوتنا كمعهد بحثي يهدف إلى تعزيز الجوانب العملية والتشغيلية لنشاطه.
وتتمثل رسالة المعهد في دعم دولة قطر في التصدي للتحديات الكبرى المتعلقة بالطاقة والمياه والبيئة. وتماشيًا مع رؤية قطر الوطنية 2030، ومع توقيع قطر على اتفاقية باريس للمناخ، يكمن هدفنا الأساسي في البحث والتطوير والابتكار، بما في ذلك تطوير التكنولوجيا المتعلقة بتغير المناخ عبر استكشاف الطاقة المستدامة، وتحلية المياه ومعالجتها، ورصد جودة الهواء، ومكافحة التآكل، على سبيل المثال لا الحصر. ونحن نهدف إلى الاستمرار في تقديم رؤى علمية للقادة، وصانعي السياسات، ورفع وعي المجتمع بهذه الموضوعات الحيوية. وسوف نستمر في بناء شراكات داخل دولة قطر، وعلى الصعيد الدولي، للعمل بروح التضامن والتعاون والتنسيق من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة.
وعلى أي حال، ورغم نجاحنا في تحقيق الكثير من الإنجازات خلال الشهور القليلة الماضية، فإننا نتطلع بالتأكيد للعودة إلى مكاتبنا ومختبراتنا.